مساعدة الطفل على التكيف عند التحاقه بمدرسة جديدة

عند الانتقال إلى مدرسة جديدة، يحتاج الأطفال إلى فترة كي يتكيفوا مع الواقع الجديد. من خلال هذا المقال تعلم كيف يمكنك مساعدتهم على التكيف.
مساعدة الطفل على التكيف عند التحاقه بمدرسة جديدة

كتب بواسطة Antonella Grandinetti

آخر تحديث: 09 أغسطس, 2022

يكون اليوم الأول للطفل في مدرسة جديدة مليئًا بالقلق والخوف. إنه أمر شائع لدى معظم الأطفال، بغض النظر عن أعمارهم أو المرحلة الدراسية التي يكونون بها. وتصل فترة التكيف في الواقع إلى بضعة أشهر، حتى يبدأ الطفل الإحساس بالراحة بين معلميه وزملائه الجدد في الفصل.

من واجبنا كآباء أن نساعد أطفالنا من أجل التغلب على هذا القلق الذي قد ينتج عن انتقالهم إلى مدرسة جديدة خلال حياتهم الدراسية. دعنا ننظر معًا إلى نصف الكوب الممتلئ ونستعرض كافة الجوانب الجيدة لهذه التجربة الجديدة.

ما هو مصدر الخوف والقلق عندما يتعلق الأمر بانتقال الطفل إلى مدرسة جديدة ؟

طفل خائف يحتضن والدته

الخوف من المجهول هو أحد الأسباب وراء القلق الذي يظهر لدى الأطفال عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى مدرسة جديدة.

بغض النظر عن عمر الطفل، يعتبر ظهور القلق والمخاوف المختلفة من الأمور شبه المؤكدة عندما نتحدث عن تغيير بهذا الحجم في حياتهم الدراسية. نحتاج فقط أن نتعاطف مع ما يمرون به، وعندها لن يكون من الصعب فهم ما يحدث لهم.

مدرسة جديدة تعني بداية جديدة للصغار (وليس بالضرورة هنا أن تكون أعمارهم صغيرة جدًا). دعونا نستعرض الآن عدد من العوامل التي تتسبب في ظهور هذا الخوف والقلق:

  • المجهول: كل شيء جديد على الطفل، وهو لا يعرف كيف ستعمل الأشياء أو ما الذي ينتظره.
  • عدم وجود أصدقاء: إن المدرسة الجديدة للطفل تعني الدخول إلى فصل دراسي حيث يكون كل من فيه أصدقاء ويعرفون بعضهم البعض. حيث يدخل الطفل على مجموعة قائمة بالفعل، وهو لا يمتلك أي أصدقاء. من المنطقي أن يكون هذا الموقف مصدرًا للخوف والقلق لدى الطفل.
  • خسارة الأصدقاء القدامى: هناك إحساس شائع أيضًا يسيطر عليهم بالخوف من فقدان أصدقائهم بالمدرسة القديمة. وتتركز أفكارهم حول هذا الأمر في أنهم سوف ينسون بعضهم البعض ولن يتمكنوا من رؤية بعضهم البعض مرة أخرى.

تذكر جيدًا أن فترة التكيف قد تختلف من طفل لآخر حسب أعمارهم (عادة ما يتكيف الأطفال الصغار بشكل أسرع من الأطفال الأكبر سنًا)، وشخصياتهم (يحتاج الأطفال الخجولون عادة إلى مزيد من الوقت للتكيف). فقط تحلى بالصبر وساعد طفلك خلال هذه الفترة الصعبة.

كيف تساعد طفلك عند التحاقه بمدرسة جديدة

على الرغم من أنه أمر شائع أن يتسبب انتقال الأطفال إلى مدرسة جديدة في بعض القلق، إلا أنه من واجب الآباء أن يبقوا هذا الأمر تحت السيطرة. لا تنسى أننا نحن الآباء نمثل المرآة التي يرى أطفالنا أنفسهم فيها. نحن القدوة التي يتبعونها.

دعونا نلقي نظرة على بعض النصائح الجيدة التي سوف تساعد طفلك على التكيف عند الانتقال إلى مدرسة جديدة خلال حياته الدراسية.

قبل تغيير المدرسة

التقرب من الطفل يساعده على التكيف عند الانتقال إلى مدرسة جديدة

إن التعاطف والحوار الفعال مع الأطفال يساعدهم في اكتساب عادات جديدة.

