إصابات اللحب - من بين إصابات الأنسجة الرخوة، ما هي وكيف يتم تشخيصها وتصنيفها؟
في المجال الطبي، تعتبر إصابات اللحب والتي تندرج ضمن إصابات الأنسجة الرخوة للجلد على مساحات واسعة والتي تتسبب في كشف أنسجة العظام. وفي الغالب ما تقع هذه الإصابات بشكل رئيسي في الأطراف.
وتعتبر العواقب التي تتسبب بها إصابات اللحب وهذا النوع من الإصابات عمومًا في معظم الحالات ليس لها علاج. وعندما تحدث مثل هذه الأنواع من الإصابات في منطقة الرأس أو الجذع، فهي عادة ما تكون قاتلة.
تصنيف إصابات اللحب
هناك تصنيفات مختلفة لهذا النوع من الإصابات، اعتمادًا على مدى الإصابة وشدتها.
يمكن أن يساعدك تحديد التصنيف الصحيح لإصابات الأنسجة الرخوة على فهم مداها الحقيقي وآثارها. يستخدم المختصون تصنيف “تشيرني” لتحديد إصابات الأنسجة الرخوة بالجلد، والذي تم ابتكاره من خلال دراسة نُشرت في مجلة “كلومبيا ميديكا” الطبية عام 2014، من بين منشورات وأبحاث طبية أخرى. وقد تم تناول كسور الساق وإصاباتها المرتبطة بالأنسجة الرخوة كمثال.
اكتشف أيضًا:
وفقًا لتصنيف تشيرني، يتم تقسيم إصابات الأنسجة الرخوة اعتمادًا على الدرجات التالية:
الدرجة صفر
تحدث إصابات الدرجة صفر في الكسور الخفيفة، مثل تلك التي تتسبب في إصابات الغضروف بسيقان المتزلجين. حيث لا توجد علامات سريرية واضحة للإصابات التي تندرج تحت هذه الدرجة.
الدرجة الأولى
تظهر إصابات هذه الدرجة في حالات الكسور المتوسطة. من الأمثلة على إصابات الدرجة الأولى: الكسور التي يحدث بها خلع في الكاحل. تنتج عن هذا النوع من الإصابات كدمات تتراوح من خفيفة إلى معتدلة في الأنسجة الرخوة.
يمكن أن تحدث إصابات الأنسجة الرخوة أيضًا من الضغط الذي يمارسه الجزء المكسور عليها.
الدرجة الثانية
تنتج إصابات الدرجة الثانية نتيجة للكسور الصعبة. مثال على هذا النوع من إصابات الأنسجة الرخوة هو كسور القصبة المغلقة القطعية بسبب حوادث المرور.
في هذه الحالات ، تمتص الأجزاء اللينة الكثير من الطاقة أثناء الاصطدام، ونتيجة لذلك، تحدث الكدمات العميقة. تشمل هذه الفئة أيضًا حالات متلازمة الحيز وشيكة الحدوث.
الدرجة الثالثة
وأخيرًا، تأتي إصابات الدرجة الثالثة. وترتبط هذه الإصابات بتلف شديد في الجلد والعضلات، مثل:
- إصابات الأوعية الدموية.
- متلازمات الحيز الحادة. وهي حالة خطيرة تنطوي على زيادة الضغط على الحيز العضلي. والتي يمكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب والعضلات، وكذلك قد ينتج عنها مشاكل في تدفق الدم.
- إصابات السحق.
- إصابات اللحب.
كما ترون، تنتمي إصابات اللحب إلى أخطر درجات إصابات الأنسجة الرخوة.
نظرة بعمق على تصنيف تشيرني لإصابات الأنسجة الرخوة
لقد تغير نظام التصنيف، حيث أصبح ينطوي على المزيد من العوامل والجوانب التي يحتاج الأطباء إلى تقييمها.
تم تحديث وتوسعة تصنيف تشيرني مؤخرًا. حيث يتم استخدام مقياس من خمس نقاط يحدد بشكل مستقل شدة إصابات الجلد والأوتار العضلية والأوعية الدموية العصبية.
