الرعاش مجهول السبب - الأعراض، المسببات والعلاجات المتاحة
الرعاش مجهول السبب من الأمراض الشائعة. في الواقع، هو أكثر الاضطرابات الحركية شيوعًا. على سبيل المثال، تشير الإحصائيات إلى أنه أكثر شيوعًا بين البالغين بعشرين مرة بالمقارنة مع الشلل الرعاش.
بشكل عام، أكثر الأفراد المتأثرين بالمرض هم من تعدت أعمارهم السادسة والخمسين. ولكن الخبراء يعتبرون الفئة العمرية بين الأربعين والستين عامًا هي أكثر الفئات التي تبدأ فيها الأعراض في الظهور. ومع ذلك، يوجد حالات نادرة تظهر فيها أعراض المرض في مرحلة الطفولة المبكرة.
يتسم الرعاش مجهول السبب بظهور حركات أو ارتجافات لا إرادية ومتواترة. وتحدث النوبات بشكل متماثل ومع استراحات، وهي أكثر شيوعًا في الأطراف العلوية: اليدين والذراعين.
هذه الحالة من الحالات المزمنة، ولكنها لا تستمر طوال اليوم، وأحيانًا لا تظهر حتى بشكل يومي.
مرض الرعاش ليس مهددًا للحياة ولا يرتبط بأي ضعف إدراكي أو تنكس للجهاز العصبي. وبرغم أنه مصنف كحميد، إلا أن أعراض مزعجة جدًا.
فهذا الاضطراب يؤثر على قدرة المريض على القيام بالعديد من الأنشطة الحياتية اليومية. ويشمل ذلك الكتابة، شرب كوب من الشاي، ربط الحذاء، إلخ.
مصدر الرعاش مجهول السبب
لا يوجد دراسات علمية كافية على هذا الاضطراب، ولذلك لا نعرف مصدره إلى الآن. ويرجع ذلك إلى أنه من الاضطرابات الحميدة التي تتطور ببطء.
ولكن من المعروف أن هذا المرض يشمل تغيرًا في روابط الجهاز العصبي. والفرضية العلمية تشير إلى أن أجزاء الجهاز العصبي المسؤولة عن تنظيم حركة الجسم، كالمخيخ مثلًا، تمر بتغيرات غير طبيعية تؤدي في النهاية إلى هذه الحركات اللاإرادية.
وجود حالات عائلية، حيث يعاني آباء وأبناؤهم من الحالة يؤكد أن هناك مكون وراثي لهذا المرض. ولذلك يُعرف أيضًا باسم الرعاش العائلي.
أعراض الرعاش مجهول السبب
أولًا، من المهم التفريق بين هذه الحالة وحالة الشلل الرعاش. السمة الأساسية للرعاش مجهول السبب هي الارتجافات اللاإرادية التي تظهر عند محاولة المريض القيام بحركة معينة أو الحفاظ على وضعية معينة. بالنسبة لمرض الشلل الرعاش، تحدث الارتجافات في حالة السكون.
بالإضافة إلى هذه السمة الأساسية، يوجد أعراض أخرى للمرض، وهي تشمل الآتي:
- تغيرات في الصوت: يمكن للمرض أن يؤثر على الحنجرة، فيغير عملية إنتاج الصوت في الأحبال الصوتية.
- حركات الرأس: تكون هذه الحركات وكأن الشخص يرغب في قول “نعم” أو “لا” بتحريك رأسه. ولكنها لاإرادية بالطبع.
- صعوبة القيام بالأنشطة اليومية: أحيانًا، برغم أن الارتجافات لا تكون واضحة، يلاقي المريض صعوبة في الإمساك بالعناصر المختلفة، استخدام الأدوات أو حتى الكتابة.
إذا لم يتم التعامل مع الحالة بشكل مناسب، تسوء الأعراض مع التقدم في السن. إلى جانب ذلك، تسوء الأعراض وتصبح أكثر تكرارًا مع استهلاك الكافيين المفرط. ويحدث الأمر ذاته في المواقف الضاغطة أو بعد ليلة من النوم المضطرب.
خيارات العلاج
أولًا، تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج شافٍ للرعاش مجهول السبب. ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتجنب زيادة سوء الأعراض.
لذلك، ينصح الأطباء في هذه الحالة مثلًا بالتوقف عن استهلاك الكافيين، إلى جانب بعض الممارسات للسيطرة على القلق والتوتر، والحصول على قسط كاف من النوم غير المتقطع.
بالإضافة إلى ذلك، يستفيد بعض المرضى من جلسات العلاج الطبيعي والعلاج الحركي التي تهدف إلى تحسين السيطرة على العضلات، التناسق والتوازن.
بالنسبة للعلاجات الدوائية، العقاقير التالية هي الأكثر استخدامًا وفعاليتها مثبتة علميًا:
- البروبرانولول: الأكثر فعالية في تخفيف الأعراض. ولكن مرضى القلب يجب أن يستخدموه بحذر وتحت إشراف طبيب دائمًا.
- البريميدون: هذا العقار مضاد للتشنج.
- مضادات الاكتئاب: أحيانًا يصفها الأطباء للسيطرة على التوتر الذي قد يكون السبب في ظهور هذا الاضطراب.
- مضادات القلق: تساعد على إدارة الضغط العصبي وتنظم النوم.
- البوتوكس: يصف بعض الأطباء هذه الحقن لمناطق معينة من الجسم، والتي عادةً ما تكون الرأس واليدين.
علاجات إضافية
إذا لم تنجح العلاجات المذكورة في القسم السابق، يلجأ الأطباء إلى العلاجات الأكثر تعقيدًا. ومن هذه العلاجات التي تعد ملاذًا أخيرًا الآتي:
- جراحات التوضيع التجسيمي الإشعاعية: تشمل استعمال تردد راديو قوي يركز على أجزاء معينة من الجهاز العصبي.
- الموجات فوق الصوتية الكثيفة المركزة: تشبه التقنية الأولى، ولكن يتم هنا استعمال موجات فوق صوتية غير مؤينة.
- التطعيمات المحفزة: يقوم الأطباء هنا بزرع جهاز يرسل نبضات كهربية إلى المهاد.
- بضع المهاد: يشمل ذلك فتح أجزاء من المهاد جراحيًا. ولكن لا يلجأ الأطباء اليوم إلى هذه التقنية، ويفضلون العلاجات الأخرى المذكورة.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Louis ED. Essential tremor. Lancet Neurol 2005; 4: 100-10.
- Labiano-Fontcuberta, A y Benito-León J. (2012) Temblor esencial: una actualización. Medicina Clinica, 140 (3). 128-133.
- Dietrich Haubenberger, Mark Hallett N Engl J Med 2018;378:1802-10