عسر القراءة - الأعراض وكيفية تشخيص الحالة

تشخيص عسر القراءة ليس بالمهمة السهلة، فلا يوجد فحوصات أو أشعة معينة تثبت وجود المرض. إذن، كيف يمكن تشخيص الحالة؟ تابع القراءة لاكتشاف الإجابة.
عسر القراءة - الأعراض وكيفية تشخيص الحالة

آخر تحديث: 17 أكتوبر, 2020

تشخيص حالة عسر القراءة عملية تتطلب اهتمامًا كبيرًا. وفي الواقع، يفضل المتخصصون التمهل وأخذ بعض الوقت فيما يتعلق بتحديد وجود الاضطراب، فذلك يفتح الباب لمدى واسع من العلاجات المستقبلية المحتملة.

تعتمد جودة حياة المريض بحالة عسر القراءة على أمرين. الأمر الأول يتعلق بسرعة اكتشاف الاضطراب. الأمر الثاني يتعلق بالدعم الذي يحصل عليه من بيئته. العلاجات متعددة التخصصات هي المفتاح لإدماج المريض في حياة اجتماعية وطبيعية.

حالة عسر القراءة

قبل تشخيص عسر القراءة، من المهم تعريف الحالة. باختصار، تشير هذه الحالة إلى اضطراب تعلم، يمس القدرة على القراءة والكتابة على وجه التخصيص، ويظهر في فترة الطفولة. يظهر هذا الاضطراب في عدم قدرة الطفل على تلبية بعض المعايير المتوقعة من الطفل حسب سنه.

الأمر المثير للاهتمام بخصوص هذا الاضطراب هو أن المصابين لا يعانون عادةً من مشاكل مرتبطة يمكن من خلالها تفسيره. يعني ذلك أنه لا يوجد تغيرات أو علامات جسدية أو عقلية تؤثر على عملية التعلم.

يلاقي الطفل الذي يعاني من عسر القراءة صعوبة كبيرة في التعرف على كل حرف من حروف الأبجدية والتفريق بينها. صوت الكلمات يكون غريبًا جدًا بالنسبة له أيضًا. لا يستطيع الطفل المصاب القراءة بشكل طبيعي إلى درجة أنه يغير أو يبدل أو حتى يشوه المقاطع اللفظية. وعندما يكتشفون صعوبة معالجتهم للنصوص، تصبح عملية القراءة بطيئة جدًا.

بعض الخبراء يشيرون إلى أن المشكلة الأساسية هنا تكمن في عدم القدرة على فك تشفير الرسالة. الطفل المصاب بعسر القراءة لم يطور القدرة على فهم الشفرات التي يستخدمها الآخرون للتحدث. نتيجة لذلك، يكون غير قادر على فهم المعنى المناسب للكلمات التي يستخدمها.

أعراض عسر القراءة

تشخيص هذه الحالة صعبًا لعدم وجود فحوصات مؤكدة. لذلك، يحتاج الفرد إلى تلبية معايير محددة لاعتباره مصابًا بالاضطراب. لنلق نظرة على هذه المعايير.

صعوبة القراءة

عسر القراءة

كما هو واضح من اسم الاضطراب، هذا العرض هو العلامة الأولى والأكثر بروزًا. بسبب الاضطراب، لا يستطيع الطفل القراءة بشكل طبيعي لأنه يستعمل العديد من الوسائل الخاطئة للوصول إلى كيفية فهمه لمعنى الكلمات.

فيغير الطفل الحروف، يعدل في المقاطع الصوتية، يدير الكلمات والأصوات، ويقرأ بصورة بطيئة جدًا. بعد انتهائه من القراءة، قد لا يعرف الطفل ما يحويه النص. ويرجع ذلك إلى أن صوت الحروف لا يتوافق مع معنى إدراكي معالج بالفعل في عقله.

صعوبة الكتابة

الصعوبة التي يواجهها المريض في القراءة تؤثر بطبيعة الحالة على قدرته على الكتابة. وعندما يحاول كتابة أفكاره على ورقة، يميل إلى الوقوع في أخطاء كثيرة. على سبيل المثال، يحذف حروفًا من الكلمات، يغير المقاطع، ولا يستخدم علامات الترقيم بشكل مناسب.

يلاقي المصابون أيضًا صعوبة في فهم قواعد اللغة وبناء الجملة لأنهم يفتقرون إلى الأدوات المناسبة التي تمكنهم من التعبير عن أنفسهم. وفي كثير من الأحيان، كل ما يستطيعون كتابته يكون شخبطة غير مفهومة.

قدرات عقلية جيدة

ليس من الغريب أن يفاجئ الأطفال المصابون بعسر القراءة مدرسيهم بامتلاكهم قدرات إدراكية وعقلية جيدة جدًا في جميع الجوانب، باستثناء اللغة بالطبع.

لا يوجد في هذه الحالات أي تخلف عقلي. على العكس تمامًا، فتطور هؤلاء الأطفال في العديد من الجوانب يلبي المعايير المتوقعة لسنهم.

