صحة الجهاز التنفسي في زمن كوفيد-19

صحة الجهاز التنفسي هى المفتاح في زمن كوفيد-19 من أجل التغلب على هذا الوباء قدر الإمكان. إن فيروس كورونا هو فيروس يهاجم الرئتين، وبالتالي فإن رعاية وحماية هذه الأعضاء أمر أساسي.
صحة الجهاز التنفسي في زمن كوفيد-19

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

إن كوفيد-19 هو فيروس كورونا المتسبب في الوباء الحالي. يؤثر هذا الفيروس بشكل رئيسي على الرئتين، لهذا السبب أصبح الاهتمام بصحة الجهاز التنفسي في زمن كوفيد-19 قضية طبية مركزية.

نحن نعلم أن هذا الفيروس يدخل الخسم من خلال قطرات الجهاز التنفسي التي يطردها الأشخاص المصابين.

داخل هذه القطرات، التي تعمل بمثابة الهباء الجوي، ينتقل فيروس كورونا وينتشر إلى الجهاز التنفسي لمضيف جديد. وقد تهبط أيضًا على سطح قد يلمسه الآخرين ويصابون به لاحقًا.

بمجرد وصول الفيروس للجهاز التنفسي، ينتقل إلى الحويصلات الهوائية للرئتين حيث يسبب القدر الأكبر من الضرر.

فهناك، ينتج عنه التورم، والأعراض التي نعرفها بالفعل: الحمى، السعال، الإرهاق، وصعوبة في التنفس.

إن صحة الجهاز التنفسي في زمن كوفيد-19 هى ركيزة الوقاية، وذلك لأنه لا يعاني الجميع من هذه العدوى بنفس الشكل.

فمن بين الفئات المعرضة لخطر الإصابة بأعراض خطيرة من فيروس كورونا هم هؤلاء الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من الربو، مرض الانسداد الرئوي المزمن، وما إلى ذلك. يمكن أيضًا أن ندرج المدخنين من بين أكثر الفئات المعرضة للخطر.

صحة الجهاز التنفسي لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن

يشمل الانسداد الرئوي المزمن أمراضًا مثل الربو، التهاب القصبات المزمن، انتفاخ الرئة، وانخماص الرئة. تشترك كل هذه الأمراض في أمر واحد: انسداد الشعب الهوائية.

يتعين على المريض المصاب بالانسداد الرئوي المزمن تناول الأدوية التي تعزز فتح أنابيب الشعب الهوائية.

يحتاجون في بعض الأحيان إلى علاج يومي ، بينما يحتاجونه في أحيان أخرى فقط  للأزمات الحادة. تتطلب الحالات الأكثر خطورة الأكسجين، إما لمعظم اليوم أو في الليل فقط.

من المنطقي أن نفترض أن المرضى الذين يعانون من هذه الخصائص أكثر عرضة للوباء الحالي. يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى تفاقم حالتهم وخطر كبير يستدعي دخول المستشفى.

أصبحت صحة الجهاز التنفسي لدى المرضى المصابون بالانسداد الرئوي المزمن في زمن كوفيد-19 أكثر أهمية من أي وقت مضى. فإذا تعلق الفيروس بأنسجة الرئة التالفة بالفعل، فيمكن أن ينتج عنها ضررًا أكبر.

في حالة الدخول إلى المستشفى والحاجة إلى دعم الجهاز التنفسي، فإن المرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن يكونون في وضع غير جيد.

فأنابيب القصبات الهوائية تسمح بمرور كمية أقل من الهواء، مما يقلل توفر الأكسجين.

يجب أن تكون الفئات المعرضة للمخاطر هذه حذرة للغاية فيما يتعلق بعاداتهم. من المهم عدم التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب أولًا. ويعتبر احترام قواعد التباعد الاجتماعي ذا أهمية قصوى.

إذا ظهرت أي أعراض، يجب على المرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن استشارة طبيب على الفور.

اتبع التعليمات المقدمة من السلطات المحلية الخاصة بمنطفتك وتجنب الذهاب للحصول على رعاية طبية دون الاستشارة عبر الهاتف أولًا.

