اضطراب الكرب التالي للصدمة - الأعراض، الأسباب والعلاج

يمكن لاضطراب الكرب التالي للصدمة أن يؤثر على حياة المصابين به بشكل هائل. استشر طبيبًا متخصصًا إذا لاحظت ظهور الأعراض التي سنذكرها في هذه المقالة عليك أو على أحد أحبائك.
اضطراب الكرب التالي للصدمة - الأعراض، الأسباب والعلاج
Montse Armero

مكتوب ومدقق من قبل طبيبة نفسية Montse Armero.

آخر تحديث: 09 أغسطس, 2022

اضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD) هو اضطراب عقلي يصيب بعض الأفراد بعد التعرض لأحداث صدمية معينة. قد يشمل ذلك الكوارث الطبيعية، الحروب، الحوادث، الاعتداءات، الخطف، العنف، إلخ.

يعاني الجميع تقريبًا من نوع من أنواع ردود الفعل السلبية بعد التعرض للأحداث الصدمية. على سبيل المثال، يصبح الشخص أكثر يقظة وانتباهًا في الأسابيع التالية للحدث، إلى جانب شعوره بالخوف والقلق بسببه.

لحسن الحظ، يتعافى معظم الناس بشكل طبيعي بعد معالجة الصدمة التي تعرضوا إليها. ولكن، البعض لا يستطيع إدارة الموقف بشكل مناسب، ويستمر في الشعور بالقلق والخوف حتى بعد انتهاء الأمر والتأكد من عودة الأوضاع الآمنة.

أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة

أعراض اضطراب الكرب التالي للصدمة

يستجيب كل إنسان بشكل مختلف للأحداث الصدمية، ولكن يوجد بعض الأعراض المشتركة التي تظهر في معظم الحالات.

العلامات التالية يجب أن تظهر لمدة شهر على الأقل وتتسبب في عدم راحة شديد حتى يتم تشخيص الشخص بالحالة:

  • الذكريات المتكررة غير الطوعية
  • السلوك الاجتنابي/الإحجامي
  • الاضطرابات المزاجية والمعرفية
  • السلوك التفاعلي

سنتحدث عن كل من تلك الأعراض بتفاصيل أكثر في القسم التالي.

الذكريات المتكررة غير الطوعية

  • استرجاع الذكريات المؤلمة بشكل متكرر
  • الكوابيس
  • عدم الارتياح النفسي الشديد المزمن
  • استجابات فسيولوجية كفرط التنفس، الاضطرابات الهضمية، التعب الشديد وألم العضلات.

السلوك الاجتنابي

  • تجاهل الذكريات، الأفكار أو المشاعر المتعلقة بالحدث الصدمي
  • تجنب الأشخاص، الأماكن، الأنشطة أو المواقف التي تحفز ظهور الذكريات الخاصة بالحدث الصدمي

الاضطرابات المزاجية والمعرفية

  • صعوبة تذكر تفاصيل مهمة عن الحدث
  • مشاعر ذنب مشوهة
  • حالة شعورية سلبية
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها في الماضي
  • الشعور بالانفصال عن الواقع

السلوك التفاعلي

أيضًا، يمكن للشخص المصاب باضطراب الكرب التالي للصدمة أن يعاني من الأعراض التفارقية التالية:

لماذا يعاني البعض من اضطراب الكرب التالي للصدمة والبعض الآخر لا؟

كما ذكرنا في البداية، معظم الأفراد يتعافون من التجارب الصدمية وحدهم. والأسباب التي تجعل البعض يعاني من الحالة والبعض الآخر لا متعددة. ولكن يوجد العديد من عوامل الخطر.