صعوبة إتمام المهام المفرداتية اللغوية

المدرسة هي المكان الذي يتم فيه عادةً اكتشاف عسر القراءة. فالطلاب المصابون لا يستطيعون تنفيذ المهام اللغوية المطلوبة منهم بشكل صحيح. على سبيل المثال، إذا طلب منهم المدرس تحديد حروفًا أو كلمات معينة في نص ما، يشعرون بالضياع الكامل.

مشكلتهم في ترتيب الحروف وتسلسلها تمتد أحيانًا إلى المواد الرياضية والهندسية. ولكن هذا لا يحدث في جميع الحالات.

إذا امتدت المشكلة لدى طفل بهذه الطريقة، يصبح من الصعب عليه تعلم عملية الضرب الرياضية أو ترتيب أيام الأسبوع، على سبيل المثال.

تغير السلوك

تأثيرات عسر القراءة النفسية

عادةً ما يتم اكتشاف عسر القراءة عندما يعاني الأطفال الذين يلاقون صعوبة في المدرسة من ضغط نفسي شديد يؤثر على حياتهم اليومية. فحقيقة تأخرهم عن زملائهم تؤثر عليهم نفسيًا بشكل هائل.

بجانب ذلك، يعتقد البالغون عادةً أن مشكلات الطفل ناشئة عن عدم اهتمامه بالتعليم. وتدريجيًا، يصبح الطفل المصاب بالاضطراب مصنفًا كطالب بطيء وسيء، والذي لا يجب على المدرسين إهدار الوقت في محاولة توجيهه لأنه لن يتعلم أي شيء مهما فعلوا.

في الواقع، يتلقى بعض المرضى تشخيصًا بالاكتئاب قبل تشخيص عسر القراءة. والوقت المهدور في التشخيص الخاطئ يؤخر حصول المصابين على المساعدة التي يحتاجون إليها فعلًا. وأحيانًا يتم وصف بعض العقاقير لهم، والتي لا تفيد حالتهم على الإطلاق.

من المسؤول عن تشخيص عسر القراءة؟

لعدم وجود وسائل تشخيصية مكملة، كالتصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير عصبي مثلًا، يمكن من خلالها تشخيص الحالة، من الطبيعي التساؤل عمن يقوم بالتشخيص وكيف يتم ذلك.

يمكننا أن نقول أن أخصائيي علم النفس التربوي، علم النفس العصبي ومعالجة النطق هم المدربون لهذه المهمة. ومن خلال الفحوصات والتقييمات، يستطيع الفريق متعدد التخصصات جمع ما يكفي من الأدلة للوصول إلى تشخيص سليم.

في النهاية، يحتاج الفريق الطبي إلى الإمضاء على تقرير يؤكد تشخيص المصاب. والخطوة التالية تشمل التزام العائلة وغيرهم من المحيطين بالمصاب بتكييف بيئته والعملية التعليمية على احتياجاته وقدراته.

ختامًا، لا تتردد في طلب المساعدة من المتخصصين في مدرسة الطفل أو في المراكز الصحية المحلية. فتشخيص الحالة مبكرًا يمكن أن يغير مستقبل الطفل.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Lorenzo, Susana Tamayo. “La dislexia y las dificultades en la adquisición de la lectoescritura.” Profesorado. Revista de Currículum y Formación de Profesorado 21.1 (2017): 423-432.
  • Luis Bravo, V., B. Jaime Bermeosolo, and G. Arturo Pinto. “Dislexia fonémica: decodificación-codificación fonémica y comprensión lectora silenciosa.” Infancia y aprendizaje 11.44 (1988): 21-34.
  • Artigas-Pallarés, J. “Dislexia: enfermedad, trastorno o algo distinto.” Revista de neurología 48.2 (2009): 63-69.
  • González, Juan Eugenio Jiménez, Celia Morales Rando, and Cristina Rodríguez. “Subtipos disléxicos y procesos fonológicos y ortográficos en la escritura de palabras.” European Journal of Education and Psychology 7.1 (2014): 5-16.
  • Coalla, Paz Suárez, et al. “Dificultades de escritura en niños españoles con dislexia.” Infancia y Aprendizaje: Journal for the Study of Education and Development 39.2 (2016): 291-311.
  • Jiménez-Fernández, Gracia, et al. “El papel del aprendizaje implícito en la lectura: Dislexia vs Retraso Lector.” AA. VV. Respuestas Flexibles en Contextos Educativos Diversos. Murcia: Consejería de Educación, Formación y Empleo (2012).
  • Artigas-Pallarés, J. “Problemas asociados a la dislexia.” Revista de neurología 34.1 (2002): 7-13.
  • Alves, Rauni Jandé Roama, et al. “Test para la identificación de Señales de Dislexia: Evidencia de la Validez de Criterio.” Paidéia (Ribeirão Preto) 28 (2018).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.