تأثير البلاسيبو وعلاقته بالطعام

تقترح بعض الدراسات الحديثة أن تأثير البلاسيبو ينطبق أيضًا على الطعام. فإذا كان الشخص يعتقد أن استهلاك طعام معين سيؤدي إلى تأثير معين، فقد يظهر هذا التأثير فعلًا.

تمت المراجعة والموافقة من قبلتمت المراجعة والموافقة عليها من قبل طبيب Leonardo Biolatto.

كتب بواسطة Edith Sánchez

آخر تحديث: 11 أكتوبر, 2022

تأثير البلاسيبو الخاص بالطعام من موضوعات البحث الجديدة. فمؤخرًا فقط، بدأ الباحثون في اكتشاف أن الأطعمة قد تكون عوامل صحة أو مرض مهمة. وبرغم أن تكوين كل نوع من أنواع الأطعمة والمواد التي يحتوي عليها لها تأثير حقيقي على صحة الإنسان بشكل عام، إلا أن الخيال يلعب دورًا مهمًا أيضًا.

فهناك بعض الأطعمة التي يتم التسويق لها على أنها “سحرية”، وأنها تمتلك تأثيرات مذهلة على الصحة أو على عضو معين من أعضاء الجسم، وبرغم أن هذه التأثيرات قد لا تكون مثبتة علميًا، إلا أنها تظهر بالفعل في بعض الحالات.

هذا الأمر هو ما دفع العلماء إلى التفكير في تأثير البلاسيبو الخاص بالأطعمة، والذي يشبه تأثير البلاسيبو الخاص بالأدوية.

تأثير البلاسيبو

تم اكتشافه منذ أكثر من قرنين بفضل الطبيب البريطاني جون هايغارث. ومنذ ذلك الحين، يستخدمه الخبراء بشكل منهجي. فهم في الواقع يلجؤون إلى هذا التأثير في تجربة العقاقير الجديدة، وكعلاج في حد ذاته.

يظهر هذا التأثير عندما يتناول مريض ما قرص يعتقد أنه قرص دواء حقيقي. وبرغم أنه لا يكون دواءً حقيقيًا، إلا أن المريض يشعر بتحسن حقيقي.

بالإضافة إلى ذلك، نعرف حاليًا أن البلاسيبو المكلف يكون أكثر فعالية من البلاسيبو الرخيص. فحتى إذا كان كلاهما مجرد أقراص سكر، إلا أن الفعالية تزيد مع زيادة التكلفة.

من الحقائق الأخرى المثيرة للاهتمام هي أن الباحثون اكتشفوا أن حبوب البلاسيبو الحمراء تكون أكثر فعالية من الحبوب الزرقاء.

باستعمال الأدوات الحديثة، تظهر الدراسات أن البلاسيبو يؤدي إلى تغييرات إيجابية حقيقية في الدماغ. بالإضافة إلى أنه يساعد بعض المرضى على الشفاء فعلًا.

البحث في تأثير البلاسيبو الخاص بالطعام

هذا الموضوع من مواضيع البحث الجديدة نسبيًا. والدكتورة أليا كروم، الباحثة وعالمة النفس في جامعة كولومبيا، من أهم رواده. وأحدى أشهر تجاربها تدور حول استهلاك السعرات الحرارية.

في هذه التجربة، تم تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، وقيل لأفراد المجموعة الأولى أنهم سيشربون مخفوق حليب يحتوي على 640 سعرة حرارية، في حين قيل لأفراد المجموعة الثانية أن المشروب يحتوي على 140 سعرة حرارية فقط.

ولكن، تم تقديم نفس المشروب إلى كلا المجموعتين، وهذا المشروب كان يحتوي في الواقع على 340 سعرة حرارية.

المجموعة التي استهلكت المشروب عالي السعرات الحرارية (كما يعتقدون) شعروا بالشبع سريعًا. في حين أن المجموعة الأخرى بدؤوا في الشعور بالجوع.

وأظهر بحث مشابه أنه يمكن فقدان الوزن أو اكتسابه في هذه المواقف. هذه الدراسات تُظهر بشكل واضح تأثير البلاسيبو الخاص بالطعام.

فالاعتقاد بأن الطعام المستهلك سيؤدي إلى تأثير معين يؤثر على الإنسان بشكل كبير لدرجة يظهر معها التأثير في الواقع فعلًا.

قوة تأثير البلاسيبو

التطورات التي وصلت إليها الأبحاث حول تأثير البلاسيبو الخاص بالأطعمة أدت إلى نتائج مبهرة في السنوات الأخيرة.

أحد الاكتشافات الأكثر إثارة للاهتمام هو أن هذا التأثير ليس نفسيًا فحسب. بل هو في الواقع تأثير بيوكيميائي يحدث على المستوى الجزيئي.

في أحد المؤتمرات الدولية الأخيرة عن تأثير البلاسيبو، والذي تمت إقامته في مدينة لايدن بألمانيا، أظهر الباحثون نتائج فحوصات تمت بالتصوير بالرنين المغناطيسي.

أكدت هذه الصور أن هناك مناطق من المخ يتم تفعيلها إذا قام المريض باستهلاك حبوب سكر معتقدًا أنها دواء حقيقي بسبب وصف طبيبه لها.

عالمة الأحياء الجزيئية كاثرين هال ورئيس برنامج دراسات البلاسيبو في جامعة هارفارد تيد كابتشوك يعدان من أهم العلماء في هذا المجال. وبحثهما معًا ينص على الآتي:

التأثير على النظام الغذائي

لا نزال لا نفهم الكثير عن تأثير البلاسيبو. فعادةً، خلال تجربة الأدوية الجديدة، يظهر هذا التأثير في ثلث المتطوعين. يعني ذلك أنه يمتلك قوة حقيقية. ولكننا نحتاج إلى فهم المزيد عن آلية عمله.

أما بالنسبة لتأثير البلاسيبو الخاص بالطعام، فيعني ذلك أن الطعام ليس مجرد مجموع المواد التي يتم استهلاكها بالنسبة للبشر.

فهناك جانب رمزي يتعلق بتناول الطعام، ومعتقدات ومشاعر البشر المختلفة لها تأثير لا يمكن إغفاله.

تأثير الطعام على أجسادنا يعتمد على معتقداتنا حول أنواع معينة من الأطعمة. فإذا كنا نؤمن بأن طعام ما سيؤذينا بشكل أو بآخر، سيقوم على الأرجح بذلك.

وهذا الأمر ينطبق على المواقف التي نعتقد فيها أن نوع من أنواع الأطعمة سيفيدنا.