الغفران والصفح - حاملو الضغائن لا يمكنهم الشعور بالسعادة أبدًا

يصعب التعامل مع الشخص الذي يشعر بالبُغض لأنك قد تصيبه بالضيق بطريقة أو بأخرى من أي شيء تقوله أو تفعله. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع.
الغفران والصفح - حاملو الضغائن لا يمكنهم الشعور بالسعادة أبدًا
Sara Ramo González

تمت المراجعة والموافقة من قبلتمت المراجعة والموافقة عليها من قبل طبيبة نفسية Sara Ramo González.

كتب بواسطة Raquel Lemos Rodríguez

آخر تحديث: 11 أكتوبر, 2022

إن حمل الضغائن هو شعور سلبي يمكن أن يتسبب بالفعل في تدمير الصحة النفسية، وهذا يحدث نتيجة عدم قدرة هذا النوع من الأشخاص على الغفران أو نسيان الأذى الذي سببه لهم الآخرون.

فسواءً كان ذلك شيء ما فعله أو قاله شخص آخر، فإن هؤلاء الأشخاص ليس بإمكانهم التعايش لإيجاد السعادة، وذلك لأنهم يستمرون في الحياة وهم يحملون شظايا من النيران فوق أكتافهم.

فهم يفتقرون إلى المصادر اللازمة لتحقيق قدرتهم على الغفران والتسامح، ومن ثَم يتولد لديهم شعور عميق بالحزن والأسى.

الشعور بالبُغض يختلف الانتقام

يعتقد بعض الناس أن البغض والانتقام هما نوعان متلازمان من الشعور، ولكن على العكس، فكلاهما شعور يختلف عن الأخر.

فالبغض هو شعورنا بالأذى، والذي يجعل لدينا الرغبة في جعل الآخرين يدفعون ثمن ما فعلوه.

يد رجل تمسك بفتاة وهي تحترق

أما الانتقام من ناحية أخرى فهو يعني أن نتصرف بعدوانية مع الآخر، وأن نفعل كل ما يسعنا لتحويل حياته إلى جحيم، وذلك ردًا على ما اقترفه في حقنا.

وعلى الرغم من أن كلا من البغض والانتقام قد يظهران معًا في بعض الأوقات، إلا أن الشخص الذي يشعر بالبُغض هو إنسان سلبي بطبيعته.

هذا الإنسان لا يتصرف أبدًا وفقًا لرغبته الخاصة، وهذا الأمر يختلف كليًا عن الأشخاص الانتقاميين.

إن الأشخاص الذين يحملون الضغائن يختزنون بداخلهم مشاعر الكراهية والغضب، فقد يتمنون المرض مثلًا لإنسان آخر، ولكنهم نادرًا ما يعترفون بمثل هذه الأفكار.

إنهم يكرسون أنفسهم للانتقاد، والحكم على الآخرين، والتقليل من شأنهم، وينشرون حولهم سلوكهم السام.

السمات الشخصية للأشخاص غير القادرين على الغفران

الآن وبعد أن عرفت القليل عن الشعور بالبُغض، فربما أنك تتسائل: كيف يمكن التعرف على شخص يحمل في داخله هذا الشعور؟

أو ما هي بعض السمات التي قد تميز هذا الإنسان؟ فلنلق نظرة على بعض تلك السمات.

غضب السحب والقدرة على الغفران

الأشخاص الناقمون لا يمكنهم أبدًا الغفران أو النسيان.

بعض الناس لديهم القدرة على التسامح ولكنهم لا ينسون أبدًا، أما الأشخاص الناقمون، فهم يخدعون أنفسهم، ظانين أنهم قد سامحوا شخصًا ما.

ولكن الحقيقة هي أنهم ما زالوا يضمرون في داخلهم مشاعر سلبية تجاه هذا الإنسان غير قادرين على الغفران أو الصفح.

إنهم لا يتعلمون من الماضي، هم دائمًا ما يتعلقون بما مضى، فلا يسعهم أبدًا أن يتعلموا من تجاربهم السيئة.

