ضعف البصر - اكتشف معنا مسببات وأعراض الحالة
لا يوجد شك في ذلك، حاسة البصر من أكثر الحواس التي نعتمد عليها بشكل مستمر. لذلك، ضعف البصر يشكل مشكلة خطيرة يمكن أن تؤثر على حياة المصاب بشكل جذري.
حتى يحدث انخفاض في نشاط الرؤية، يجب أن تتأثر آلية واحدة على الأقل من الآليات المشاركة في عملية الإبصار. في هذا الصدد، العمى الكلي أو الجزئي سيظهر إذا حدثت مشكلة في القرنية، العدسة البلورية، الشبكية، أو العصب البصري.
مسببات ضعف البصر أو العمى الجزئي
عندما نتحدث عن العمى الجزئي، نتحدث عن هؤلاء الذين يستطيعون التمييز بين الأشكال المختلفة، الأضواء والظلال، برغم الضعف الشديد الذي أصاب رؤيتهم. لذلك، فقدان البصر لا يعتبر كاملًا في هذه الحالة، ولكن المصابون لا يستطيعون الاعتماد على رؤيتهم كالأفراد الطبيعيين.
حسب سبب ظهور الحالة، يمكن لهذا النوع من ضعف البصر أو العمى أن يكون حادًا أو مزمنًا. لنلق نظرة على أكثر أسباب فقدان البصر الجزئي شيوعًا.
إصابات القرنية
أي إصابة تصيب سطح نسيج من الأنسجة ستؤدي إلى ندبة، والقرنية ليست استثناء. هذه الندبة تؤثر على شفافية القرنية،مما يمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية. يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في حدة الرؤية.
يمكن لإصابات القرنية أن تظهر لأسباب عديدة مختلفة، من العدوى الشديدة إلى الصدمة المباشرة. أي محفز قادر على تدمير خلايا القرنية بعمق معين يستطيع أن يتسبب في العمى الجزئي.
محيط الرؤية المتأثر سيختلف حسب موقع وحجم الندبة. لذلك لا يوجد نمط معين تتسم به الحالة. ولكن يوجد أعراض عامة تظهر عادةً:
- عدم وضوح الرؤية: منطقة سوداء أو مبهمة
- ألم وحكة
- تدمع العين
- بقع حمراء
- الشعور بوجود شيء ما في العين
اقرأ أيضًا:
إعتام عدسة العين
إعتام عدسة العين أو الماء الأبيض من مسببات العمى الجزئي الأكثر شيوعًا أيضًا. تؤدي الحالة إلى عتامة في العدسات، والتي تعتبر الوسيلة الأساسية لانكسار الضوء. هذا الإعتام يمنع الضوء من الوصول إلى الشبكية بشكل صحيح، وهو ما يتسبب في ضعف البصر الجزئي.
في معظم الأحيان، تظهر هذه الحالة بسبب تنكس العدسة البلورية أو بسبب آفة تصيبها. وفقًا لدراسات مختلفة، تمثل حالة الماء الأبيض 47.9% من جميع حالات العمى بين البالغين كبار السن.
من بين الأعراض الأساسية ضعف الرؤية، الرؤية الضبابية والإعتام، إلى جانب الألوان الباهتة وعدم القدرة على الرؤية ليلًا. يمكن أن لبعض الأضواء الساطعة الظهور، إلى جانب الرؤية المزدوجة.
مشكلات الشبكية
الشبكية هي جزء العين المسؤول عن ترجمة الإشارات الضوئية الموجهة من قبل العدسة البلورية حتى يستطيع المخ معالجتها. لذلك، أي إصابة فيها يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر.
من أكثر مسببات مشكلات الشبكية شيوعًا، نجد الآتي:
- اعتلال الشبكية السكري
- إعاقة أوردة أو شرايين العين
- تمزق الشبكية
- الانفصال الجزئي للشبكية
- اعتلال الشبكية بفرط ضغط الدم
يوجد نوع آخر من الآفات التي تصيب الشبكية لا ترتبط بوجود سوائل. مثال على ذلك الضمور البقعي، حيث يبدأ مركز الشبكية في التدهور، ويؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو ظهور بقعة عمياء في مجال الرؤية.
أخيرًا، يمكن لأنواع مختلفة من العدوى الفطرية، البكتيرية والطفيلية أن تصيب الشبكية إصابات بالغة. كما هو الحالة مع تسمم البلازما العيني الشائع جدًا بين المصابين بكبت المناعة.