خطر التبغ خلال الوباء الحالي

إن التبغ عامل سام قوي للغاية وله تأثيرات سلبية على الصحة التنفسية. فهو قادر على التأثير على آلية التطهير للخلايا في الغشاء المخاطي للجهاز التنفسي. وبالتالي فإنه يقلل من دفاعات الشخص الطبيعية.

قد سمحت تجربتنا السابقة مع وباء إنفلونزا H1N1 للعلماء بإجراء أبحاث عن تأثير التبغ على المرضى الذين يدخنون.

أثناء القيام بذلك، اكتشفوا وجود علاقة قوية بين التدخين وخطر التعرض للإصابة بهذا النوع من الإنفلونزا.

وعندما يتعلق الأمر بفيروس كورونا الحالي، فلن نجد أمامنا خيارًا آخر غير اعتبار صحة نفس الفرضية عليه.

وينبغي على المدخنين أن يقللوا من عاداتهم، أو على نحو أفضل، الاستفادة من هذا الوقت للإقلاع عن التدخين تمامًا.

ورغم أن الحجر الصحي قد يكون مجهدًا ويؤدي إلى تعاطي التبغ بشكل أكبر، فمن المهم أن يبذل المدخنون جهدًا لمقاومة هذا إغراء.

أمراض الجهاز التنفسي غير المسؤول عنها سببها فيروس كورونا

في حين أنه قد يبدو أن كوفيد-19 هو المرض الوحيد الموجود حاليًا، إلا أن العكس تمامًا هو الصحيح. يتعين علينا أن نتذكر أن هناك أمراضًا أخرى أيضًا.

لا يزال الكثير من الناس يعانون من نزلات البرد، التهابات الجيوب الأنفية، التهاب الشعب الهوائية الحاد، حساسية الأنف، إلخ.

عندما يكون لديك شك، من المهم مراجعة الطبيب من أجل تمييز الأعراض. في الوقت نفسه، تجنب العلاج الذاتي في هذه الحالة.

ابتعد عن المستحضرات الدوائية المتبقية من أوقات العلاج السابقة حينما كنت تعاني أنت أو شخص آخر في منزلك من أحد هذه الأمراض.

بمجرد أن تعتبر السلطات أنه من الآمن لنا مغادرة منازلنا، ورفع قيود الحجر الصحي، فمن المهم أن نبقى حذرين.

لأنه عندما يبدأ الأشخاص في التحرك بشكل طبيعي نسبيًا، ستزيد نسبة انتشار كل هذه الأمراض التنفسية أيضًا.

من المهم أن نتبنى ممارسات النظافة الجيدة حتى تصبح عادات طبيعية بالنسبة لنا.

وتشمل هذه الممارسات غسل اليدين، العطس والسعال داخل المرفق، والحفاظ على المسافة الآمنة إذا كانت لديك أعراض المرض.

صحة الجهاز التنفسي في زمن كوفيد-19 تتطلب منا الالتزام

من الأمور التي نواصل سماعها خلال هذا الوباء أن توخي الحذر هو مسؤولية مشتركة. وينطبق نفس القول حين يتعلق الأمر بصحة الجهاز التنفسي في زمن انتشار كوفيد-19.

لا ينبغي أن يلتزم مرضى داء الانسداد الرئوي المزمن فحسب – بل يتعين على المجتمع العالمي بأسره أن يلتزم.

حيث تعتمد هذه الفئات المعرضة للخطر على الحس السليم واهتمام الجميع بمنع انتشار فيروس كورونا.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Lawrence H, Hunter A, Murray R, et al. Cigarette smoking and the occurrence of influenza– Systematic review. J Infect 2019;79:401–6.
  • Shaker, Marcus S., et al. “COVID-19: Pandemic Contingency Planning for the Allergy and Immunology Clinic.” The Journal of Allergy and Clinical Immunology: In Practice (2020).
  • Chica-Meza, Carmen, et al. “Cuidado Respiratorio En Covid-19.” Acta Colombiana de Cuidado Intensivo (2020).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.