أكبر معمر في العالم صاحب الـ 145 عامًا
يُقال أن الموت قد نسي مُباه جوثو، فهذا الرجل المُسن هو أكبر معمر في العالم عن عمر يناهز 145 عامًا.
يصعب تصديق ذلك، فعلى الرغم من الاعتياد على سماع قصص أشخاص بلغت أعمارهم قرنًا من الزمن، إلا أننا لم نرى مثل هذه الحالة رؤي العين من قبل.
أما الآن فنحن بصدد ما لا يمكننا أن نتركه يمر دون ذكر أو اهتمام، فالسيد جوثو لم يعُد يرغب في الحياة أكثر من ذلك.
فكما ورد عن لسانه: ” إنني أنتظر الموت بهدوء ودون خوف، على الرغم من أنه، فيما يبدو، يتحاشى مقابلتي.”
يطمع الكثير من الناس في معرفة السر وراء صحة أكبر معمر في العالم والإجابة التي وردت على لسان بطل قصتنا هي إجابة لطيفة للغاية.
أكبر معمر في العالم
ولد مُباه جوثو في 31 ديسمبر عام 1870، وهذا التاريخ مُسجل في بطاقته الشخصية، وكذلك في السجلات الرسمية لجزيرة جاوا، حيث عاش ووُلد منذ نحو 145عامًا.
وإذا كان ذلك صحيحًا، فإن هذا الرجل يكون هو بالفعل أكبر معمر في العالم عرف حتى الآن.
وقد قامت بتسجيله السيدة جين كالمنت وهي سيدة فرنسية توفت عن عُمر يناهز نحو 122 عامًا.
قد تتساءل، لماذا لم يتم تسجيل اسم السيد جوثو بموسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية؟ والإجابة ببساطة تعود للأسباب التالية:
- إن جميع المعلومات الرسمية الخاصة بتاريخ ميلاد مُباه جوثو موجودة فقط داخل جزيرة جاوا.
- ولكي يتم الدخول إلى موسوعة جينيس، لابد من وجود مصدر ثالث للتحقق من الشخصية، ولم يكن ذلك متاحًا في هذه الحالة.
- ويعود ذلك أيضًا – إلى حدٍ كبير – إلى أنه لم يكن من الشائع استخدام السجلات الرسمية حتى بداية القرن العشرين.
وعلى الرغم من عدم تسجيله رسميًا كأكبر معمر في العالم، إلا أن الجميع مقتنعون بحقيقة عمر هذا الرجل.
عانى بسبب فقدان أفراد عائلته
إن الحياة الطويلة تمنحنا فرص عديدة، فهي تسمح لنا بالتعلم، وتصحيح الأخطاء، والنهوض بعد الفشل، بل تسمح لنا أيضًا بالبدء من جديد لمرات ومرات.
مُباه جوثو عاش حياة جميلة كما يقول، ولكنه الآن لا يحمل معه سوى الذكريات الحزينة.
- إنه قام بدفن 4 زوجات، وودع جميع أبنائه وإخوته، وهم إجمالًا نحو عشرة أشخاص.
- وهو على علمٍ تام بأن موقفه هذا ليس طبيعيًا، فقانون الحياة يُحتم أن يقوم الأبناء بدفن الآباء، وليس العكس.
إنه عندما يستيقظ من النوم كل صباح يشعر أنه لابد أن يتقبل في داخله عددًا لا حصر له من الذكريات التي تخص أشخاص لم يعُد لهم أي وجود.
فما هم إلا مُجرد أصداء للماضي تذكره فقط بالحياة الطويلة التي عاشها، وتدفعه دائمًا نحو سؤال واحد: لماذا؟
لماذا ظل هو باقيًا هنا، بينما خلد آخرون كانوا يحبونه حبًا شديدًا إلى الراحة الأبدية منذ وقتٍ طويل؟
اليوم، لقد استسلم السيد مُباه جوثو إلى أسلوب حياته المتواضع، ويعيش وسط أحفاده وأبناء أحفاده.
سر عمره الطويل
ويشرح لنا السيد جوثو أن السر وراء عمره الطويل يكمُن في سببين أساسيين:
- الأول هو أنه يعيش وسط أُناس يحبونه، فالحب هو مُحرِك الحياة.
- أما السبب الثاني فهو الثقافة السائدة داخل جزيرة جاوا، وهنا يوجد مثل رائع يجب علينا جميعًا أن نتذكره، ألا وهو ” الإنسان الصبور يعيش لفترة أطول.“
ويخبرنا مُباه جوثو أنه طالما كان شخصًا صبورًا إلى أبعد الحدود، فقد ركز حياته ووجوده على مبدأ ” التقبل”.
كان دائمًا ما يدع الأمور لتسير في مجراها، ويراقب ما يدور حوله بهدوء دون أي شعور بالغضب.
هذا لدرجة أن أحفاده يقولون أن جَدهم لا يشكو أبدًا من أي شيء، ويتقبل أي شئ تقدمه له ليأكله، ويقدم الحب دون أن يطلب أي شيء في المقابل.
عقلٍ واعٍ يرغب في الرحيل
إن الأمنية التي يحملها أكبر معمر في العالم في قلبه لأكثر من عشرين عامًا هي أن يأتي الموت ليُغمِض عينيه، ويجمعه بعائلته مرة أخرى.
- ولكن هذا اليوم لم يأت بعد، كما أن جيران وأصداقاء هذا الرجل العجوز يرغبون في إبقائه بجانبهم لمزيد من الوقت.
- ويقولون أنه مصدر للحكمة يتحدث إليهم عن الماضي الذي لا يمكن أن يتذكره أي إنسان آخر.
يُقَدره شعبه كثيرًا لأنه في أعينهم بطل تصدى للمحتلين، وذلك لأنه شارك في الحرب ضد اليابانيين، وكذلك لأنه على مدار حياته ظل يعمل بيديه ليعول أسرته.
وعلى الرغم من الإعجاب الذي يشعر به كل هؤلاء تجاه هذا الرجل، إلا أننا نستطيع أن نتفهم السر وراء رغبته.
فالحياة الطويلة تُثقل دائمًا على كاهل الإنسان، والسنين تجلب شعورًا بالإنهاك، وفوق كل هذا تجعلك تودع جميع أحبائك.
إن أكبر معمر في العالم يرغب في إغماض عينيه لأن حياته كانت طويلة ومليئة بالأحداث، ومَثَله كمَثَل أي محارب عظيم، إنه ببساطة يتمنى الحصول على الراحة التي يستحقها.