العلاقة الحميمة والعاطفية بين الأم وابنتها

العلاقة العاطفية بين الأمهات وبناتهن، إلى جانب كونها عنصرًا نفسيًا، لها أيضًا تفسير علمي يرتبط بالنظام الحوفي، وذلك ما .يجعلهن متشابهات في آليات الاستجابة
العلاقة الحميمة والعاطفية بين الأم وابنتها

آخر تحديث: 22 سبتمبر, 2020

تتجاوز العلاقة بين الأم والابنة كونها مجرد علاقة  قائمة على التربية والمودة داخل نطاق الرابطة الأسرية البحتة.

وفي دراسة نشرتها مجلة Science Daily، كشف الباحثون عن حقيقة مثيرة للاهتمام حول العلاقة بين الأم والابنة تفيد بأن بنية الدماغ  التي تتحكم بالعواطف، يمكن أن تنتقل من الأم إلى ابنتها.

ولهذا، فإن أطباء الأعصاب والأطباء النفسيين لديهم الآن أساس يمكنهم من خلاله دراسة الاستعداد لكسب سمة شخصية معينة أو حتى مواجهة خطر الاكتئاب، على سبيل المثال.

ولكن يجب أن نكون واضحين، فإن هذه الدراسة التي أجريت في جامعة كاليفورنيا لا تعني ضمنًا أنه إذا كانت أمك تعاني من نوبات عصبية فأنك حتمًا ستعانين منها أيضًا، ولكن هناك مجرد احتمال لحدوث ذلك.

علاوة على ذلك، من المثير للاهتمام معرفة أن قدرات النساء على التعامل مع الشدائد وتحمل الصعاب غير المتوقعة عند مواجهتهن لحالات معقدة هو أمر يمكن أن ينتقل أيضًا عبر هذه الروابط الأنثوية.

إنه حقًا شيء رائع واستثنائي. لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، تابعي القراءة!

الرابطة الخفية بين الأم والابنة

جنين

كما نعلم، تتباين نسبة الإصابة  بالأمراض بين الأشخاص على حسب الجنس.

فعل سبيل المثال، هناك بعض الأمراض  تصيب النساء أكثر من الرجال، مثل الصداع النصفي والألم العضلي الليفي والاكتئاب.

يبدو الأمر كما لو أن بنية الدماغ عند المرأة، وشبكتها العصبية أو الجهاز العصبي المركزي التي يمكن أن تضخم الألم في حالة الألم العضلي الليفي، لها أصول وراثية أنثوية بداخلها. ولا يزال العلم غير قادر على العثور على تفسير مناسب لهذا الشيء.

ولكن عندما يتعلق الأمر بعالم العواطف، فقد يكون هناك بعض الإجابات على سر وجود “الارتباط عاطفي” بين بعض الأمهات وبناتهن، وقد تكون هذه الإجابات إيجابية ومعقدة في نفس الوقت.

دعونا نتناول هذا الموضوع بشيء من التفصيل.

الجهاز الحوفي

صحة الدماغ

نريد أن نتحدث أولًا عن بنية دماغك والذي هو مهم بقدر ما هو قوي: الجهاز الحوفي. يمكنك وصفه بأنه الفنان الذي يقوم برسم عواطفك.

  • النظام الحوفي هو النظام المسؤول عن تنظيم ومعالجة عالمك العاطفي، وتكمن فيه ذاكرتك العاطفية. وهوالجزء الذي تنمو فيه وتتطور خصالك الشخصية.
  • يتكون النظام الحوفي بدوره من هياكل أخرى، مثل الحصين واللوزة الدماغية، والتي هي أيضا مسؤولة عن العواطف مثل الخوف وقدرتك على تخزين الذكريات.
  • كانت مديرة هذه الدراسة هي الطبيبة النفسية فوميكو هوفيت، وهي متخصصة في الطفولة والمراهقة. كان هدفها الأساسي من هذه الدراسة هو معرفة ما إذا كان هناك أوجه تشابه في مناطق مختلفة من الدماغ بين الأقارب، (بين الأم والابنة أوالأب والابن، إلخ.)

