أنواع مرض السيلياك وخصائصها المختلفة
من المهم فهم أن مرض السيلياك لا يظهر نفس الأعراض في جميع الحالات دائمًا. لهذا السبب، قام الخبراء بدراسة وتصنيف أنواع مرض السيلياك المختلفة.
هذا المرض من الأمراض المناعية الذاتية التي ترتبط باستهلاك الغلوتين. والغلوتين بروتين يمكن العثور عليه في العديد من الأطعمة، كالتي تحتوي على القمح أو الشعير. في الولايات المتحدة، يقدّر الخبراء أن هذه الحالة تصيب 1% من السكان، وهوما يقرب من 3 مليون شخص في هذا البلد فقط.
تكمن المشكلة في أنه قد لا يُظهر أي أعراض في عدد كبير من الحالات، وهو ما يصعب تشخيص الحالة ويؤخر اتخاذ الإجراءات المناسبة للوقاية من مخاطرها.
ننصحك بقراءة:
ما هو مرض السيلياك؟
كما ذكرنا، هو مرض مناعي ذاتي يتسم باستجابة غير طبيعية لبروتين يُعرف باسم الغلوتين. يعني ذلك أنه، عند تناول مرضى السيلياك لهذا البروتين، فإنه ينتج رد فعل للجهاز المناعي في الأمعاء الدقيقة. هذه الاستجابة المناعية تتلف الغشاء المخاطي المعوي.
الغلوتين بروتين موجود في أنواع عديدة من الحبوب، كالقمح، الشعير، الجاودار، وأحيانًا الشوفان. هذه الأطعمة شائعة جدًا، سواء في المطبخ الغربي أو الشرقي، فهي تُستخدم في تحضير الخبز، المعجنات، الباستا، الكعك، وغيرها الكثير.
التلف الذي يصيب الغشاء المخاطي المعوي يؤثر على امتصاص العناصر الغذائية خلال الهضم. يفسر ذلك سبب ظهور فقدان الوزن، الأنيميا أو تأثر النمو لدى الأطفال المصابين في الكثير من الحالات.
برغم أن الخبراء لا يزالون يحاولون تحديد المسببات المختلفة لأنواع مرض السيليك، إلا أننا نعلم أن الجينات من أهم العوامل. بجانب أن السيلياك يرتبط عادةً بأنواع أخرى من الأمراض المناعية الذاتية. ووفقًا لدراسة منشورة في Cuban Journal of Food and Nutrition، قد يكون هناك علاقة بين مرض السيلياك وسكري النوع الأول.
اقرأ أيضًا:
أنواع مرض السيلياك
يوجد صور سريرة مختلفة لهذا المرض، حسب الأعراض وبعض الفحوصات التكميلية التي تسمح باستكشاف الجهاز الهضمي. ساعد ذلك على تصنيف أنواع مرض السيلياك.
وفقًا للـSpanish Federation of Coeliac Associations، لا يتم تشخيص نحو 75% من المرضى. ويرجع ذلك إلى أنه، حتى وقت قريب، لم يكن يعلم الخبراء أن المرض لا يؤدي إلى ظهور أعراض في بعض الحالات.
أنواع مرض السيلياك هي: السيلياك الخالي من الأعراض، السيلياك المصحوب بأعراض، السيلياك المحتمل، السيليك الكامن والسيلياك المستعصي.
الخالي من الأعراض
كما هو واضح من الاسم، لا يؤدي هذا النوع من المرض إلى ظهور أي أعراض. ولكن، من خلال الفحوصات التشخيصية، كالتنظير الداخلي لدراسة حالة الأمعاء، يمكن تشخيصه بشكل دقيق.
التقليدي أو المصحوب بأعراض
في هذه الحالة، تظهر على المريض أعراض الحالة التقليدية وتأتي نتائج الفحوصات إيجابية. ولكن، تختلف العلامات كثيرًا من حالة لآخرى. أكثر الأعراض شيوعًا هي الإسهال، فقدان الوزن، الإجهاد، التقيء وألم البطن.
في بعض الحالات الأخرى، بدلًا من الإسهال، يصاب المرضى بإمساك مستمر. من العلامات التقليدية الأخرى تأخر النمو لدى الأطفال، تبطل البطن وتمدد البطن.
