وذمة النخاع العظمي - كل ما تحتاج إلى معرفته عن الحالة

وذمة النخاع العظمي عملية التهابية تصيب العظام. وتؤدي عادةً إلى ظهور الألم أثناء النشاط البدني، خاصةً الذي يستمر لفترات ممتدة. هل ترغب في معرفة المزيد عن الحالة؟ تابع القراءة.

وذمة النخاع العظمي عملية التهابية تظهر عادةً في ترابيق العظام، أي في المكون الإسفنجي الداخلي للعظام. مسبباتها تتراوح بين الصدمات والأمراض التنكسية. وتصيب أحيانًا أيضًا الأفراد الذين يبدؤون في ممارسة النشاط البدني المجهد بعد اتباع أسلوب حياة خامل لفترة طويلة.

تشرح المجلة العلمية Dolor أن هذا المرض أصبح شائعًا في الممارسة السريرية لطب الروماتيزم. وذلك لأن التعرف على المشكلة أصبح سهلًا عن طريق الرنين المغناطيسي كفحص تشخيصي. إذن، ما هي خصائص الحالة؟

ما هي وذمة النخاع العظمي؟

باختصار، يمكننا أن نقول أن العظام تتكون من نسيجين مختلفين يسهل التفريق بينهما. الأول هو العظم القشري، والذي يتكون من مادة صلبة ومتماسكة تحيط الغلاف الخارجي للهيكل العظمي. الثاني هو تربيق العظام، وهو نسيج إسفنجي يتكون من مادة هيكلية داخلية.

في التربيق، يوجد عدد كبير من الأوعية الدموية لأن العظام تحتاج إلى التغذية أيضًا. وفقًا لمقالة منشورة في FASTA، تراكم السوائل داخل تربيق العظم يؤدي إلى إصابته بالالتهاب.

يحدث ذلك عادةً لأن الأوعية الدموية تتمزق، فيخرج الدم منها ويحدث نزيف داخلي في العظام. يمكن لأصل الحالة أن يكون أيضًا تراكم سائل التهابي بعد التعرض لإصابة معينة. في جميع الأحوال، يمكننا أن نقول أن وذمة النخاع العظمي هي نوع من أنواع الكدمات التي تحدث داخل العظام.

ولكن، من المهم فهم أن هذه الحالة يمكن أن تصيب العظم القشري أيضًا، برغم أن ذلك ليس شائعًا. أيضًا، يجب ملاحظة أن سمات الحالة تختلف حسب قابليتها للانعكاس. ولذلك، يصنفها الخبراء إلى مجموعتين أساسيتين:

1. متلازمة وذمة العظام العابرة (TBES): هذه عملية التهابية تقل مع الوقت والعلاج.
2. النخر العظمي: هذا يسبب موت الخلايا المكونة للعظم. لهذا السبب، يعتبرها الخبراء حالة غير قابلة للانعكاس.

لماذا تظهر وذمة النخاع العظمي؟

معظم الحالات تنتج عن الإصابات، السقطات، الأحمال البدنية العالية أو الإجهاد الرياضي. ولكن، يشير الخبراء إلى أنه، في العديد من الحالات، المسببات غير واضحة بشكل كامل.

برغم أن محفزها الأساسي عادةً ما يكون إصابة قوية، الإصابات البسيطة التي تستمر لفترات ممتدة يمكن أيضًا أن تتسبب في ظهور الوذمة. على سبيل المثال، خلال سباق 10 كم، يخطو المتسابق نحو 8000 مرة على الأرض. وهو ما يضغط على هيكل العظام الداخلي، إلى جانب العضلات والأربطة.

ولكن، النشاط البدني ليس المحفز الوحيد. فأمراض كالالتهاب العظمي المفصلي، احتشاء العظام، هشاشة العظام أو متلازمة الألم الناحي المركب يمكن أن تؤدي إلى ظهور هذا الالتهاب. باختصار، أي حالة أو حدث يضعف العظام يزيد احتمالية الإصابة.

أعراض وذمة النخاع العظمي

الأعراض السريرية للحالة تختلف من شخص لآخر حسب حدتها. ولكن، وفقًا لبيانات منشورة في Clinical Rheumatology، الأعراض الرئيسية الشائعة تشمل الآتي:

• ألم متمركز في العظام المصابة.
• عدم راحة عند استعمال العظام المصابة. ويزيد الألم عند ممارسة الرياضة.
• عندما لا يتم معالجة الإصابة بشكل سريع، يظهر الألم حتى أثناء الراحة.
• في الحالات الحادة، يشعر المصابون بعدم راحة شديدة خلال ممارستهم الأنشطة اليومية العادية، كالمشي.

بسبب طبيعتها، تظهر الحالة بشكل أكثر شيوعًا في الركبة، مشط القدم أو عظم الكعب. وتختلف الأعراض حسب نوع العظام المصابة.

التشخيص

هذا النوع من الإصابات لا يظهر في الفحوصات التشخيصية التقليدية، لذلك يجب اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي.

أيضًا، تظهر الدراسات أن التقنيات الحديثة كالتصوير المقطعي المحوسب مزدوج الطاقة (DET)، والذي ينتج صورًا من تحلل المواد، يمكن أن تكون أدوات مفيدة جدًا فيما يتعلق باكتشاف الوذمة.

علاج وذمة النخاع العظمي

وفقًا لخبراء طب الرضوح، عملية علاج هذه الحالة تشمل مراحل متعددة:

• الراحة من العوامل المهمة للغاية للتعافي المثالي. لتخفيف الأعراض الحادة، استعمال العكازات مهم. من الضروري أيضًا تخفيف الضغط والحمل على العظام المصابة لمدة 4 أسابيع على الأقل.
• يمكن الاستعانة بعقاقير دوائية معينة. على سبيل المثال، المسكنات للسيطرة على الألم، البيسفوسفونات، الفيتامينات، والمركبات الأخرى التي تزيد من كثافة العظام أو إيلوبروست لتمديد الأوعية الدموية.
• بعد المراحل الطبية الأولى، يمكن البدء في الاستعانة بالعلاج الطبيعي. يمكن لذلك أن يشمل العلاج بالمغناطيس، العلاج الحراري، إرخاء العضلات، التمارين المائية، وبعض التقنيات الأخرى.

في الحالات الشديدة، قد يحتاج المريض للخضوع للجراحة. من الممكن تصريف السائل من العظام ببعض التقنيات الجراحية المعينة.

الإجراءات الوقائية

الوقاية دائمًا خير من العلاج. لا يجب أن نضغط على أجسادنا بشكل مفرط غير ضروري أبدًا. أيضًا، عند ممارسة أي نشاط بدني عالي الحدة، وجود مدرب محترف يتحكم في التمرين أساسي.

في نفس الوقت، عند الشعور بعدم راحة أثناء المشي، الجري أو أي نشاط آخر، تحتاج إلى استشارة طبيب متخصص. سواء كانت وذمة أو كسر أو التواء، يجب الحصول على تشخيص مبكر للتدخل في الوقت المناسب وتجنب المضاعفات.