الزئبق في الأسماك - تأثيره على الصحة والأسماك التي يجب تجنبها
يخبرنا أخصائيو التغذية دائمًا بأهمية الأسماك كمصدر ضروري للعناصر الغذائية الأساسية. ولكن، بعض أنواع الأسماك يمكنها أن تنقل بعض الأمراض أو تحمل كميات كبيرة من المعادن الثقيلة، كالزئبق على سبيل المثال. واليوم، نرغب في استعراض تأثيرات الزئبق في الأسماك على صحة الإنسان وأنواع الأسماك التي من المهم تجنب تناولها.
في هذا الصدد، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المصدر الرئيسي لتعرض البشر للمركبات السامة هو عن طريق تناول الأسماك والمأكولات البحرية. هذه العناصر تؤثر بشكل كبير على الصحة، وتشكل خطرًا كبيرًا عى النساء الحوامل والمرضعات خاصةً.
لماذا يجب تجنب بعض أنواع الأسماك؟
لسنوات طويلة، أصبح من المعروف أن معادن مثل الكادميوم والرصاص والزئبق، والتي تأتي من صناعات مثل التعدين والزراعة وتربية المواشي، يمكن أن تتراكم في عدد كبير من الأجناس البحرية، خاصةً تلك التي تنتمي إلى قاعدة السلسلة الغذائية. وتأثيرات الزئبق في الأسماك خطيرة بشكل خاص بالنسبة لصحة الإنسان.
فيمكن للتركيز أن يرتفع إلى مستويات مميتة. في الواقع، التسمم الجماعي الذي حدث في خليج ميناماتا في اليابان في خمسينيات القرن الماضي كان بسبب تناول أسماك تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.
ننصحك بقراءة:
تأثيرات الزئبق في الأسماك على صحة الإنسان
وفقًا لدراسة منشورة في Medical Journal of Chile، درجة سمية وتأثيرات الزئبق في الأسماك ترتبط بالصورة الكيميائية، النوع، جرعة التعرض والسن الذي يحدث فيه. عندما يتم إطلاق هذا المعدن في البيئة، فإنه يمر بسلسلة من التحولات ويشارك في دورات تحدث بين الجو والمسطحات المائية والأرض.
الـ5% التي ينتهي بها الأمر في المسطحات المائية تمثل زئبقًا أوليًا يتراكم في الرواسب. والبكتيريا التي تعيش هناك تحوله إلى ميثيل زئبق، والذي تقوم الديدان والحيوانات الأخرى بتناوله.
تقوم الأسماك بتناول هذه المادة العضوية، وهي الأكثر سمية بالنسبة للكائنات الحية، وذلك لأنها تؤدي إلى مشكلات في الآتي:
- الجهاز العصبي
- الجهاز المناعي
- الكلى
- الجهاز الهضمي
- الرئة
- البشرة
- العيون
اقرأ أيضًا:
أنواع الأسماك التي يجب تجنب تناولها بانتظام
يوجد بعض الأجناس التي تستطيع أن تعيش لأكثر من مئة عام، وهو ما يعني أن تراكم هذه العناصر فيها يزيد، فتزيد القدرة على التسبب في تسمم.
أيضًا، يوجد أسماك كبيرة في الحجم تتناول كميات كبيرة بسبب احتياجها العالي للغذاء. إذن ما هي أشهر أنواع الأسماك التي يجب تجنب تناولها بصورة منتظمة؟
ملك السمك (الماكريل الضخم)
هذا نوع من الأسماك البحرية، وهو يتسم بجسم طويل شبيه بالمغزل. يمتلك خطم مدبب وفم واسع، إلى جانب عيون كبيرة محاطة بحلقة عظمية مغلقة. تغطي جسمه قشور صغيرة، ويتميز بلون ظهره الأخضر-الأزرق الفاتح، مع بطن ذي لون فضي.
يصل طوله عادةً إلى 65 سم، ولكن طول الذكور يمكن أن يصل إلى 2 متر. يعيش هذا النوع في المحيط الأطلنطي قريبًا من كندا والولايات المتحدة وساو باولو (البرازيل).
المرلين الأزرق
هذا النوع من المرلين يمكن أن يصل طوله إلى 4 متر، إلا أنه في المتوسط يكون بين 1.8 و3 متر. وهو يُعرف بهذا الاسم بسبب الألوان التي يتميز بها ظهره، ولكنه يمتلك بطنًا بيضاء فضية.