  1. أخبرهم بالتغيير فقط عندما يكون مؤكدًا: إن الحديث مع الأطفال حول الاحتمالات لن يؤدي إلى أي نتيجة، ولكنه سوف يرهق أذهانهم فقط. تحدث معهم حول انتقالهم إلى مدرسة جديدة عندما تكون متأكدًا من هذا الأمر.
  2. اشرح لهم الأسباب: إن التحدث مع أطفالك حول الأسباب التي كانت وراء التغيير هو السبيل الوحيد حتى يتفهموا ضرورة هذا الأمر. فعلى الرغم من صغر سنهم، إلا أنهم لديهم القدرة على التفكير. تسلح بالصبر وجاوبهم عن كافة أسئلتهم، وتحدث بصراحة!
  3. قدم لهم معلومات مهمة: أخبرهم بموعد بدء الدراسة في مدرستهم الجديدة، والكيفية التي سيتم من خلالها تنظيم أيامهم، والكيفية التي تدار بها المدرسة، وأي شيء آخر قد تعتقد أنه سوف يساهم في تقليل القلق لدى أطفالك.
  4. كن متعاطفًا معهم: إنه وقت صعب حقًا على أطفالك. ضع نفسك مكانهم ولا تفقد أعصابك، يحتاج أطفالك في هذا الوقت إلى تفهمك وحبك ودعمك.
  5. قم بزيارة المدرسة: تعرف على المدرسة الجديدة قبل بدء الدراسة (أو خلال يوم الانتقال). من المهم لأطفالك أن يكون لديهم فكرة عن المدرسة قبل أن ينتقلوا إليها. تواصل مع المدرسة حول إمكانية عمل زيارة إليها.
  6. استفد من الأنشطة الغير دراسية: إذا كانت المدرسة تستضيف بعض الأنشطة خارج الأوقات الدراسية، فمن الجيد أن تقوم بتسجيل أطفالك في بعض منها. اختر نشاطًا يحبه أطفالك، ودعهم ينخرطون ببطء ويعتادون على المدرسة والزملاء الجدد. بهذه الطريقة، وبحلول الوقت الذي ينتقلون فيه إلى هذه المدرسة الجديدة، فلن يكون لديهم هذا الشعور المزعج بأنهم “الطفل الجديد” على الفصل.

اليوم الأول في الفصل

طفلة في مدرسة جديدة مع نوبة من البكاء قبل مغادرة والدتها

يجب أن نسعى لجعل اليوم الأول لطيفًا على أطفالنا من أجل تقليل القلق

  1. أيقظ طفلك بحب: استغل الصباح من أجل تناول وجبة الافطار معهم دون استعجال. وحاول خلال ذلك أن تهدئ من قلقهم.
  2. رافقهم إلى المدرسة الجديدة: لا يهم ما هو عمر طفلك في هذا الوقت، لأنه بالضرورة سيحتاج إليك من أجل التغلب على الرهبة في مواجهة المعلم وزملاء الصف الجدد. كن بجانبهم من أجل توفير الدعم الذي يحتاجون إليه.
  3. استمع إليهم: دعهم يعرفون أنك تتفهم مخاوفهم وإحساسهم بعدم الأمان.
  4. كن دقيقًا في مواعيدك: سواء عند توصيلهم أو عند استلامهم من المدرسة. من المهم أن يصل طفلك في الوقت المحدد صباحًا إلى مدرسته الجديدة. وعلى نفس القدر من الأهمية يجب أن يراك الطفل وأنت تنتظره في ميعاد انصرافه من المدرسة.
  5. إذا دخل طفلك في نوبة من البكاء: (في حالة الأطفال الصغار) أكد لهم أن كل شيء سيكون على ما يرام، ولكن لا تعود بهم إلى المنزل قبل موعد انصرافهم من المدرسة!
  6. انتبه للعلامات والإشارات: بعض الأطفال لا يميلون إلى إخبار أهلهم بكافة الأمور التي تحدث معهم في المدرسة. والبعض الآخر لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم بشكل جيد. إذا كان طفلك أحد هذه الحالات، راقبه جيدًا وحاول أن تلاحظ ما إذا كان يظهر أي تغيير في الشخصية أو السلوك، حتى تعرف الكيفية التي يتعاملون بها مع هذا الوضع الجديد.

أثناء فترة التكيف والتأقلم

طفلة سعيدة داخل الصف الدراسي

تختلف مدة فترة التكيف باختلاف شخصية الطفل وعمره.

  1. لا تنس أننا تحدثنا عن حاجة الطفل لفترة تكيف: فمن الصعب بل ومن المستحيل توقع المدة الزمنية اللازمة لكي يشعر طفلك بالراحة داخل مدرسته الجديدة. تعامل مع الأمر بهدوء، وتذكر أن كل شخص يختلف عن الآخر فيما يتعلق بمقدار الوقت الذي يحتاجه للتكيف مع وضع جديد.
  2. لا تفقد صبرك إذا أخبرك الطفل بأنه لا يرغب في الذهاب إلى المدرسة: قد لا يكون موضوع التكيف يسير بالشكل المطلوب. استمع إليه وحاول مساعدته، ولا ترهقه بمزيد من الضغوط النفسية، وتوجيه الاتهامات، والصوت العالي.
  3. تواصل مع أولياء الأمور الآخرين: حاول اكتشاف الأطفال في الفصل الذين يحبهم طفلك، وتواصل مع ذويهم. قم بدعوتهم إلى منزلكم للعب مع طفلك وتناول الطعام، وهو ما سيساعد طفلك كثيرًا على “إذابة الجليد” في علاقته معهم.
  4. استمع إليهم أكثر مما تتحدث: دع أطفالك يعبرون عن أنفسهم، حاول أن تفهمهم، ولا تستخدم العبارات التقليدية في حواراتك معهم. فكل شخص في هذه الحياة يتعامل مع التغييرات التي يمر بها بشكل مختلف.

يمكن أن تكون عملية التكيف مع المدرسة الجديدة مسألة طويلة ومعقدة، ويعتمد ذلك بشكل أساسي على خصائص كل طفل بشكل منفصل. تسلح بالصبر والتعاطف! فهذا فقط ما سيجعلك قادرًا على مساعدة أطفالك.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.