الإجهاد العقلي - اكتشف معنا أسبابه، تأثيراته وكيفية التعامل معه
برغم أننا نقضي معظم أوقاتنا داخل منازلنا هذه الأيام، إلا أننا لا نزال نشعر بالتعب البدني والنفسي، وهو أمر طبيعي تمامًا. من المهم أن ندرك أن تأثير آخر من تأثيرات الوضع الحالي هو الإجهاد العقلي .
“هل من الآمن الخروج مجددًا؟” “ماذا سيحدث بعد فترة العزل؟” “ما الإجراءات الوقائية التي يجب عليّ الالتزام بها في المرحلة القادمة؟” “ماذا سيحدث لوظيفتي؟”
يفكر مؤخرًا العديد من الناس في هذه الأسئلة وغيرها باستمرار، فانعدام اليقين المميز لهذه الأزمة يتسبب في كثير من القلق والتوتر.
وعندما تتعرض عقولنا لهذا النوع من الضغط، يصبح اتخاذ أي قرار، أيًا كان حجمه أو أهميته، مجهدًا.
أحيانًا مجرد التفكير في تحضير طعام الغداء، كيفية إقناع الأطفال بأن وقت النوم قد حان، أو دفعهم إلى القيام بواجباتهم قد يصبح تحديًا كبيرًا.
من المهم التذكر أن جميع هذه التجارب والمشاعر طبيعية. نحن لا ننهار أو نصاب باضطرابات عقلية أو أمراض نفسية. إنها ردة فعل متوقعة للانعزال الذي نمر به.
ننصحك بقراءة:
الإجهاد العقلي والانعزال الاجتماعي
يخبرنا الخبراء بأن الانعزال الاجتماعي ليس المصطلح الصحيح لوصف ما نمر به حاليًا.
البشر كائنات اجتماعية، ونحن نصبح جزءًا من المجتمع عند لحظة الولادة، ولذلك لا يمكننا إخراج أنفسنا ببساطة من هذه السيناريو.
وبرغم أننا لا نستطيع مغادرة منازلنا بشكل طبيعي، إلا أننا لا نزال جزءًا من المجتمع.
بدلًا من الانعزال الاجتماعي، يجب علينا أن نتحدث عن الانعزال البدني أو المادي، فهذا ما نعيشه الآن بسبب أزمة فيروس كورونا.
ولكن، بغض النظر عن التعريف الدقيق لهذا النوع من الانعزال، يوجد حقيقة لا جدال فيها: الانعزال ضار بالنسبة لنا وأدمغتنا تستجيب بأشكال مختلفة عديدة لهذا الموقف غير المتوقع.
زيادة الحِمل الإدراكي
عند التحدث بشأن العمليات الإدراكية، نشير إلى النشاط الناتج عن الدماغ.
أمثلة على ذلك تشمل تركيز الانتباه، تفسير المدخلات القادمة من الحواس المختلفة، اتخاذ القرارات، معالجة الأحاسيس، التعلم، ابتكار أشياء جديدة، وغير ذلك.
هذا التدفق الاستثنائي لنشاط المخ يتأثر بالبيئة المحيطة بنا، وأيضًا بالطريقة التي تختارها لتفسير الأمور التي تحدث من حولك.
والبقاء في نفس المساحة المادية لساعات وساعات يزيد من الضغط على المخ. وذلك لأنه يحتاج إلى تغيرات، أضواء، أصوات، تفاعلات، ومحفزات جديدة لينشط.
إذا لم تتغير البيئة المحيطة بك، ستشعر بالإحباط والحزن أو القلق، وهو ما يؤدي بدوره إلى الإجهاد العقلي أو التشبّع العقلي.
في هذه الحالة، تصبح جميع العمليات الإدراكية التي تحدثنا عنها صعبة بالنسبة لك، حتى تلك التي تتسم بالسهولة في الظروف العادية.
الظروف الحالية لا تساعدنا على اتخاذ قرارات جيدة
عندما تعاني من الإجهاد العقلي، لا تكون في حالة مناسبة للتفكير طويل الأمد.
وهذا مهم بشكل خاص فيما يتعلق بعملية اتخاذ القرارات. فأنت تحتاج فيها إلى تحديد التغييرات التي ترغب في إدخالها على حياتك، والاستراتيجيات التي ستطبقها لتحقيق ذلك.
ولكن، في الظروف الصعبة التي نمر بها، يصبح من الصعب على المخ الاختيار، التخطيط، التحليل، وغير ذلك من العمليات المهمة عند اتخاذ القرارات.
المخ المجهد قد يستطيع أن يقرر أخذ قيلولة أو الحاجة إلى تحضير فنجان من القهوة، ولكن ليس أكثر من ذلك.
كيفية التعامل مع الإجهاد العقلي
برغم أن هذا الوضع جديد كليًا علينا، إلا أن هناك بعض الوصايا التي تستطيع اتباعها عند التعامل مع هذا الإجهاد العقلي.
- الإجهاد العقلي شائع عند مواجهة الظروف الضاغطة. فلا تعتقد أنك مصاب بمشكلة أو شيء من هذا القبيل.
- الوقت الحالي ليس مناسبًا لاتخاذ قرارات طويلة الأمد. ركز حاليًا على الحاضر وعلى صحتك. سيساعدك هذا الأمر على تخفيف العبء العقلي ومستويات القلق التي تشعر بها.
- قم بعمل والتفكير في شيء واحد في الوقت الواحد. يصبح العقل مجدًا ومشبّعًا عندما يحاول التكيف مع عدة أمور في نفس الوقت. على سبيل المثال، ما تحتاج إلى القيام به الآن، ما يقلقك ويخيفك بشأن المستقبل، ما قمت به أمس، ما تخطط له غدًا، إلخ.
خطوة بخطوة
لكل ما ذكرناه، من المهم الاعتياد على التركيز على شيء واحد فقط في المرة الواحدة.
إذا كنت تتناول الإفطار، ركز على الأكل والاسترخاء. إذا كنت تعمل عن بعد، ركز تمامًا على عملك.
إذا قررت القيام بأي شيء، كرّس نفسك حصريًا له. وعند الانتهاء، انتقل إلى التالي.
أخيرًا وليس آخرًا، تقبل جميع مشاعرك دون الحكم على نفسك ضروري لصحتك. وفي جميع الأحوال، تعامل مع مشاعرك السلبية وأي مشاكل تظهر في حياتك بهدوء.