ويعتبر هذا التصنيف أكثر دقة من التصنيف السابق من حيث التحديد الدقيق لدرجة إصابات اللحب وتصنيفها. ومع ذلك، لا يزال معظم الباحثين والمختصين يستخدمون نظام تصنيف تشيرني القديم.
على الرغم من أن تصنيف إصابات الأنسجة الرخوة يمكن أن يكون مفيدًا بالفعل، إلا أن شدة الإصابة تستمر في الزيادة على نطاق واسع. وبالتالي، فإنه غالبًا ما يكون من الصعب تصنيف إصابة معينة بشكل موثوق.
علاج إصابات اللحب
يعد التعرف على طبيعة ودرجة إصابة الأنسجة الرخوة والتعامل معها من أهم جوانب العلاج. وبالطبع فإن الحصول على مساعدة طبيب مختص يعد من الأمور الضرورية والعاجلة في هذه الحالات.
إصابات الدرجة الثانية والثالثة، وفقًا للتصنيف الموضح في القسم السابق، تلتئم الإصابات المندرجة تحت هتين الدرجتين بشكل أفضل مع استخدام مثبت خارجي مؤقت (جهاز إليزاروف)، مع عمل جراحة لاحقًا.
ويجب أن ننوه هنا إلى أن إصابات اللحب دائمًا ما تحتاج إلى تدخلات جراحية كبرى. بالإضافة إلى ذلك، فقد نشرت دراسة بمجلة “جورنال أوف إميرجينسي، تروما، آند تشوك” وقامت بتسليط الضوء على أهمية اتباع نهج متعدد التخصصات. وتتضمن خيارات العلاج ما يلي:
- إعادة الزرع. ونقصد هنا إعادة تجميع أجزاء الجسم التي تم بترها. على سبيل المثال، أصابع اليد.
- إعادة تكوين الأوعية. بهدف استعادة إمدادات الدم إلى المناطق التي تعاني من نقص شديد في إمدادات الدم.
وعندما لا تكون تلك الخيارات ممكنة، يقوم الطبيب المختص بعمل ترقيع للجلد سواء برقعة جلد من منطقة أخرى بالجسم، أو رقعة جلد من نفس منطقة الإصابة المحيطة دون إزالتها بالكامل من مكانها للحفاظ على إمدادات الدم لها. ومع ذلك، وفي بعض الأحيان قد لا يمكن الحفاظ على الأطراف. وبالتالي، يتعين على الطبيب المختص إجراء البتر للجزء المتضرر.
إصابات اللحب : الشفاء النهائي
في النهاية، سيعتمد السيناريو العلاجي على ظروف كل حالة وتقييم الفريق الطبي لها.
كخطوة أخيرة، وبعد الانتهاء من الجراحة، يجب على المريض أن يلجأ إلى جلسات العلاج الطبيعي. وكما جاء بالمصادر الطبية والعلمية المذكورة بهذا المقال، فإن العواقب النهائية المحتملة ستعتمد على شدة الإصابة وأيضًا على نوع السيناريو العلاجي الذي تم تطبيقه.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Arnez, Z. M., Khan, U., & Tyler, M. P. H. (2010). Classification of soft-tissue degloving in limb trauma. Journal of Plastic, Reconstructive and Aesthetic Surgery. https://doi.org/10.1016/j.bjps.2009.11.029
- Latifi, R., El-Hennawy, H., El-Menyar, A., Peralta, R., Asim, M., Consunji, R., & Al-Thani, H. (2014). The therapeutic challenges of degloving soft-tissue injuries. Journal of emergencies, trauma, and shock, 7(3), 228–232. https://doi.org/10.4103/0974-2700.136870
- Carlos Oliver Valderrama-Molina; Mauricio Estrada-Castrillón; Jorge Andrés Hincapie; Luz Helena Lugo-Agudelo. 2014. Concordancia intra e interobservador de la clasificación de Oestern y Tscherne para lesiones de tejidos blandos en fracturas cerradas periarticulares del miembro inferior. Colombia Médica. http://www.scielo.org.co/pdf/cm/v45n4/es_v45n4a06.pdf