إفرازات حلمة الثدي: الأسباب والتوصيات
يمكن أن تكون إفرازات حلمة الثدي حالة غير مريحة إلى حد ما، ولكن كل حالة لها سبب. يمكن أن يسببها أي شيء من خلل التنسّج إلى سرطان الثدي، إلا أن سرطان الثدي نادرًا ما يكون السبب.
من الناحية الطبية، يحدث هذا الاضطراب عندما يكون هناك إفرازات من الثدي بعيدًا عن الحمل أو الرضاعة الطبيعية. أما مصطلح “ثر اللبن” يشير إلى إنتاج اللبن وعادة ما يكون لأسباب هرمونية. تابعي القراءة لمعرفة المزيد عن ذلك.
هل هناك أعراض أخرى إلى جانب إفرازات حلمة الثدي؟
تخرج السوائل عادة من الحلمة من خلال ثقوب صغيرة تقع في هالة الثدي. تعتمد طبيعة هذه المادة على خصائصها الفيزيائية، يمكن أن تكون:
- بيضاء أو حليبية
- مصلية، أو شاحبة، أو مصفرة قليلًا
- مائلة للحمرة
- أي مزيج مما سبق
قد يكون هناك ألم مستمر أو ألم فقط خلال إنتاج السائل، اعتمادًا على السبب. من الممكن كذلك اكتشاف كتلة أو عقيدات ذات خصائص متنوعة (الحجم، والموقع، وحرية الحركة، والتكوين).
الإفرازات أحادية الجانب (تؤثر على ثدي واحد فقط) في معظم الحالات، ولكن يمكن أن تكون ثنائية عند وجود اضطرابات هرمونية. من الممكن أن يكون هناك أيضًا تراجع للحلمة أو احمرار الجلد، مما يشير إلى التهاب كامن.
قد تظهر إفرازات حلمة الثدي جنبًا إلى جنب مع أعراض أخرى مثل الألم، والتورم، وكتل الثدي.
ننصحك بقراءة:
سرطان المبيض – بعض الأعراض المحتملة التي قد تشير للإصابة بالمرض
أسباب حدوث إفرازات حلمة الثدي
هناك أسباب كثيرة لهذا النوع من الأعراض. على سبيل المثال، يمكن أن يكون مصدرها في الثدي (مثل الالتهابات أو السرطان) أو خارج الثدي (أورام المخ أو تعاطي المخدرات).
الأسباب الأكثر شيوعًا لإفرازات الثدي
دعونا نستعرض الالتهابات الموضعية في الثدي، بما في ذلك تناول الأدوية النفسية، والورم الحليمي القنوي، وحالة الثدي الكيسي الليفي.
1. الالتهابات الموضعية في الثدي
التهاب الضرع أو خراجات الثدي أسباب متكررة لإفرازات حلمة الثدي. تحدث بعد فتح القناة التي تسمح لمحتواها بالخروج. في هذه الحالة، يكون الإفراز قيحي وله رائحة سيئة وهناك ألم عند اللمس، وتضخم، واحمرار.
هذ الحالة أكثر تواترًا أثناء الرضاعة الطبيعية (بسبب تلاعب الطفل بالحلمة) ولكن يمكن أن تحدث أيضًا في أي وقت.
2. تناول الأدوية النفسية
البرولاكتين هو الهرمون المسؤول عن تحفيز إنتاج وإفراز حليب الثدي. في المقابل، يتم تنظيم إفرازه في الدماغ بواسطة ناقل عصبي يعرف باسم الدوبامين.
يمكن أن ينطوي العلاج ببعض الأدوية التي لها تأثير مباشر على الجهاز العصبي المركزي على تغيير مستويات الدوبامين في الجسم، مما يؤثر بالتبعية على إنتاج البرولاكتين وحليب الثدي.
كما يمكن أن تسبب الأدوية مثل الفينوثيازين، وبعض مضادات الاكتئاب، ومزيلات القلق، إفراز الحليب خارج مرحلة الرضاعة الطبيعية.
