المشي بعد الأكل - هل هي ممارسة صحية؟

المشي من الأنشطة الصحية التي تستطيع إدراجها بسهولة في روتينك اليومي. ولكن هل المشي بعد تناول الطعام يعد ممارسة صحية؟ اكتشف معنا اليوم.

للمشي فوائد صحية كثيرة. فهو رياضة بسيطة تساعد على الحفاظ على صحة القلب، تساعد على حرق السعرات الحرارية وتحسن كذلك المزاج. ولكن، المشي بعد الأكل موضوع مختلفة.

فبعض الدراسات تقترح أن المشي بعد الأكل ممارسة صحية بالفعل، في حين أن بعضها الآخر يشكك في ذلك. في هذه المقالة، نشارك التأثيرات المحتملة، سواء الإيجابية أو السلبية، لممارسة المشي بعد الأكل مباشرةً.

الفوائد المحتملة لممارسة المشي بعد الأكل

المشي رياضة منخفضة الحدة ويمكن إدخالها بسهولة على الروتين اليومي. البعض معتاد على المشي بعد تناول الطعام مباشرةً. وبعض الدراسات تقترح أن لهذه الممارسة فوائد متعددة. لنلق نظرة على أهمها.

1- يمكن أن تخفض مستويات سكر الدم

من المفاتيح الرئيسية لإدارة مرض السكري هو ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام. في دراسة تمت على مرضى سكري الدرجة 2، وجد الباحثون أن مستويات سكر الدم لدى من مشوا بعد تناول وجباتهم الرئيسية كانت أكثر انخفاضًا ممن مارسوا المشي مرة واحدة فقط في اليوم.

نتائج هذه الدراسة تقترح أن تحديد كميات الكربوهيدرات التي يتم تناولها والمشي لمدة 10 دقائق تقريبًا بعد كل وجبة يساعدان على تخفيض احتمالية ارتفاع مستويات سكر الدم بشكل مفاجئ.

أظهرت دراسة أخرى نُشرت في Diabetes Care أن نوبات المشي القصيرة المتقطعة بعد الوجبات قد تكون وسيلة فعالة للسيطرة على فرط سكر الدم بعد تناول الطعام لدى كبار السن.

على عكس هذه البيانات، تنص دراسة منشورة في The Journal of Nutrition أن هذه الممارسة لا تقدم أي تأثيرات مفيدة بالنسبة لمستويات سكر الدم في حالة كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

2- ممارسة جيدة لصحة القلب

يلعب النشاط البدني دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة القلب. والمشي يوميًا يمكن أن يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب. وفقًا لدراسة منشورة في Current Opinion in Cardiology، المشي يفيد الصحة القلبية الوعائية، الدورة الدموية وضغط الدم.

لذلك، يبدو أن المشي بعد تناول الطعام وسيلة جيدة للاعتناء بالقلبز تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال والمراهقين بين عمر 5 و17 سنة يجب أن يمارسوا 60 دقيقة على الأقل من النشاط البدني متوسط إلى عالي الحدة يوميًا، في حين أن البالغين بين 18 و64 سنة يحتاجون إلى 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني الهوائي متوسط الحدة خلال الأسبوع (نحو 30 دقيقة يوميًا).

3- قد تحسن عملية الهضم

كما تشير مقالة منشورة في BioMed Research International، المشي بعد تناول الطعام يمكن أن يحسن الهضم بفضل التأثيرات المضادة للالتهاب الخاصة بالنشاط البدني. عندما تمارس الرياضة، تساعد جسمك على تخفيض الشحوم والدهون الحشوية والتغيرات الأيضية التي يمكن أن تقلل الحالات الالتهابية التي تظهر في الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الخبراء ان النشاط البدني يسهل العبور المعوي نتيجة تحسين الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، وفقًا لدراسة منشورة في World Journal of Clinical Cases.

برغم جميع هذه الدراسات، تجدر الإشارة إلى أننا لا نزال نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد فعالية النشاط البدني في تحسين الهضم.

التأثيرات الجانبية

لا يوجد الكثير من الأدلة على وجود تأثيرات جانبية للمشي بعد الأكل. ولكن بعض الناس يعانون من أعراض مزعجة أحيانًا. ونذكر بعضها في القسم التالي.

1- انزعاج المعدة

الأعراض تشمل سوء الهضم، الغثيان، التقيء، الانتفاخ، الغازات، الإسهال والآلام. يرجع ذلك إلى الفرط في استهلاك الكربوهيدرات أو مشكلات في هضم أطعمة معينة تم تناولها قبل المشي مباشرةً. لتجنب ذلك، انتظر 30 دقيقة بعد تناول الطعام للمشي.

2- الارتجاع المعدي المريئي

وفقًا لدراسة تمت على تأثير اسلوب الحياة على مرضى الارتجاع المعدي المريئي، يمكن للنشاط البدني أن يحفز ظهور أعراض الارتجاع. وكلما زادت حدة النشاط البدني، زادت النوبات وتكررت أكثر.

نصائح للمشي بعد الأمل بصورة صحية

للاستفادة من جميع التأثيرات الإيجابية لهذه الممارسة، يجب اتباع النصائح التالية:

• يُنصح بالمشي ما بين 10 و15 دقيقة بعد كل وجبة. يسمح ذلك في الواقع بتحقيق المستويات الموصى بها من منظمة الصحة العالمية للنشاط البدني اليومي.
• امش سريعًا. لا يُنصح بالجري أو الهرولة بعد الأكل لتجنب ارتجاع المريء أو انزعاج المعدة.
• المشي السريع هو المشي بسرعة 5 كم في الساعة أو أسرع دون إحداث تغيرات كبيرة على عملية التنفس أو معدل ضربات القلب.
• الشعور بالراحة من المفاتيح الأساسية للاستمتاع بالمشي. لذلك حاول ارتداء ملابس واسعة وحذاء يدعم كعبيك بشكل مناسب.
• أخيرًا، من المهم جدًا شرب الماء بكميات كافية للحفاظ على ترطيب الجسم.

استجابة جسمك لهذه الممارسة ستعتمد على عوامل مثل الصحة، الحالة البدنية العامة، ومستوى حدة المشي. إذا كنت تعاني من أي أمراض، من الأفضل استشارة طبيب للتأكد من أن هذه الممارسة ستفيدك ولن تعرضك للخطر.