لا تتردد لحظة في الابتعاد عن الأشخاص الذين لا يقدرون وجودك في حياتهم!
ليس من المنطقي أن تخشى الابتعاد عن أشخاص لا يشعرون بوجودك، بينما أنت تكون بجانبهم لتدعمهم دائمًا.
لا تخشى من الابتعاد عن أولئك الأشخاص الذين لا ينصتون إلى ما تقول، بينما أنت على يقين أنهم يسمعونك جيدًا.
لا يجب أبدًا أن يكون لديك أدنى خوف من أن تقول لأحدهم “اخرج من حياتي” طالما أنه لا يقدر وجودك ولا يشعر بك.
لقد ولدت في هذه الحياة لكي تشعر بالوفاء والتقدير ممن حولك، وأي شخص يقلل منك، لا يستحق الوقت الذي قد تقضيه في القلق بشأنه.
جميع الناس يتعرضوا في مرحلة ما للتقليل أو التهميش من قبل شخص مهم في حياتهم، سواء كان شريكًا أو فرد من أفراد العائلة أو غيرهم.
إن الشعور البائس بعدم التقدير من قبل أولئك الذين من المفترض أننا الأقرب إليهم، وبيننا وبينهم روابط قوية، يمكن أن يكون مدمرًا عاطفيًا.
نحن مخلوقات عاطفية نحتاج إلى التقدير والاهتمام والمودة
في بعض الأحيان، يمكن للآخرين أن يجعلونا نشعر بالوحدة والتجاهل. وهذا الأمر قادر على أن يجعلنا نفقد طعم الحياة.
قد لا يكون هذا الشعور ببشاعة الإحساس بالرفض – ولكنه ينطوي على إدراك أن الرابطة العاطفية فارغة.
وقد يتولد لدينا شعور بأن ما نقوم بتقديمه في هذه العلاقة، لا يعود إلينا. وهذا الأمر قد يكون مدمرًا للغاية لثقتنا بأنفسنا.
معرفة الكيفية والطريقة الصحيحة للتعامل مع مثل هذه المواقف ليس بالأمر السهل. ويرجع هذا لسبب واحد بسيط:
إن الشخص الذي يمر بمثل هذه المشاعر غالبًا ما يكون مترددًا في الاعتراف بهذا الأمر ومواجهته.
ومن الطبيعي أن الشخص الآخر والذي يعتبر هو سبب المشكلة، من غير المتوقع أن يقوم بالتعامل مع هذا الموقف بشكل مباشر.
نرغب اليوم خلال هذا المقال في فحص هذه الديناميكية المدمرة عن قرب، والتي للأسف تعتبر شائعة في كافة أنواع العلاقات البشرية.
عندما يكونون بجانبنا، ولكننا لا نزال نشعر بالوحدة
يتميز البشر بأن لديهم ميول قوية لتكوين روابط مع أقرانهم والأشخاص الذين يعيشون في دائرتهم.
إن العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل، وغيرهم من الأشخاص، يشكلون دعامة أساسية في الجانب العاطفي لحياتنا.
فتعتبر الرفقة والعشرة جزءًا مهمًا جدًا في طريقة اكتسابنا المعرفة والخبرة في الحياة. ونحن لم ولن نتمكن من الابتعاد عن الجميع والعيش في جزر معزولة بمفردنا.
نحن كائنات اجتماعية بحاجة إلى العاطفة، وهذا بدوره يمكن أن يولد الكثير من الحب. وبالطبع، لا يعبر الجميع عن العاطفة بنفس الشكل.
بالإضافة إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين لم يتعلموا ببساطة كيفية مراعاة مشاعر الآخرين.
فهم لا يفهمون مدى أهمية وجود علاقة تبادلية، بحيث يتم خلال العلاقة منح المودة واستعادتها بشكل أو بآخر.
وفي مثل هذه الحالة، قد نجد أنفسنا نعاني من بعض المشاعر التالية:
- آرائنا، وأحاديثنا لا يتم الاهتمام بها أو تقديرها.
- الطرف الآخر لا يبدي أدنى اهتمام لما يحدث لنا، أحوالنا أو مشاعرنا وأفكارنا.
عندما نجد أن الأشخاص المحيطين بنا لا يشعرون حقًا بوجودنا، يمكن أن يجعلنا ذلك نشعر بالوحدة والضعف بشكل بشع.
من المهم جدًا أن نتعلم كيفية التعامل مع حالة ووضع مثل هذا، والذي قد يمر به أي منا في أي وقت خلال حياتنا.
