كيفية تأثير الالتهاب الرئوي على الجسم

يعد الالتهاب الرئوي مرضًا شائعًا في جميع أنحاء العالم، لذلك فمن الشائع أن يتساءل الجميع عن كيفية تأثير الالتهاب الرئوي على الجسم. كما سنرى في هذا المقال، تعتمد تأثيرات الالتهاب الرئوي على عدد من العوامل، بما في ذلك المريض وكذلك الكائنات الحية الدقيقة المسببة لعدوى.
كيفية تأثير الالتهاب الرئوي على الجسم
Leonardo Biolatto

مكتوب ومدقق من قبل طبيب Leonardo Biolatto.

آخر تحديث: 22 أكتوبر, 2022

 يعتبر الالتهاب الرئوي عدوى تؤثر على الحويصلات الهوائية في الرئتين. وهى عبارة عن أكياس صغيرة مغطاة بالأوعية الدموية التي تقوم بتبادل الغازات، أي أنها مسؤولة عن طرد ثاني أكسيد الكربون والتقاط الأكسجين من الخارج.

هذا هو السبب في أهمية السؤال عن كيفية تأثير الالتهاب الرئوي على الجسم – لأن عملية تبادل الغازات هذه هى عملية حيوية.

هناك ما يقدر بنحو 2 إلى 10 حالات من الالتهاب الرئوي لكل 1000 نسمة في السنة. ومن بين هذه الحالات، يتطلب ما بين 20 – 35% دخول المستشفى.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أمراض أخرى، تبلغ نسبة الوفيات 1%، ولكن من الممكن أن ترتفع إلى 40% بين المرضى في المستشفيات، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى العناية المركزة. وفقًل لحالة المريض، يمكن أن يكون الالتهاب الرئوي مميتًا.

في هذا المقال، سنشرح العملية التي يمر بها الجسم منذ لحظة الإصابة وحتى حدوث المرض. من خلال القيام بذلك، سنكشف كيف يؤثر الالتهاب الرئوي على الجسم.

كيف يؤثر الالتهاب الرئوي على الجسم

أنواع الالتهاب الرئوي

الالتهاب الرئوي هو نتيجة لشرطين منفصلين يحدثان في وقت واحد:

  1. وصول الكائنات الحية الدقيقة إلى الحويصلات الهوائية والانتشار اللاحق.
  2. استجابة التهابية من المضيف، والتي ستعمل على تحديد الأعراض المتلازمة  وخطورة المرض.

كيف تصل هذه الكائنات الحية الدقيقة إلى الرئتين

يمكن للبكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات أن تسبب الالتهاب الرئوي، ولكن تقع المسؤولية عادة على البكتيريا والفيروسات.

في الوقت الحالي، يحدد الخبراء المزيد والمزيد من الفيروسات والعوامل المسببة للالتهاب الرئوي.

هناك نوعان من الالتهاب الرئوي يمكن أن يحدثا:

  • التهاب رئوي ينتج عن عدوى فيروسية: يسمى هذا الالتهاب الرئوي الأولي. على سبيل المثال، يندرج الالتهاب الرئوي المرتبط بمرض سارس-كوف-2 (كوفيد-19) ضمن هذه الفئة.
  • التهاب رئوي جرثومي بعد عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي. علي سبيل المثال، يعد الالتهاب الرئوي الجرثومي أحد المضاعفات الشائعة للإنفلونزا.

تتعرض المجاري الهوائية لدينا باستمرار للكائنات الحية الدقيقة. ويمكن للبكتيريا والفيروسات والكائنات الدقيقة الأخرى أن تشكل مستعمرات في الرئة بالطرق التالية.

1. دخول الكائنات الحية الدقيقة من خلال الحلق

ترتبط أجهزتنا التنفسية و الجهاز الهضمي ارتباطًا وثيقًا بفضل البلعوم. يربط البلعوم الأنف والفم بالحنجرة (الجهاز التنفسي) و المريء (الجهاز الهضمي).