3. الورم الحليمي القنوي
الورم الحليمي القنوي حالة حميدة على الأغلب، لكنه عادة ما يجذب الانتباه بسبب خصائصه. هناك حاجة في الواقع إلى اجراء العديد من الفحوصات التكميلية عند وجوده.
عادة ما تكون الإفرازات في هذا المرض تلقائية وغالبًا ما تحدث للمريضات قبل سن اليأس. ينشأ هذا المرض في القناة اللبنية كما هو الحال في المثال السابق.
يحدث تكاثر للخلايا يؤدي في النهاية إلى تكوين كتلة صغيرة قادرة على إنتاج إفرازات مصلية مع بعض الدم.
لا يجب أن يفوتك قراءة:
4. حالة الثدي الكيسي الليفي
تعرف هذه الحالة أيضًا باسم ” خلل التنسج الثديي”. علاوة على ذلك، إنها واحدة من أكثر أمراض الثدي الحميدة شيوعًا وفقًا للعديد من الدراسات الوبائية. تتضمن تكاثر “الأنسجة الداعمة” التي لا تزال تتكون خلال السنوات الإنجابية.
يقود هذا إلى تشكيل كتل متوسطة الحجم يمكن أن تكون مؤلمة وتنتج إفرازات بيضاء من خلال فتحات متعددة. تؤثر هذه الحالة بشكل عام على كلا الثديين، كما أنها من أكثر أسباب زيارة طبيب أمراض النساء شيوعًا.
اعتمادًا على عمر المريضة، سيتطلب الطبيب فحوصات مثل التصوير الشعاعي للثدي لتحديد احتمال وجود آفة خبيثة. إلا أن هذا نادر الحدوث.
الأسباب الأقل شيوعًا
وتشمل هذه المجموعة بعض الحالات مثل التهاب القنوات اللبَنية، أورام الغدة النخامية، توسع القنوات الثديية، وسرطان الثدي.
1. التهاب القنوات اللبنية
يضم الثديان هياكل تسمى القنوات اللبنية، والتي يمكن أن تلتهب في بعض الأحيان. هذه القنوات مسؤولة عن نقل المواد المنتجة في الغدد الثديية لإفرازها.
عادة ما يكون التهاب مزمن (يستغرق وقتا طويلًا للتطور)، وليس هناك سبب محدد حتى الآن لحدوث هذه الحالة. كل ما نعرفه أنه يمكن أن يكون معديًا أو غير معدٍ.
2. أورام الغدة النخامية
البرولاكتينوما من الأمثلة البارزة لورم الغدة النخامية، كما أنها من أكثر الأسباب شيوعًا لإفرازات حلمة الثدي بسبب ورم. ينشأ هذا الورم خارج الثدي، مما يعني أنه يظهر في الغدة النخامية ويمكن أن ينتج البرولاكتين.
كما ذكرنا أعلاه، هذا الهرمون مسؤول عن تحفيز إنتاج حليب الثدي. وبالتالي، هناك حاجة إلى فحوصات متخصصة مثل الرنين المغناطيسي الدماغي لتشخيص هذه الحالة.
3. توسع القنوات الثديية
يشير مصطلح توسع القنوات الثديية إلى تمدد القنوات الأقرب إلى الحلمة. ينتج عادةً إفرازات ذات ألوان مختلفة تتراوح من الأصفر إلى البني.
يمكن أن يؤثر على كلا الثديين وهو حالة حميدة لأنه حتى الآن لا يوجد دليل يشير إلى تطور ورم خبيث عند تركها دون علاج. ومع ذلك، يجب عليكِ دومًا استشارة الطبيب لأنه وحده من يمكنه تأكيد هذا.
4. سرطان الثدي
سرطان الثدي من أقل أسباب إفرازات حلمة الثدي شيوعًا. في الواقع، لا يكون مصدر إفرازات الثدي ورمًا خبيثًا إلا في حالات قليلة ومحدودة للغاية. يتطور سرطان الثدي عادةً في صمت، ولهذا السبب يتم اكتشافه عادة في المراحل المتأخرة.
