سبب ظهور الكتل الدهنية في منطقة الظهر
اكتشاف الكتل الدهنية على الظهر يؤدي عادةً إلى فزع الشخص المصاب بها. وأحيانًا، لا تظهر كتلة واحدة فقط، بل تظهر مصحوبة بكتل أخرى صغيرة، وهو ما يزيد القلق أكثر.
في جميع الحالات، من المهم اللجوء إلى التشخيص التفريقي لهذه الكتل. فهي قد تبدو بالفعل ككتل دهنية، ولكنها قد تكون في الواقع حالة أخرى، ككيسة زهمية على سبيل المثال.
أكثر مسببات الحالة شيوعًا هو تراكم الدهون في المنطقة، ولكن من المهم استشارة طبيب للتأكد من سبب المشكلة الحقيقي. أحيانًا، الفحص البدني يكون كافيًا للتعرف على مصدر الكتلة، دون الحاجة إلى مزيد من الفحوصات.
تراكم الدهون على الجلد يُعرف باسم الورم الشحمي. يشير هذا الاسم إلى تكوينها، فهي تتكون مما يُعرف بالخلايا الشحمية أو الدهنية.
الأورام الشحمية ليست خبيثة، وحجمها يكون في الغالب محدودًا ولا يؤثر على أي من هياكل وأعضاء الجسم. مع ذلك، يمكن للأورام الشحمية الضخمة والداخلية أن تؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة، إلى درجة إعاقة عمل بعض الأعضاء.
التشخيص التفريقي للكتل الدهنية
كما ذكرنا في البداية، ظهور الكتل الدهنية على الظهر يتطلب تشخيصًا تفريقيًا. فيجب التأكد مما إذا كانت كتل دهنية بالفعل أم حالة جلدية أخرى تتسم بنفس الأعراض. ومن هذه الحالات، نذكر الآتي.
1- الورم الشحمي
الورم الشحمي هو الكتلة الدهنية التقليدية. وهو ينمو ببطء وبشكل تقدمي، ويصبح واضحًا مع اكتشاف المريض له، أحيانًا بالصدفة.
لا يتسبب الورم الشحمي في ظهور آلام، وهو يصل إلى مرحلة توازن يتوقف فيها عن النمو، باستثناء بعض الحالات الأقل شيوعًا.
إذا كان الورم صغيرًا، ينصح الأطباء عادةً بعدم التدخل وتجاهله. أما إذا كان كبيرًا أو مؤثرًا على المظهر، يمكن إزالته بجراحة بسيطة.
2- الدمل
الدمل هو عدوى تصيب بصيلات الشعر. ويمكن للدمل الظهور في أي مكان يوجد فيه بصيلات شعر، بما في ذلك المنطقة السفلية للظهر. يؤدي الدمل أحيانًا إلى الألم، وفي أحيان أخرى لا يشعر المصاب بأي آلام.
يتسم الدمل بوجود صديد، والذي يضغط على الجلد في محاولة للخروج. وهو يختلف عن الورم الشحمي في هذا الأمر، فالورم الشحمي لا يفرز أي مواد.
علاج الدمل يشمل المضادات الحيوية إذا كان هناك عدوى، تصريف الصديد إذا كان موجودًا، وغسل الجرح بالمطهرات.
3- الكيسة الزهمية
هذه الحالة شبيهة جدًا بالورم الشحمي، فالكيسة تحتوي على دهون أيضًا. ولكنها تختلف في أنها تحتوي على سوائل بداخلها. برغم أن الكيسات الدهنية نادرًا ما تؤدي إلى ألم، إلا أنها قد تصاب بالعدوى كالدمل.
كما هو الحال مع الأورام الشحمية، يعتمد علاج الكيسة الزهمية على الحجم والإزعاج الذي تسببه. وإذا قرر المريض إزالتها، يحتاج إلى الخضوع لجراحة بسيطة.
الأعراض وعوامل الخطر
الكتل الدهنية أو الأورام الشحمية شائعة الظهور في منطقة الظهر. ولكنها قد تظهر أيضًا على الرقبة والأطراف العلوية. ومن النادر أن تظهر على الأطراف السفلية.
عند لمس الكتل الدهنية، يشعر المريض بأنها لينة وتتحرك قليلًا. بالإضافة إلى أنها قد تغوص عند التعرض للضغط.
ولكنها ليست مليئة بالسوائل كالكيسة الزهمية، ولذلك تظهر بعض المقاومة عند جسها. وعادةً ما يكون من السهل على الأطباء التعرف عليها بسبب صفاتها الواضحة.
معظم الأورام الشحمية لا تتعدى في حجمها 1-2 بوصة. إذا كانت أكبر من ذلك، فهي تعتبر في هذه الحالة ورمًا شحميًا ضخمًا. في هذه الحالة، تتطلب نهجًا مختلفًا لأنها تخترق هياكل أكثر عمقًا، فيصبح من غير السهل إزالتها.
لا يعرف الخبراء حتى الآن المصدر الدقيق للأورام الشحمية. ويفترضون أن هناك نوع من أنواع الروابط الجينية، وذلك لأنها تظهر عادةً بشكل متكرر بين أفراد العائلة الواحدة. ولكن، حتى الآن، لا يوجد دراسات حاسمة.
بالنسبة للسن، أكثر المجموعات تأثرًا بالحالة تشمل البالغين بين سن 30 و60. ولا يوجد أيضًا معلومات واضحة عن سبب انتشارها بين البالغين بشكل خاص.
متى يجب استشارة طبيب
إذا لاحظت ظهور كتلة دهنية على ظهرك، يجب عليك التوجه إلى طبيب متخصص للخضوع لتشخيص تفريقي. فالطبيب سيكون قادرًا على التفريق بين الورم الشحمي والحالات الأخرى وتشخيص حالتك بدقة.
بعد تشخيص الحالة، سيتمكن الطبيب من وصف العلاج المناسب وفقًا لنوع المرض ومدى خطورته.
الأعراض التي تشير إلى الحاجة إلى استشارة طبيب بسرعة تشمل الآتي:
- إذا كان حجم الكتلة يزيد مع الوقت
- وجود صديد
- تصلب الكتلة وفقدانها لليونة والتحركية
- تورم الغدد بالقرب من منطقة الكتلة
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Laín, Alberto Lozano, and José Alberto Codina Silva. “Enucleación quirúrgica de quiste sebáceo en la región mandibular.” Revista Mexicana de Estomatología 4.1 (2017): 37.
- Monsel, G., V. Pourcher, and E. Caumes. “Infección cutánea bacteriana.” EMC-Tratado de Medicina 22.2 (2018): 1-7.
- Michal, Michael, et al. “Dysplastic Lipoma.” The American journal of surgical pathology 42.11 (2018): 1530-1540.
- Lipoma, Endobronchial. “Endobronchial lipoma.” Singapore Med J 58.8 (2017): 510-511.
- Shanks, John A., W. Paranchych, and J. Tuba. “Familial multiple lipomatosis.” Canadian Medical Association Journal 77.9 (1957): 881.