يجب أن تدخل الأطعمة التي نتناولها، بعد المرور بالبلعوم، إلي المريء فقط. في الوقت نفسه، يمكن للهواء فقط الدخول من خلال الحنجرة.

لذلك، لدينا عضو يعرف باسم لسان المزمار الذي يغلق الحنجرة ويوجه الطعام نحو المريء.

يعاني الجميع من البكتيريا، بل وأحيانًا من فيروسات في التجويفات الأنفية أو الفموية التي لا تسبب ضررًا في العادة.

أثناء النوم، تسترخي عضلات الحلق ولسان المزمار، مما قد يسمح بالتسربات الدقيقة.

يشير هذا إلى مرور محتويات صغيرة من اللعاب والطعام وما إلى ذلك من البلعوم إلى الحنجرة.

يمكن أن تحتوي هذة التسربات الدقيقة على كائنات دقيقة تصل إلى الرئتين بعد المرور عبر الحنجرة.

هذه هي الآلية التي تظهر في الغالبية العظمى من الأفراد الذين يعانون من الالتهاب الرئوي وكذلك الأشخاص الأصحاء الذين ليس لديهم أي مرض.

في الوقت نفسه، لا يملك بعض الأشخاص السيطرة الكافية على لسان المزمار.

وهذا من شأنه أن يتسبب في تسربات هائلة من الأطعمة أو المشروبات أو اللعاب نحو الحنجرة. كنتيجة لذلك، يحدث تكون لمستعمرات العدوى في الرئتين.

2. الانتشار عبر الاستنشاق

يستنشق الناس بانتظام كميات صغيرة من الكائنات الحية الدقيقة من الهواء، والتي يمكنها أن تشق طريقها إلى المجاري الهوائية الخاصة بنا.

يمكن أن تأتي هذة الكائنات الحية الدقيقة من شخص مصاب يسعل أو يعطس بدون حماية، مما يؤدي إلى إصابة الأشخاص الموجودين في محيطه.

3. الانتشار عبر الدم

عادة ما تحدث آلية العدوى هذه لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، والمعروفين أيضًا باسم مرضى كبت المناعة. بعبارة أخرى، لا يمتلك جسمهم آلية دفاعية قوية لمكافحة العدوى.

قد يكون لدى هؤلاء الأشخاص، على سبيل المثال، بكتيريا منتشرة في الدم. ثم، قد تنتقل هذه البكتيريا إلى الشعب الهوائية، مما يؤثر على رئتيهم لاحقًا.

بشكل عام، ينطوي الانتشار عبر الدم علي انتقال الكائنات الحية الدقيقة من الدم إلي الرئتين. ومن حسن الحظ، هذا النوع من العدوى غير شائع.

4. الانتشار نتيجة لعدوى في غشاء الجنبة أو المنصف

تحاط الرئتان بطبقة تعرف باسم غشاء الجنب. يمكن أن يصاب الغشاء بالعدوى، وبالتالي يمكن أن تنتشر العدوى إلى الرئتين.

علاوة على ذلك، نجد بين الرئتين هياكل مختلفة تكوّن المنصف، حيث نجد الرئة، على سبيل المثال.

في بعض الأحيان، يمكن أن تعاني هذه المنطقة أيضًا من التهابات يمكن أن تنتشر إلى الرئتين.

5. الالتهاب الرئوي المكتسب من المستشفى

في المستشفى، يمكن للأشخاص الذين يتم إدخالهم بسبب أمراض أخرى أن يصابوا بالالتهاب الرئوي.

الآلية الأكثر شيوعًا لعدوى هذا النوع من الالتهاب الرئوي تتعلق بالتهوية. وبعبارة أخرى، يصاب به المرضى  الخاضعون لأجهزة التنفس (التنبيب).