غير قادرين أبًدا على الاعتراف بأخطائهم

إن الأشخاص الذين يتمسكون بمشاعر البُغض أو الكراهية يعتقدون دائمًا أنهم مثاليون، ولا يمكن أبدًا أن يقعوا في الأخطاء.

وهذا يجعلهم في منتهى القسوة مع الآخرين، ويدفعهم نحو التصرف بطريقة مختلفة عن رغبتهم الخاصة.

يشعرون بالضيق بسهولة

يصعب التعامل مع الشخص الذي يشعر بالبُغض لأنك قد تصيبه بالضيق بطريقة أو بأخرى من أي شيء تقوله أو تفعله.

يعتقدون أنهم أفضل من الآخرين

إن الأذى الذي قد يسببه لهم شخص آخر يساعد على تمادي هؤلاء الأشخاص في تمثيل دور الضحية.

وهذا بدوره يشوش رؤيتهم للخطأ الذي يشوب طريقتهم في التفكير، فيكون فهمهم للحقائق غالبًا بطريقة خاطئة.

الحياة في نظرهم مسرحية اجتماعية

إن حياة الإنسان الناقم، أو الشخص الحامل للضغائن تمضي دائمًا داخل دائرة من المخاوف وعدم القدرة على تجاوز أحداث الماضي.

فهي وكأنها مسرحية اجتماعية يلعبون فيها دائمًا دور الضحية.

هل تتماشى تلك السمات مع إنسان مألوفٍ بالنسبة لك؟ هل تجد بعضًا من هذه السمات في داخلك؟

إن الشعور بالبُغض، مثله كأي شعور، يمكن التغلب عليه، ولكن يجب عليك فقط أن تنتبه إليه.

كل إنسان يمتلك القدرة على التغيير

إذا استطعت تحديد العديد من السمات التي ذكرت أعلاه، فمن الضروري أن تراجع أحوالك مع المحيطين بك.

وحاول أن تتحلى بعقلية متفتحة أكثر تجاه كل ما ينقلونه إليك من أقوال أو أفعال.

فتاة تشعر بالحزن

إن التحدث مع الآخرين، وتبادل وجهات النظر سيساعدك على أن تميز متى تكون على خطأ.

كما سيساعدك ذلك على إدراك السبب وراء حملك لكل هذه الضغائن وعدم قدرتك على الغفران والصفح، وسيجعلك قادرًا على الوصول إلى ما يمكن أن تفعله للتغلب على هذا الشعور.

قد يصعب تحقيق هذا الأمر، فالأشخاص الناقمون غالبًا ما ينكرون أنهم كذلك، فهم يظنون أنهم يقدمون الغفران للآخرين عن خطاياهم رغم أنهم في الحقيقة ليسوا كذلك.

وعلى ذلك فنحن بحاجة إلى تقبل النقد الصادق، وأن ندرك أنه لن يروق لنا كل كلمة تخرج من أفواه الأشخاص المحبين لنا.

فإذا كنت تعرف إنسان، أو لو كنت أنت نفسك إنسان يحمل الضغينة في داخله، فعليك أن تتذكر دائمًا أن كل إنسان يمتلك القدرة على التغيير.

لذلك فلا تعتقد أن كل شخص ناقم سوف يبقى هكذا إلى الأبد، لأنه إذا انتبه إلى هذا الشعور، فيمكنه أن يتوقف عن التمادي فيه.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Maganto, Carmen ; Garaigordobil, M. (2010). Evolucion del Perdon:diferencias generacionales y diferencias de sexo. Revista Latinoamericana de Psicología.
  • Ramírez Patiño, M. (2016). Sobre el resentimiento y el perdón: una réplica a Ricardo Gibu. Open Insight. https://doi.org/10.23924/oi.v7n12a2016.pp33-51.177
  • Kancyper, L. (2000). La memoria del rencor y la memoria del dolor. Revista Asociación Escuela Argentina de Psicoterapia Para Graduados.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.