مشكلات العصب البصري
العصب البصري مسؤول عن نقل المعلومات الملتقطة عن طريق الشبكية إلى المخ. لذلك، هو جزء أساسي من عملية الإبصار وأي مشكلات تؤثر عليه يمكن أن تؤثر على مجال رؤية واحد أو أكثر.
في معظم الحالات، تظهر هذه المشكلات بسبب الجلوكوما. وهو مرض شائع ينتج زيادة في الضغط العيني الداخلي يؤثر على العصب. في هذه الحالة، لا يكون العصب قادرًا على نقل الإشارات بشكل مناسب، مما يصعب عملية الرؤية.
يوجد سلسلة أخرى من الحالات التي تؤثر على العصب البصري وقد تؤدي إلى العمى الجزئي، كما هو الحال مع التهاب العصب البصري. بالإضافة إلى ذلك، التأثيرات غير المباشرة للأحداث الوعائية الدماغية أو أورام الجهاز العصبي المركزي تؤثر كذلك على البصر.
من المهم توضيح أن أعراض إصابات العصب البصري تختلف وفقًا لنوع الإصابة. ولكن أكثرها شيوعًا هي فقدان الرؤية المفاجئ، التشبع الضارب إلى الحمرة لمجال رؤية أو أكثر، الرؤية المزدوجة وألم العين.
مسببات فقدان البصر الكامل
في هذه الحالات، لا يستطيع المصاب التمييز بين الضوء والظل. يمكن لنفس المواقف التي تؤدي إلى ضعف البصر الجزئي أن تؤدي إلى العمى الكامل، ولكنها تكون في المراحل الأخيرة في هذه الحالة.
الصدمات والإصابات الشديدة
عندما تكون الصدمة شديدة جدًا وتؤثر على القرنية بأكملها، قد يعاني المصاب من الفقدان الكلي للبصر. وأحد المسببات الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الإصابات هو الحروق الكيميائية.
ولكن، ليست إصابات القرنية وحدها هي القادرة على التأثير على البصر. ولكن أي إصابة، سواء مخترقة أو صدمية، تؤثر على العصب البصري والشبكية بشكل كبير يمكن أن تؤدي إلى العمى الكامل.
الانفصال الكامل للشبكية
ذكرنا انفصال الشبكية الجزئي كسبب من أسباب ضعف البصر الجزئي. ولكن، إذا لم يتم علاج الحالة في الوقت المناسب، يمكن أن تتقدم ويصبح الانفصال كاملًا، وهو ما يؤدي إلى العمى الكامل.
في معظم الحالات، يحدث ذلك بسبب وجود سائل في مؤخرة الشبكية. يفصل ذلك النسيج عن مقلة العين، مما يمنع تدفق الدم، وقد يؤدي إلى الإفقار وموت المنطقة.
برغم أنها قد تكون بلا أعراض وغير مؤلمة في البداية، إلا أن البعض يعاني من أعراض كالآتي:
- ظهور بقع في العين
- أضواء مفاجئة في جميع مجالات الرؤية
- عدم وضوح الرؤية
- فقدان الرؤية المحيطية بشكل مفاجئ، ثم الرؤية المركزية.
اعتلال الشبكية السكري التكاثري
اعتلال الشبكية السكري من مضاعفات مرض السكري. تؤثر هذه الحالة على الشعريات الدموية للشبكية والتي ترشح السائل المتدفق إلى الشبكية. بالإضافة إلى أنها يمكن أن تؤثر على بعض الأوعية الدموية السليمة.
في المراحل الأولى للمرض، يظهر العمى الجزئي. ولكن إذا لم يتم اتخاذ أي إجراءات لوقف تقدم الحالة، فهي تؤدي في النهاية إلى العمى الكامل.
يحدث ذلك بسبب أنه، في المرحلة الأخيرة، يتم إنتاج أوعية دموية جديدة تتسم بجدران دقيقة جدًا في محاولة لتروية الأنسجة بشكل صحيح. هذه الشعريات الدموية عرضة للتكسر بشكل عرضي، وهو ما يؤدي إلى نزيف الشبكية.
التهاب باطن المقلة
هذه الحالة من مسببات العمى الكامل النادرة. تنطوي هذه الحالة على عدوى داخل العين ويجب أن يتم اعتبارها مشكلة طبية طارئة دائمًا.
الكائنات الحية الدقيقة يمكن أن تدخل في العين بعد الإصابات أو الجراحات وتؤدي إلى هذه العدوى. ولكن يمكنها الظهور أيضًا بسبب عدوى إنتانية داخلية تؤثر على العين.
أعراض الحالة تشمل ألم العين الشديد والاحمرار، ثم ظهور إفرازات صفراء أو بيضاء أو صديدية داخل مقلة العين. وتصاب الجفون بالالتهاب أيضًا.