وبشكل غير مباشر، يمكن أن يؤدي المرض إلى الإصابة بالأنيميا والتهيج المستمر.
المحتمل
يشير هذا النوع إلى الأفراد الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، ولكن يكون هناك احتمالية عالية لإصابتهم بالحالة. ويُعرف ذلك عن طريق فحوصات جينية معينة.
لدى هؤلاء الأشخاص، عندما يقوم الأطباء بخزعة لأنسجة الأمعاء الدقيقة، فإنهم لا يجدون أي دليل على وجود المرض. من الضروري متابعة هؤلاء بشكل مستمر، حتى وإن كانوا لا يحتاجون إلى اتباع حمية صارمة خالية من الغلوتين (على الأقل في الوقت الحاضر).
الكامن
ما يحدث هنا هو أنه يتم تشخيص مرض السيليك بالفعل، ولكن لاحقًا، تختفي الأعراض والاضطرابات المعوية.
على سبيل المثال، طفل تم تشخيصه بالمرض، وبعد اتباع حمية خالية من الغلوتين، لا يعاني من المرض مجددًا، حتى مع إدراج الغلوتين في نظامه الغذائي.
المستعصي
هذا النوع يشير إلى الحالات التي، برغم اتباعها حمية خالية من الغلوتين، إلا أن أعراض أو علامات المرض تستمر في الظهور.
للتأكد من ذلك، يحتاج المريض إلى عدم الاتصال بالبروتين أو تناوله إطلاقًا لفترة تتعدى ستة أشهر.
خاتمة
أهم ما يجب تذكره بخصوص هذا الموضوع هو أن هناك أنواع مختلفة من مرض السيلياك. وبعض الأنواع لا تؤدي إلى ظهور أعراض، لذلك يصبح التشخيص صعبًا في كثير من الحالات.
ولكن، التأكد من الإصابة بالمرض ضروري. وذلك لأن التلف الذي يصيب الغشاء المخاطي المعوي قد يصبح دائمًا ويتسبب في مضاعفات خطيرة. لذلك، من المهم استشارة طبيب متخصص دائمًا عند ظهور أي من الأعراض التي ذكرناها.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- De La, G., Roselló, C. U., De La, C., Pérez Labrada, C., Delgado Mosquera, A. E., Ferreiro, R. Á., & Rosa Téllez Velázquez, D. (n.d.). CELIAQUÍA, ENFERMEDAD SISTÉMICA AUTOINMUNE.
- Asociaciones entre la celiaquia y la Diabetes mellitus. La experiencia cubana | Santana Porbén | Revista Cubana de Alimentación y Nutrición. (n.d.). Retrieved September 29, 2020, from http://www.revalnutricion.sld.cu/index.php/rcan/article/view/768/pdf_129
- ¿Qué es la enfermedad celiaca? | FACE. (n.d.). Retrieved September 29, 2020, from https://celiacos.org/enfermedad-celiaca/que-es-la-enfermedad-celiaca/
- Cerda-Contreras, E., et al. “¿ Es posible una mejor identificación de la enfermedad celiaca en sujetos mexicanos por medio de HLA-DQ8 que de HLA-DQ2?.” Revista de Gastroenterología de México 83.4 (2018): 410-413.
- Bejares, M., Oyarzún, A., Lucero, Y., Espinoza, N., Bascuñán, K., & Araya, M. (2015). Búsqueda activa de enfermedad celíaca en familiares de primer grado de casos celíacos. Revista Medica de Chile, 143(12), 1521–1526. https://doi.org/10.4067/S0034-98872015001200003
- Muñoz Tello, Paola. “Prevalencia mundial de la enfermedad celíaca.” (2018).
- Gil-Gulías, Lorraine, et al. “Enfermedad celiaca refractaria: cuando la dieta sin gluten no sana.” Revista Clínica de Medicina de Familia 9.2 (2016): 110-113.
- Moscoso, Felipe, and Rodrigo Quera. “Enfermedad celíaca. revisión.” Revista médica de Chile 144.2 (2016): 211-221.
- Parera Pinilla, Clara Luna, Bárbara M. Ochoa Fernández, and Concepción Bonet de Luna. “Enfermedad celíaca: quién sabe dónde.” Pediatría Atención Primaria 20.79 (2018): 269-276.