قد يكون هناك تراجع للحلمة ووجود كتلة قريبة عندما يحدث هذا، وهي كتلة صلبة وليست مؤلمة دائمًا. سيطلب الطبيب بعض الفحوصات للتشخيص، مثل التصوير الشعاعي للثدي.
متى يجب أن تزوري الطبيب
نقترح عليكِ أن تخططي لرؤية طبيب أمراض النساء أو طبيب الأسرة في أقرب وقت ممكن إذا كان لديك أي من الأعراض المذكورة أعلاه.
هذا النوع من الحالات أصله حميد في الأغلب وبعض الحالات لا تتطلب علاجًا على الإطلاق. لكن استشيري الطبيب لمعرفة إذا كانت الإفرازات سببها ورم خبيث.
يمكن أن يصاب الرجال كذلك بسرطان الثدي وإفرازات حلمة الثدي. لذا يجب أن يزوروا الطبيب في أقرب وقت ممكن عند ظهورها.
استشر الطبيب في حالة وجود إفرازات من حلمة الثدي، سيتمكن من إجراء الفحوصات ذات الصلة لتقييم الحالة.
استكشف:
حالة ترهل الثدي – 6 وصايا تساعدك على الحصول على ثديين مشدودين
علاج إفرازات حلمة الثدي
تعتمد الطريقة التي يعالج بها الأطباء هذه الحالة كليًا على سبب الإفرازات. قد لا تتطلب بعض الحالات في الواقع أي تدابير علاجية ما لم تمثل إزعاجًا للشخص.
قد يشمل العلاج التدخل الجراحي، وإزالة الكتلة في الحالات التي يوجد فيها انتشار لأنسجة الورم (الورم الحليمي، البرولاكتينوما، والسرطان).
أما في الحالات التي يكون سبب الإفرازات تناول أدوية معينة، فيجب تنظيم الجرعة أو تغيير الدواء. وأخيرًا، قد تتطلب الأمراض المعدية تصريف جراحي (كما هو الحال في الخراجات) وتناول المضادات الحيوية لبضعة أيام.
استشارة الطبيب سوف تساعد على منع المضاعفات
إفرازات الثدي مشكلة شائعة وأسبابها كثيرة ومتنوعة، إلا أن هناك تدابير علاجية متعددة للتعامل معها. استشيري الطبيب دائمًا لتقييم أي نواع من الأعراض.
وفي حين لا ينبغي التعامل مع جميع الزيارات الطبية على أنها حالات طوارئ، فمن الأفضل التخطيط لموعد في أقرب وقت ممكن للتأكد من طبيعة ما تعاني منه. وذلك لأن الأعراض التي تبدو غير مهمة يمكن أن تخفي حالات خطيرة.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Mazzarello S, Arnaout A. Nipple discharge. CMAJ. 2015;187(8):599. doi:10.1503/cmaj.140633
- Halperin I, Cámara R, García M, García D. Guía clínica del diagnóstico y tratamiento del prolactinoma y la hiperprolactinemia. Endocrinología y Nutrición 2013;60(6):308-319.
- Solís J, Cornejo P. Estados hiperprolactinémicos. Rev Med Hered 2006;17(4)234-245.
- Cebrián C, Fernández J. La telorrea como manifestación del carcinoma intraductal de mama. Progresos de Obstetricia y Ginecología 2010;53(11):476-479.
- Sajadi-Ernazarova KR, Sugumar K, Adigun R. Breast Nipple Discharge. [Updated 2020 Nov 20]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2020 Jan-. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK430938/
-
Markopoulos C, Mantas D, Kouskos E, Antonopoulou Z, Lambadariou K, Revenas K, Papachristodoulou A. Surgical management of nipple discharge. Eur J Gynaecol Oncol. 2006;27(3):275-8. PMID: 16800258.