القوة النفسية للتحضير لمرحلة ما بعد الحجر الصحي
يدرك الملايين من الناس أنهم على وشك الدخول في مرحلة جديدة من مراحل مواجهة الوباء الحالي. فقد حان الوقت لتحضير أنفسنا لمرحلة ما بعد الحجر الصحي القادمة. فالعديد من الدول بدأت بالفعل في تخفيف إجراءات الحظر.
مرحلة ما بعد الحجر الصحي هي لحظة انتظرناها طويلًا، ولكن الأمل الذي تجلبه يأتي ممزوجًا بانعدام يقين حتمي. فنحن نعلم جميعًا أن الأمور لن تعود إلى طبيعتها برغم ذلك غلا بعد زمن طويل.
لا يمكن إنكار أنه سيكون هناك العديد من التغيرات في المستقبل. ولكن، هذا لا يعني أن ما ينتظرنا هو بالضرورة أسوأ مما كان لدينا في الماضي. سنمر ببساطة جميعًا ببعض التغييرات، ويجب علينا تحضير أنفسنا بمهارات وممارسات مختلفة.
استراتيجيات لتحضير أنفسنا لمرحلة ما بعد الحجر الصحي
أحد الأشياء التي ساعدتنا خلال مرحلة العزل المنزلي ولا تزال تساعدنا هو أننا نعرف أننا لا نواجه هذا الوضع وحدنا. لقد خفف ذلك الخوف والتكدر والإحباط كثيرًا.
هذه الظاهرة هي ظاهرة عالمية فعلًا. المشاركة كانت مصدرًا للراحة لنا جميعًا. وبنفس الشكل، المرحلة القادمة ستكون تجربة مشتركة بيننا أيضًا.
حان الوقت لتحضير أنفسنا لهذه المرحلة. فالعديد من البلاد الأوروبية والولايات الأمريكية بدأت بالفعل في تخفيف القيود.
وفي هذا الصدد، أدخلوا العديد من التغييرات لتخفيف العبء الموضوع على السكان وبدؤوا أيضًا في استعادة الأنشطة الاقتصادية الاعتيادية، وذلك مع الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية الملائمة.
يعني ذلك أننا نحتاج للعمل على نقاط القوة النفسية التي ستساعدنا على الانتقال للمرحلة الجديدة بأفضل شكل ممكن. لنكتشف مفاتيحها معًا.
المسؤولية كأداة لإدارة الخوف
منظمة الصحة العالمية لا تزال تحذر: الوباء لم ينته بعد. يعني ذلك أننا سنعيش لعدة أشهر إضافية بدون علاجات أو لقاحات. يمكن لهذا الوضع أن يولد موقفين خطيرين:
- الأول هو أن العودة النسبية للأوضاع الطبيعية ستجعلنا ننسى الخطر الكامن. فالرغبة في استعادة الخطط والروتين المعتاد قد تخفض وعي الناس بالمخاطر المحتملة التي لا تزال موجودة. تحضير أنفسنا لهذه المرحلة لا يجب أن ينسينا خطر الفيروس.
- الثاني هو الخوف المستمر من العدوى. في هذه الحالة، يجب أن نكون واعين بمسؤوليتنا الشخصية. الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها احتواء الفيروس والسماح بتخفيف القيود هي التزام الإجراءات الوقائية والاهتمام بالنظافة الشخصية.
اقرأ أيضًا:
المرونة العقلية وتقبل التغيير
يحاول الفلاسفة، علماء الاجتماع وعلماء النفس توقع شكل العالم بعد انتهاء الأزمة.
وفي هذه الأثناء، لا نستطيع التأكد من شيء. مع ذلك، قبل الوصول إلى هذه المرحلة، سندخل بالتأكيد في فترة وسيطة بين المرحلتين. نتحدث هنا عن الفترة بين رفع القيود التدريجي وتطوير لقاح فعال ضد الفيروس.
لذلك، بجانب المسؤولية الشخصية التي ذكرناها أعلاه، يجب علينا جميعًا أن نتحلى بالمرونة العقلية وأن نكون منفتحين للتغيير.
يمكن تحقيق عن طريق العمليات التالية:
- التقبل. حياتك السابقة لن تعود كما كانت بالضبط، ويمكن لبعض التغييرات الطارئة أن تجعل بعض الجوانب في حياتك مختلفة تمامًا.
- القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية. حتى تكون مستعدًا، من الضروري أن تكون قادرًا على التعامل مع مشاعر كالإحباط، الغضب والحزن. من الطبيعي الشعور بهذه المشاعر، ولكن لا تدعها تسيطر عليك.
- التكيف. بعد إدراك الواقع الجديد، تحتاج إلى فهم أنك لن تستطيع تغييره؛ تستطيع فقط التكيف معه.
- المرونة. في مواجهة هذا الموقف، يجب عليك الاستمرار في التحضير لمشاريعك وتحقيق أهدافك. هذه العمليات تتطلب مرونة عقلية، ابتكار والقدرة على الإبداع.
الأمل والوعي الناقد
يصر العديد من الخبراء على أن الأزمة الحالية تتطلب منا درجة عالية من الوعي الناقد.
فاستراتيجية الخروج والتقدم التدريجي نحو الواقع الجديد الذي ينتظرنا يدفعانا إلى التفكير في العديد من الأمور، على المستوى الاجتماعي والعائلي.
هذا الأمر سيساعدنا على إحداث تغيير حقيقي. هذا التغيير سيكون له تأثير كبير على شكل العالم، ونأمل أنه سيحسن جميع جوانب مجتمعاتنا.
وحتى تصبح هذه التغييرات حقيقية، نحتاج إلى تحقيق توازن داخلي مناسب. نعم، من الطبيعي الشعور بالخوف وانعدام الأمان بشأن المستقبل. ولكن يجب علينا التحرك تقدمًا إلى الأمام برغم هذا الخوف.
نستطيع القيام بذلك عن طريق التزام الأمل والتفاؤل والوضوح. هذه فرصة رائعة للبشر، وتستطيع أن تكون جزءًا من التغيير القادم.