الحالة الإنباتية - كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

الحالة الإنباتية هي اضطراب يظهر عندما يظل دماغ المريض البدائي فقط نشطًا، ويتوقف وعيه بنفسه وبالبيئة المحيطة به. في هذه المقالة، نستعرض الأعراض، التشخيص والتنبؤ بسير المرض.
الحالة الإنباتية - كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

آخر تحديث: 28 أغسطس, 2020

يمكن للعديد من التغيرات أن تؤثر على مستوى وعي الإنسان. و الحالة الإنباتية تحتل موقعًا بارزًا في هذا الموضوع الواسع. في الماضي، كان يتم استعمال مصطلح الحالة الإنباتية للإشارة إلى المرضى فاقدي الوعي الذين يتم استبدال وظائفهم الحيوية بشكل عام.

كان ذلك حتى السبعينات من القرن الماضي، عندما قام عالما الأعصاب الشهيران، بريان جنيت وفرويد بلوم، بتوصيف الحالة علميًا. منذ ذلك الحين، تم نشر العديد من الدراسات التي تحلل الحالة الإنباتية من جوانب عديدة مختلفة. ولا يزال هناك جدل دائر حول بعض جوانب.

في هذه المقالة، نستعرض أهم المعلومات التي يجب معرفتها عن هذه الحالة.

ما هي الحالة الإنباتية؟

ما هي الحالة الإنباتية؟

لشرحها بشكل أفضل، سنقوم بتقسيم المخ إلى جزئين حسب ما يتحكمان فيه:

  • نصفا الكرة المخييان يتحكمان في الأفكار والسلوكيات، فيجعلان الإنسان واعٍ لنفسه ولبيئته. فيهما، نجد فصوص الدماغ المختلفة. لكل فص من هذه الفصوص وظائف معينة، والتي تتم عبر الخلايا العصبية الموجودة في القشرة الدماغية.
  • الدماغ البيني، والذي يشمل المهاد والوطاء وجذع الدماغ، يتحكم في الوظائف الحيوية. تشمل هذه الوظائف دورات النوم واليقظة، درجة حرارة الجسم، التنفس، ضغط الدم، معدل نبض القلب، وغير ذلك. هذا الجزء من الدماغ هو ما يُعرف بالمخ البدائي.

الحالة الإنباتية اضطراب طويل المدى يحدث عند توقف نصفي الكرة المخيين عن العمل. لذلك، يتوقف وعي المريض بنفسه وببيئته. ولكن، في هذه الحالة، يستمر المخ البدائي في القيام بوظائفه.

الحالة الإنباتية المستديمة حالة عصبية معقدة يكون المريض فيها متيقظًا ولكنه لا يُظهر أي علامة تشير إلى وعيه بنفس أو بالبيئة المحيطة به.

ننصحك بقراءة:

فصوص الدماغ – اكتشف معنا ما هي ووظائف كل منها

مسببات الحالة الإنباتية

يوجد مسببات عديدة للحالة الإنباتية لأن أي اضطراب يؤدي إلى إتلاف الدماغ قد يؤدي إليها.

أكثر المسببات شيوعًا هي كالتالي:

  • صدمات الرأس. على سبيل المثال، في حالة تعرض راكب دراجة نارية لا يرتدي خوذة لحادثة تؤدي إلى تلف الدماغ.
  • الاضطرابات التي تمنع وصول الأكسجين إلى الدماغ، كتوقف القلب أو توقف التنفس.
  • الأمراض الدماغية الوعائية، كوجود شريان مخي لا يسمح بوصول الدم إلى المخ، مما يؤدي إلى السكتة الدماغية.

 المسببات الأخرى تشمل الأورام، النزيف، العدوى الدماغية، والمراحل المتقدمة من الخرف، وغيرها من الحالات الشبيهة. هذه الاضطرابات لا تؤذي المخ البدائي، ولكنها تؤثر على القشرة الدماغية.

أعراض الحالة الإنباتية

المرضى الموجودون في الحالة الإنباتية يمكنهم القيام ببعض الأشياء التي قد تجعل من حولهم يعتقد أنهم واعون تمامًا، منها الآتي:

  • يمكنهم الحفاظ على دورات نوم منتظمة، أي أنهم قادرون على فتح أعينهم بشكل طبيعي لفترات معينة.
  • يمكنهم التنفس، المص، المضغ، السعال، التقيء، البلع، وإخراج بعض الأصوات.
  • يمكنهم حتى الاستجابة للمحفزات القوية، وأحيانًا يبدو أنهم يبتسمون أو يعبسون.