اقرأ أيضًا:
العزلة الاختيارية هي أحيانًا أفضل حل
عندما نواجه وضعًا مثل هذا، فمن المهم أولًا أن نفهم الفرق بين العزلة التي نختارها لأنفسنا كشكل من أشكال حب وتقدير الذات، وحالة العزلة التي نُجبر عليها.
ينطوي النوع الأول على قرار شخصي في الابتعاد واتباع طريق خاص لبدء مشاريع وخطط جديدة لنفسك.
وهو عمل شجاع ينطوي على قدر من المخاطرة. ونظرًا لأن هذا القرار يتم اتخاذه بواسطتنا ومن أجل صالحنا الشخصي، فهو بالتأكيد قرار إيجابي يجعلنا نستعيد قوتنا وسيطرتنا.
فعندما يرسل لنا من حولنا إشارات بعدم الاحترام أو بأننا لسنا مهمين بالنسبة إليهم، فمن الضروري عندها أن نتخذ بعض القرارات الصارمة ونفكر في الابتعاد .
إن الوحدة التي يمكن للآخرين أن يولدوها لدينا من خلال مواقفهم السلبية هي بدون شك الشيء الأكثر تدميرًا الذي يمكن أن يتواجد في أي علاقة.
إن الرد الفوري على موقف كهذا يمكن أن يحافظ على تقديرنا لذاتنا وثقتنا بأنفسنا من أن يتأثرا بشكل سلبي.
العزلة التي يتم اللجوء إليها باختيارك هي دائمًا أفضل من أن تكون في رفقة شخص ما لا يقدر وجودك.
أنت تحصل على الحب الذي تعتقد أنك تستحقه
لابد وأننا سنلاحظ هذه الظاهرة في وقت ما بين الأشخاص المحيطين والقريبين منا: العديد من الأشخاص يسمحون لأنفسهم بالحصول فقط على ما يعتقدون من داخلهم أنهم يستحقونه.
- “نعم، أعلم أنه شخص مراوغ، ولديه العديد من العادات السيئة، ولكننا نمتلك هذا الترابط العاطفي فيما بيننا.”
- “لا أحد خال من العيوب، ولكن على الأقل فإن الشيطان الذي تعرفه، أفضل من أي شخص جديد لا تعرفه.”
- “في الحقيقة، أنا مستمر في علاقتي مع هذا الشخص فقط لأنني لا أعرف كيف يمكنني أن أعيش وحيدًا بمفردي.”
شيئًا فشيئًا، وبدون إدراك حقيقي، يستسلم هؤلاء الأشخاص لهذا النوع من العلاقات الضارة ولا يفكرون أبدًا في الابتعاد عنها لأنهم ببساطة لا يسمحون لأنفسهم بالتطلع للحصول على ما هو أفضل.
فتتولد لديهم قناعة بأن هذا هو قدرهم في هذه الحياة، وأن عليهم الاستمرار وتقبل الوضع والمتابعة دون تفكير.
هذا خطأ فادح. لا أحد يستحق الازدراء، ولا يستحق أحد كذلك أن يشعر بالوحدة على الرغم من وجود شخص آخر في حياته.
نحن نستحق جميعًا السعادة الحقيقية الكاملة – وهذا يمكن تحقيقه مع وجود شخص يشاركنا حياتنا، أو بدونه.
لا تخف أبدًا من فقدان شخص لا يقدّر وجودك
بمجرد أن ندرك كيفية تقدير الذات، سيكون الأمر أسهل مما نتخيل. فلا تتردد في إبعاد هذا الشخص عن حياتك.
ابتعد عن أي شخص لا يحبك بالطريقة التي تستحقها، أي شخص لا ينظر إليك على أنك هدية من السماء.
إعتنِ جيدًا بتقديرك واحترامك لذاتك. واهتم كذلك بالحفاظ على سلامك النفسي والعاطفي، واهجر كل من يمس كرامتك.
ففي النهاية، يجب أن ندرك أن الحياة أقصر من أن ندعها تمر دون أن نحصل لأنفسنا على ما نستحق: الهدوء، الرفاهية، والإحساس بالرضى الشخصي.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Bisquerra Alzina, R., Álvarez Fernández, M., & Psicopedagògica, G. de R. en O. (2006). Educación emocional y bienestar. In Educación emocional. https://doi.org/DOI: 10.1515/bap-2012-0019
- Rodríguez Tejerina, J. (1994). Crónica del desamor. Medicina Balear.
- (1996). Amor y desamor: vivencias de parejas en la sociedad novohispana. Anuario Colombiano de Historia Social y de La Cultura.
- Aiquipa Tello, J. J. (2015). Dependencia emocional. Revista de Psicología.