يمتلك جسمًا مطولًا وزعنفتين ظهريتين. فكه العلوي يشبه السيف. ويعيش عادةً في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية للمحيط الأطلنطي، بما في ذلك سواحل جزر الكناري. ويمكن العثور عليه في المحيط الهادئ والهندي أيضًا.
السمك الخشن البرتقالي
تعيش هذه السمكة في شرق وشمال غرب المحيط الأطلنطي، جنوب المحيط الهادئ والمحيط الهندي. جسمها بيضاوي ومضغوط. تمتلك رأسًا كبيرًا، عينين صغيرتين وأسنان دقيقة. يتعرف الصيادون عادةً عليها بسبب لونها البرتقالي الداكن ورأسها الأحمر.
تعيش على أعماق تتراوح بين 180 و1500 مترًا، وهي السمكة الأطول عمرًا، فيمكن أن تعيش لـ180 عامًا.
القد الأطلسي
القد الأطلسي، والمعروف أيضًا باسم القد النرويجي، هو أحد أنواع الأسماك المهاجرة الستين. يعيش في شمال شرق المحيط الأطلنطي، بما في ذلك مياه بحر أيسلندا، غرينلاند وبحر البلطيق.
هذه السمكة صغيرة في الحجم بشكل عام، إلا أن بعض الأجناس يصل طولها إلى 2 متر وتزن أكثر من 100 كيلوغرام. تتغذي على الأسماك الأخرى كالرنجة أو السردين. هذا النوع يعيش على عمق 600 متر تقريبًا.
التونة كبيرة العين
التونة كبيرة العين من الأنواع التي يمكن أن تحتوي على كميات كبيرة من المعادن الثقيلة. ولكن هذا الأمر لا ينطبق على تونة البحر المتوسط، والتي تعتبر جنسًا مختلفًا.
تعيش هذه السمكة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية للمحيط الأطلنطي والهندي والهادئ، ولكنها لا تعيش في البحر الأبيض المتوسط. طولها عادةً ما يساوي 1.8 متر تقريبًا، وعمرها يصل إلى 15 سنة.
خاتمة
برغم وجود أنواع أخرى من الأسماك قد تحتوي أيضًا على الزئبق، إلا أن المذكورة هي أشهرها وأكثرها شيوعًا. تذكر أن الاستهلاك المعتدل لهذه الأسماك لن يضرك. قم بذلك من حين لآخر، ولكن لا تجعل تناولها عادة. يمكنك الاستمتاع بفوائد السمك دون تعريض صحتك للخطر!
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- LICONA, S. P. V., & NEGRETE, J. L. M. MERCURIO, METILMERCURIO Y OTROS METALES PESADOS EN PECES DE COLOMBIA: RIESGO POR INGESTA Mercury, Methylmercury and other Heavy Metals in Fish in Colombia: Risk From Ingestion.
- Chacón, Y. S., Yáñez, J. R., Gómez, H. S., Marín, G. P., & Suárez, F. C. (2016). Evaluación de los Niveles de Mercurio en Productos Pesqueros en Costa Rica, Durante 2003-2013, como insumo para recomendar una ingesta semanal tolerable. Revista Costarricense de Salud Pública, 25(1), 18-32.
- González-Estecha, M., Bodas-Pinedo, A., Guillén-Pérez, J. J., Rubio-Herrera, M. Á., Ordóñez-Iriarte, J. M., Trasobares-Iglesias, E. M., … & Martínez-Astorquizd, T. (2014). Exposición al metilmercurio en la población general; toxicocinética; diferencias según el sexo, factores nutricionales y genéticos. Nutrición Hospitalaria, 30(5), 969-988.
- Llop, S., Ibarlucea, J., Sunyer, J., & Ballester, F. (2012). Current dietary exposure to mercury during pregnancy and childhood, and public health recommendations. Gaceta sanitaria, 27(3), 273-278.
- Lucano-Ramírez, G., Ruiz-Ramírez, S., Palomera-Sánchez, F. I., & González-Sansón, G. (2011). Biología reproductiva de la sierra Scomberomorus sierra (Pisces, Scombridae) en el Pacífico central mexicano. Ciencias marinas, 37(3), 249-260.
- El mercurio y la salud. Organización Mundial de la Salud. 2017