بشكل عام، أكثر هذه العوامل أهمية تشمل:

  • أن يكون المصاب أنثى. فهذه الحالة تصيب ضعف عدد النساء مقارنة بالرجال.
  • وجود تاريخ مع الاضطرابات العقلية أو تعاطي المخدرات.
  • المرور بحدث صدمي أو أكثر خلال فترة الطفولة.
  • انخفاض مستويات السيروتونين.
  • رؤية جرحى أو موتى.
  • الإصابة بنوبة هلع خلال الحدث أو بعده بفترة قصيرة.
  • الحاجة إلى التعامل مع موت أحد الأحباء، الألم البدني، الإصابة، فقدان العمل أو فقدان المنزل بسبب الحادثة.
  • العيش بالقرب من موقع الحدث الصدمي.
  • عدم وجود دعم عاطفي كافٍ.
  • الشعور بالعجز أو الخوف الشديد.

امتزاج من أي من هذه العوامل يمكن أن يزيد من حدة الضغط الناجم عن الحدث الصدمي. وكلما زادت العوامل، كانت الأعراض أشد.

علاج اضطراب الكرب التالي للصدمة

امرأة حزينة

كما هو الحال مع جميع الاضطرابات العقلية، يوجد علاج لاضطراب الكرب التالي للصدمة. في الواقع، يوجد وسائل مختلفة يمكن اللجوء إليها لتحسين حياة المريض.

العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي أحد الحلول مثبتة الفعالية لعلاج هذا الاضطراب. ومن الأفضل دائمًا اللجوء إلى متخصص للحصول على هذا العلاج.

بعض الجوانب المشتركة لهذا النوع من العلاجات هي كالتالي:

  • إعادة الهيكلة المعرفية: يتعلم المريض هنا كيفية التعرف على الأفكار غير العقلانية التي لديه بخصوص ما حدث واستبدالها بأفكار أكثر دقة.
  • وسائل الاسترخاء: هذه التقنيات ضرورية حتى يستطيع المريض إدارة قلقه بشكل أفضل. ومنها تقنية التنفس العميق، تقنية إرخاء العضلات التقدمي، التأمل، التاي تشي، وبعض التقنيات الأخرى.
  • العلاج بالتعرض: عندما يستعيد المريض السيطرة قليلًا على قلقه، يحين وقت تعريضه لنفس المحفزات المسؤولة عن الصدمة.
  • المعالجة المعرفية: يشمل هذا العلاج أجزاء من العلاج المعرفي مع نظرية معالجة المعلومات.

مجموعات الدعم

هذا النوع من المجموعات يمكن أن يكون مفيدًا جدًا لمن يعانون من هذه الحالة، خاصةً إذا كانوا في بيئة ينقصهم فيها الدعم والتفهم.

يصبح من السهل التعبير عن الألم عند اجتماع أناس مروا بنفس التجربة. فمن خلال ذلك يمكن رؤية الحدث من منظورمختلف والتعلم من خبرات وتجارب الآخرين.

إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR)

تم تطوير هذه التقنية في الثمانينات عن طريق عالمة الأعصاب فرانسين شابيرو. وقد ساعدت هذه التقنية الملايين من الأفراد المصابين بهذه الحالة.

الرائع بشأن هذه التقنية هو أنها تساعد على تخفيف تأثيرات الصدمة عن طريق معالجة التجربة بشكل أفضل. وهي تساعد أيضًا على استبدال الأفكار والمشاعر السلبية بأخرى أكثر ملاءمة.

الأدوية

أخيرًا، إذا كان ذلك ضروريًا، يمكن لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أن تقلل من حدة أعراض الحالة وتخفيف حالة الاكتئاب التي قد يعاني المرضى منها.

ولكن، تجدر الإشارة أنه لا يجب استعمال هذه الأدوية أبدًا بدون وصفة طبية، ويجب اتباع بروتوكول معين عند التوقف عن استعمالها.

ختامًا، ذكرى الحادث الصدمي لن تختفي أبدًا والعلاج لا يساعد المصاب على نسيانها، ولكنه يسمح له بتخطي هذه اللحظة المؤلمة من ماضيه والتعامل معها على أنها تجربة يمكن التعلم منها.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.