الأداء العقلي - هل يساعد السكر حقًا على تحسين الأداء العقلي؟
حتى وقت قريب، اعتقد الكثير من الناس بشكل خاطئ أن السكر يحسن الأداء العقلي بشكل أو بآخر. ولكن، آخر الدراسات تثبت عدم صحة ذلك.
فالآن، يعرف العلماء أن الجسم يمتلك آليات فعالة جدًا لتوفير الحلوكوز للمخ، وذلك دون الحاجة إلى استهلاك أي سكر.
فالمخ يعتمد على إمدادات مستمرة من الجلوكوز من خلال مجرى الدم للقيام بمهامه، أي أنه ينافس باقي أعضاء الجسم للحصول على الجلوكوز عندما تنخفض مستوياته في الجسم.
إذا قلت مستويات سكر الدم بسبب نقص غذائي، يمتلك الجسم آليات أخرى للحصول عليه. والآلية الرئيسية تُعرف باسم استحداث الجلوكوز.
تشمل هذه العملية تكوين الجلوكوز من البروتينات والأحماض الدهنية. وهي آلية فعالة تسمح بالحفاظ على مستويات سكر دم آمنة خلال فترات الصيام أو إذا لم يستهلك الفرد ما يكفي من الكربوهيدرات.
استهلاك السكر والذاكرة
تربط بعض الدراسات استهلاك السكر المعقد بتحسن في الذاكرة قصيرة المدى.
يشمل هذا النوع من الاستهلاك شرب مشروب حلو، وتُظهر النتائج أن العمليات العقلية التي تتطلب جهدًا كبيرًا تستجيب جيدًا لذلك.
حتى وقت قريب، اعتقد الخبراء أن المخ يعمل بشكل مثالي مع وجود 25 غرام من الجلوكوز في مجرى الدم، وهو ما يساوي محتوى حبة موز واحدة.
ولكن، آخر الدراسات أثبتت أن الأفراد الذين يتمتعون بتحمل أعلى للجلوكوز يحققون نتائج أفضل عندما يتعلق الأمر بالذاكرة.
يجب أخذ ذلك في الاعتبار في حالة مرضى السكري، حيث تظهر مقاومة للإنسولين لا تسمح بتحمل الجسم لسكر الدم.
لذلك، يمتلك الجسم آليات مهمة جدًا تسمح له بالحصول على الجلوكوز من البروتينات والأحماض الدهنية للحفاظ على مستويات سكر الدم، وبذلك يضمن الأداء العقلي الفعال.
على الجانب الآخر، أظهرت دراسات أن الترطيب يلعب دورًا مهمًا في مستوى الأداء العقلي والإدراكي.
فإذا كان الفرد يعاني من الجفاف، يقل مستوى مهاراته المتعلقة بالذاكرة، التركيز، الانتباه، إلخ.
السكر المكرر أم الكربوهيدرات المعقدة
يوجد علاقة بين استهلاك السكر المكرر وسوء مستوى الذاكرة قصيرة المدى بعد الاستهلاك مباشرة.
وقد أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك هذا النوع من السكر يمكن أن يؤدي إلى ضعف إدراكي وتطور العديد من الأمراض المعقدة.
بجانب ذلك، تزيد حالات قصور الانتباه وفرط الحركة بين المراهقين الذين يتبعون أنظمة غذائية غنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة.
أطعمة تحسن الأداء العقلي
السكريات البسيطة أو المكررة قد تؤثر بالسلب على المخ، إلا أن هناك بعض العناصر الغذائية الأخرى التي تحسن الأداء العقلي.
أحد هذه الأمثلة هو الكافيين، عندما استهلاكه باعتدال، فيعمل كمحفز طبيعي ويساعد على دعم والحفاظ على صحة الدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، النتريت الموجود في أطعمة كالبنجر يزيد من تمدد الأوعية، وبالتالي يتدفق الدم بشكل أفضل إلى المخ، مما يؤدي إلى حصوله على المزيد من المغذيات وتحسين أدائه.
أيضًا، لبعض الفيتامينات كفيتامين سي تأثيرات إيجابية على الصحة والأداء العقلي. فهي تساعد على تجنب التدهور الإدراكي والذي يظهر في أمراض كألزهايمر.
إذن، هل يحسن السكر الأداء العقلي؟
الجلوكوز هو مصدر الوقود الأساسي للمخ.
ولكن استهلاك الأطعمة الحلوة ليس ضروريًا لضمان قيام المخ بوظائفه بالشكل الأمثل. فالجسم يمتلك آليات فعالة جدًا تضمن حصول المخ على ما يكفيه من الجلوكوز.
في الواقع، يمكن لاستهلاك الكثير من السكريات البسيطة أو المكررة أن يؤدي إلى زيادة سوء مستوى الوظائف الإدراكية وظهور أمراض معقدة.
لذلك، إذا كنت ترغب في تحسين أداء مخك ووظائفه، من الأفضل استهلاك وجبة متوازنة وصحية.
وإذا كنت تحتاج إلى تحفيزه بشكل سريع، يمكنك استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين سي والنتريت، على سبيل المثال.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Mergenthaler P., Lindauer U., Dienel GA., Meisel A., Sugar for the brain: the role of glucose in physiological and pathological brain function. Trends Neurosci, 2013. 36 (10): 587-97.
- McLellan TM., Caldwell JA., Lieberman HR., A review of caffeine’s on cognitive, physical and occupational performance. Neurosci Biobehav Rev, 2016. 71: 294-312.