يتكون التنبيب من تمرير أنبوب مباشرة من خارج الحنجرة. هذا يمنع المزمار من القيام بعمله للحفاظ على الممرات الهوائية خالية من الكائنات الحية الدقيقة.

ثم تجد مسببات المرض من الخارج أنه من الأسهل دخول الرئتين والتسبب في العدوى.

لذلك، يجب ألا يتم التنبيب إلا في حالات خاصة تكون فيها حياة المريض معرضة للخطر ويكون غير قادر على التنفس بأي وسيلة.

آليات دفاعية

عادة، إذا دخلت هذه الكائنات الحية الدقيقة إلى الرئتين، يتم التخلص منها بسهولة من خلال آليات في أجسامنا، والتي تشمل:

  • السعال اللاإرادي، والذي يساعد على طرد المواد المخاطية والغريبة.
  • أهداب الخلايا التي تغطي المسالك الهوائية الرئوية، التي تمنع الكائنات الحية الدقيقة من اجتياح الرئتين. هذه الأهداب عبارة عن خيوط صغيرة متحركة تدفع المواد المخاطية والغريبة إلى أعلى ليتم طردها من خلال العطس.
  • تنتج خلايا الرئتين مواد تهاجم الكائنات الحية الدقيقة وتدمرها.
  • في الرئتين، هناك خلايا من نظام الدفاع عن الجسم. هذه الخلايا موجودة بشكل طبيعي وتحمي الحويصلات الهوائية. يطلق عليها البلاعم السنخية ووظيفتها هي “أكل” الكائنات الحية الدقيقة وقتلها.

عندما تفشل آليات الدفاع هذه، إما أن تكون الكائنات الحية الدقيقة قوية جدًا أو أن الشخص استنشق كمية كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة. ونتيجة لهذا يتطور الالتهاب الرئوي.

كيف يستجيب الجسم؟

إذا لم تتمكن آليات الدفاع الأولية من طرد الكائنات الحية الدقيقة، فإن أجسامنا تستخدم استجابة التهابية.

تحدث هذه الاستجابة الالتهابية بسبب إطلاق المواد بواسطة البلاعم السنخية:

  • المواد التي تسبب الحمى: ينتج الجسم هذه الاستجابة لأن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تسبب تعطيل الكائنات الحية الدقيقة وتدميرها بسهولة أكبر.
  • المواد التي تجذب خلايا دفاعية أخرى: مثل خلايا الدم البيضاء. وفي الوقت نفسه، تنتج خلايا الدم البيضاء إفرازات قيحية. يمكن أن تغطي هذه الحويصلات الهوائية وتمنعها من إجراء تبادل الغازات. وهذا يولد إحساسًا بالاختناق لأن الأكسجين لا يصل إلى الدم.

لكي نفهم هذا الأمر بشكل أفضل، فسوف نستخدم المثال التالي. إن البلاعم السنخية هم جنود على الخطوط الأمامية للمعركة. ولكن إذا أدركوا أنهم يخسرون، فإنهم يطلبون تعزيزات لمساعدتهم في التغلب على العدو. وتتمثل هذه التعزيزات في بقية خلايا الدفاع.

ومع ذلك، فإن التعزيزات التي تجذبها البلاعم السنخية يمكن أن تؤدي إلى أعراض متلازمة ضارة بالمضيف.

ولذلك، لمنع الجسم من إنتاج استجابة الدفاع هذه، يجب أن يتلقى المريض العلاج المناسب للقضاء على الكائنات الحية الدقيقة.

الخاتمة

في النهاية، نحن بحاجة إلى أن نفهم أن الأعراض المتلازمة للالتهاب الرئوي لا تحدث بسبب العامل المسبب للمرض نفسه. بل هى نتيجة للاستجابة الالتهابية للشخص.

لذلك، فإن أصحاب الجهاز المناعي القوي تظهر عليهم المزيد من الأعراض التي تشير إلى مكافحتهم للعدوى.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.