انسداد الأوعية الدموية
جميع الأوعية الدموية في الجسم معرضة للانسداد. عندما يحدث ذلك في الأوعية الدموية الخاصة بالشبكية أو العصب البصري، يعاني المصاب من فقدان بصر غير مؤلم.
إذا كان الوعاء الدموي المتأثر هو الشريان المركزي للشبكية أو شريان العصب البصري، سيكون هناك تدفق دم غير كافٍ للأنسجة. يؤدي ذلك إلى عدم حصول الأنسجة على ما يكفي من الأكسجين، مما يتسبب في انتفاخها وتلفها بشكل دائم.
على الجانب الآخر، إذا أصاب الانسداد الوعاء الدموي المركزي للشبكية، لن يكون هناك تصريف كافٍ للدم. سيؤدي ذلك إلى تراكم السوائل في الأنسجة بشكل مفرط، وهو ما سيسبب العمى أيضًا.
اقرأ أيضًا:
متى يجب استشارة طبيب؟
ضعف البصر، سواء الجزئي أو الكلي، يجب أن يعامل كحالة طبية طارئة دائمًا. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الحالة غير مؤلمة وتبدو مؤقتة. ولكن عدم وجود ألم لا يشير إلى أن الحالة أقل خطورة، لذلك لا يجب تجاهلها أبدًا.
إذا كان فقدان الرؤية غير قابل للانعكاس، سيحتاج المريض إلى تغيرات جذرية في أسلوب الحياة. ولحسن الحظ، يوجد الكثير من الوسائل حاليًا التي يمكن من خلالها مساعدة المصابين على القيام بأنشطتهم اليومية دون مشكلات كبيرة.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Boid K, Gudgel D. First Aid for Eye Scratches [Internet]. American Academy of Ophthalmology. 2019. Available from: https://www.aao.org/eye-health/tips-prevention/first-aid-eye-scratches.
- Stuart A. When It’s Not Glaucoma [Internet]. American Academy of Ophthalmology. 2018. Available from: https://www.aao.org/eyenet/article/when-its-not-glaucoma?november-2018.
- Jiménez, Pamela Maroto. “Degeneración macular relacionada con la edad.” Revista Médica de Costa Rica y Centroamérica 73.618 (2016): 49-51.
- Welch Ruiz G, Cruz Blanco M, Hernández Fernández Y. Ruptura del globo ocular. Revista Cubana de Medicina Militar. 2018;47(4).
- Mehta S. Desprendimiento de retina – Trastornos oftálmicos – Manual MSD versión para público general [Internet]. Manual MSD versión para público general. 2019.
- La retinopatía diabética | National Eye Institute [Internet]. National Eye Institute. 2019 [cited 8 October 2020]. Available from: https://www.nei.nih.gov/learn-about-eye-health/en-espanol/la-retinopatia-diabetica.
- Jürgens I. Obstrucciones u oclusiones arteriales y venosas de retina | ICR [Internet]. Centro Oftamológico de Barcelona – Institut Català de Retina. 2020.
- Rivera-Garcia, Víctor H. “Característica clínico epidemiológica de las lesiones corneales por traumatismo en pacientes que acudieron a la consulta oftalmológica.” Polo del Conocimiento 2.5 (2017): 1362-1372.
- Ortega, A. García, et al. “Neuritis ópticas desmielinizantes y autoinmunes.” Archivos de la Sociedad Española de Oftalmología (2020).
- Lopez, Hans Israel Morales, Juan Carlos Sanchez Garcia, and Jose Alejandro Diaz Mendez. “Cataract detection techniques: A review.” IEEE Latin America Transactions 14.7 (2016): 3074-3079.
- Sarabia, César Pineda, Xóchitl Josefina Zarco Vite, and María Luisa Ruiz Morales. “Retinopatía diabética, una complicación descuidada.” Atención Familiar 25.2 (2018): 83-85.
- Gallardo, Diana Florencia Medina, et al. “Oclusión de la vena central de la retina en paciente con diabetes mellitus tipo 2. Reporte de caso.” Lux Médica 13.38 (2018): 37-42.
- Nossa, Simona, Joaquin Barraquer, and Miguel Castilla Cespedes. Endoftalmitis: Diagnóstico y tratamiento en la cirugía ocular. Universitat Autònoma de Barcelona,, 2016.
- Freire, Gabriela Mishel Bravo, Glenda Elisa Espinosa Vallejo, and Karina Marisol Vargas Bosquez. “Actualización sobre patogenia, clínica y diagnóstico del desprendimiento de retina.” Journal of America health 3.2 (2020): 117-128.