ما وجدته من خلال العديد من اختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي غير الغازية هو أن الأمهات والبنات يشتركن في نفس الشكل والنشاط الكيميائي العصبي في نظمهن الحوفية.وهي المنطقة التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعالم العواطف.

هناك “استعداد” للمعاناة من نفس المشاكل العاطفية

نكرر مرة أخرى، عندما نقول استعداد أو ميل، هذا لا يعني أنه سبب مباشر ووحيد، بل هو مجرد احتمال. وأثبتت هذه المعلومات أهميتها الكبيرة في مجال الطب للأسباب التالية:

  • تستند أي مشاكل عاطفية، مثل التوتر والاكتئاب، إلى نفس النشاط الكيميائي العصبي الذي توجد فيه تقلبات بين الدوبامين والنورادرينالين والأدرينالين وغير ذلك.
  • إذا كانت الأمهات والبنات يشاركن نفس النشاط الدماغي في مراحل الذروة والهبوط في الجهاز الحوفي، فهذا يعني أن آليات التفاعل الخاصة بهن قد تكون متشابهة عند مواجهة نفس المثيرات أو المواقف أو المشاكل.

يمكن الاستعانة بهذه البيانات بالتأكيد لمنع أنواع معينة من الأمراض النفسية  استنادًا لهذه الأصول والسمات الوراثية.

البنات لسن نسخًا عن أمهاتهن

الأم والابنة

بعد معرفة هذه المعلومات، من المحتمل أن يعتقد البعض، بطريقة أو بأخرى، أن البنات هن نسخ من أمهاتهم، على الأقل من حيث صلتهن بالبعد العاطفي.

هذا ليس صحيحا. ولفهم العلاقة بين الأم وابنتها جيدًا، يجب الأخذ في الاعتبار الجوانب التالية:

  • إذا كانت والدتك تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو جلطة في الوريد العميق، أو السمنة، فهذا لا يعني أن لديك فرصة بنسبة 100% للإصابة بذات المشاكل
  • يجب التعامل مع هذه المعلومات على النحو الصحيح: الهدف هو وضع هذه الأمور في الاعتبار لتجنب خطر محتمل.
  • لا يمكن للابنة أن تكون نسخة طبق الأصل عن والدتها.  فالاختلاف وارد، اختلاف على الصعيد الشخصي والإدراكي، واختلاف في نمط التفكير والعادات والقيم، إلخ.
  • في بعض الأحيان، عندما ينشأ الطفل ويشاهد أمه منعزلة في غرفتها، تعاني من الاكتئاب والوحدة ومشاكلها العاطفية، فإن ذلك يمكن أن يجعل هذا الطفل واعيًا لبعض الجوانب التي عليه تجنبها في المستقبل.
  • سيكون التركيز الشخصي لكل شخص مختلفًا عن الآخر. فعلى الرغم من وجود هذا الاستعداد الوراثي، فإن تجاربك خلال الحياة من الصغر ستوفر لك الاستراتيجيات المناسبة لتصبح أقوى وتتجنب نفس الاضطرابات الاكتئابية.

في الختام، وجدت الدراسة الحالية أنه في حين أن إرث الأمهات يرتبط بالعالم العاطفي، فإن إرث الأب البيولوجي قد يكون مرتبطًا بتهيؤ لعسر القراءة أو التوحد لدى الأطفال.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • University of California – San Francisco. (2016, January 26). Brain structure governing emotion is passed down from mother to daughter, says study: Research is first evidence that brain structure implicated in depression may be inherited. ScienceDaily. Retrieved December 19, 2018 from www.sciencedaily.com/releases/2016/01/160126175028.htm

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.