ولكن المخ البدائي ينفذ جميع هذه العمليات دون وعي من المريض. فهي جميعًا استجابات لاإرادية يمتلكها جميع البشر.

كيف يعرف الأطباء أنهم غير واعين؟

الحالة الإنباتية

لتحديد أن الإنسان واعٍ، يجب أن يكون هناك نية أو قصد لأفعاله. هذه المقاصد تشير إلى أنه يتفاعل مع بيئته الخارجية بشكل طبيعي.

  • برغم أن المريض يستطيع فتح وإغلاق عينيه وتحريكهما، إلا أن هذه الحركات لا يكون لها غرض أو هدف. بل هي حركات عشوائية ولا تعتمد على المحفزات. على سبيل المثال، إذا فتح المريض عينيه، وقمت بوضع قلمًا أمامه، لن يتبع حركات القلم بعينيه.
  • لا يقوم المريض بأي حركات إرادية أو مقصودة. إذا قام بإيماءة أو رفع طرفًا، يكون ذلك بسبب أنه يستجيب لمحفز شديد. على سبيل المثال، قد يستيقظ ويجفل لاإراديًا بسبب الضوضاء. أما باقي الحركات، فتكون استجابات بدائية، كالمص والمضغ والبلع، وغيرها.
  • لا يستطيع المريض التحدث أو قول أي كلمات. إذا قام بأصوات، ستكون أصواتًا بدائية كالهمهمات.
  • إذا تم توجيه أمر كتابي أو لفظي ما إلى المريض، لا يتبعه ولا يستجيب إليه.
  • لا يستطيع المريض التحكم في تبوله أو تبرزه.

لذلك، لا يكون المريض واعيًا بأي شيء، ولكن قلبه ورئتاه تستمر في العمل.

التشخيص

يعتمد التشخيص على تقييم الطبيب للأعراض. فبرغم أن المريض قد يُظهر جميع أعراض الحالة الإنباتية، إلا أن الطبيب يجب أن يراقب المريض لفترة حتى يتأكد من الحالة. إذا لم يتم ذلك، قد يغفل الطبيب عن بعض علامات الوعي.

يمكن لبعض الأشعة مساعدة الطبيب على اكتشاف جزء الدماغ المصاب وما إذا كان من الممكن علاجه. للتأكد مما إذا كان هناك أي نوع من أنواع الوعي، يلجأ الطبيب إلى فحوصات كالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) أو تخطيط كهربية الدماغ (EEG).

للأسف، هذه الفحوصات غير قادرة على التعرف على مستوى وعي المريض. فهي تكتشف فقط إذا كان هناك وعي لا يمكن ملاحظته بالعين المجردة.

هذه القرارات ستؤثر على الرعاية طويلة المدى للمريض وما إذا كان هناك إمكانية التعافي.

تطور الحالة الإنباتية

بشكل عام، بعد مرور شهر، تعتبر الحالة إنباتية مستديمة. وقد يتطور المرض بأشكال مختلفة حسب سبب دخول المريض في الحالة الإنباتية، مدتها، وسن المريض.

يمكن للمريض التعافي بشكل ضئيل. ولكن عواقب الحالة تبقى كما هي وتؤدي إلى سوء جودة حياة المريض.

علاج الحالة الإنباتية

يحتاج المرضى في هذه الحالة إلى رعاية شاملة. وأهم الإجراءات التي يجب توفيرها من فريق الرعاية الطبية هي كالتالي:

  • الإجراءات الوقائية ضد المشكلات التي تطرأ بسبب توقف الحركة، كالتقرحات والتقلصات. أيضًا يمكن للدم أن يركد في الأوردة، فيؤدي إلى تجلطات دموية. لتجنب ذلك، يجب تحريك المريض سلبيًا.
  • التغذية السليمة. تتم من خلال أنابيب تدخل من الفم/الأنف وتصل إلى المعدة، أو أنابيب تدخل في المعدة بشكل مباشر.
  • تنظيف الأنابيب والمريض بشكل جيد لتجنب إصابته بالعدوى.

ختامًا، من غير المحتمل أن يتعافى المريض من هذه الحالة. ويجب على الأطباء والأقارب وأحيانًا لجنة المستشفى الأخلاقية مناقشة الكيفية التي سيتم من خلالها التعامل مع المريض.

يجب أيضًا أخذ رغبات المريض نفسه في الاعتبار إذا كانت معروفة أو إذا كانت محددة في وصية قبل دخوله في هذه الحالة.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.