هل يمكن للنساء الحوامل نقل عدوى فيروس كورونا لأطفالهن؟

لا تشير الدراسات العلمية القليلة التي أجريت حتى الآن - بشأن العلاقة بين الحمل وكوفيد-19 - إلى أن النساء الحوامل يمكن أن ينقلن فيروس كورونا إلى أطفالهن. سنخبرك بأحدث الأبحاث في هذا المقال.
هل يمكن للنساء الحوامل نقل عدوى فيروس كورونا لأطفالهن؟

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

لقد أدى وباء كورونا إلى ظهور بعض الأسئلة التي تتطلب مزيدًا من البحث. أحد هذه الأسئلة التي طرأت منذ بداية تفشي الفيروس هو ما إذا كان صحيحّا أن النساء الحوامل ينقلن فيروس كورونا إلى أطفالهن.

نبهت التجارب السابقة مع الأوبئة المجتمع العلمي منذ بداية تفشي الفيروس إلى أن العديد من الأمراض الفيروسية التي تسبب أمراض الجهاز التنفسي تنتشر بنسبة أعلى بين النساء الحوامل وأجنتهن.

لم يتسبب تفشي فيروسات كورونا السابقة، في عامي 2002-2003 ،و2012-2013، في انتقال العدوى من الأم إلى الجنين، ولكن كانت هناك مضاعفات في بعض حالات الحمل.

أثناء فترات انتشار هذه الأوبئة، كانت النساء الحوامل المصابات أكثر عرضة للإجهاض من الأخريات غير المصابات.

وبالمثل، عندما انتشر وباء الإنفلونزا H1N1 في عام 2009، كانت النساء الحوامل عرضة لمخاطر عالية.

تمت التوصية بالحجر الصحي والتدابير الخاصة على الفور، وأوصى الأطباء بالولادة القيصرية بدلًا من الطبيعية.

بناءً على ما ذكرناه، حققت مراكز الدراسات العلمية الصينية فيما إذا كان بإمكان النساء الحوامل نقل فيروس كورونا إلى أطفالهن.

وتشير النتائج الأولية، على الرغم من أنهم استخدموا مجموعة محدودة من المشاركين، أنه لا يوجد انتقال رأسي للفيروس.

ما هو الانتقال الرأسي؟

لكي نفهم إذا كان بإمكان النساء الحوامل نقل فيروس كورونا لأطفالهن، يتعين علينا فهم كيفية اتصال الأم وجنينها أثناء فترة الحمل.

يتصل الجنين بأمه من خلال الحبل السري والمشيمة. يحمل هذا الاتصال المغذيات من دم الأم إلى الطفل الذي ينمو. كما تنتشر أيضًا المواد والبكتيريا من خلاله.

يحدث الانتقال الرأسي عندما تمر العوامل امسببة للمرض من الأم إلى الجنين من خلال هذا الاتصال المشيمي أثناء فترة الحمل.

والمثال الأحدث والأكثر انتشارًا لذلك هو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

ومع ذلك، فإن الانتقال الرأسي ليس الطريقة الوحيدة لانتقال العدوى بين الأم والجنين. يمكن أن يصاب الجنين بإصابات الأم خلال عملية الولادة الطبيعية. وذلك عندما يكون متصلًا بالغشاء المخاطي للجهاز التناسلي للأم.

وأخيرًا، بمجرد خروج الطفل من جسم الأم، فحليب الثدي هو مسار آخر للانتقال. ومع ذلك، هذا لا ينطبق على جميع البكتيريا والفيروسات.

يوصي الأطباء الأمهات المصابات بالعدوى بتجنب الرضاعة الطبيعية واستخدام اللبن الصناعي بديلًا عنها.

الدراسة الأولية للتحقق من إمكانية نقل النساء الحوامل فيروس كورونا

لقد قام الباحثون بإجراء الاختبارات الأولى في ووهان، المدينة التي بدأ فيها وباء كورونا.

اختبر الباحثون النساء الحوامل المصابات بكوفيد-19 بجانب أطفالهن في مستشفى الاتحاد.

 بداية لم يكن لدى حديثي الولادة من هؤلاء الأمهات أعراض فيروس كورونا. لم يصاب أي منهم بالحمى، ولم يكن لديهم نوبات من السعال.

ومع ذلك، طبقًا للبروتوكول، فقد فصل الأطباء المواليد من وقت الولادة وذلك لمراقبة تطورهم.

تم فحصهم للتحقق من إصابتهم بكوفيد-19، والنتائج جاءت سلبية بنسبة 100% من الرضع.

كان لدى أحد الرضع مضاعفات في الجهاز التنفسي، وأصيب آخرون بطفح جلدي أثناء العلاج في المستشفى.

ومع ذلك، بسبب النتائج السلبية لاختبارات الإصابة بفيروس كورونا، يقول الباحثون أنه لا يمكن ربط هذه الأعراض بكوفيد-19.

وبالرغم من ذلك، نحتاج المزيد من الأبحاث لتأكيد هذا أو استبعاده.

النساء الحوامل وتدابير مكافحة فيروس كورونا

بالرغم من أن الدراسات تشير إلى أن النساء الحوامل لا يمكنهن نقل فيروس كورونا لأطفالهن، فإنه لا مفر من التدابير الوقائية بالنسبة لهن أيضًا.

يجب عليهن الالتزام بالحجر الصحي والعزل الاجتماعي، مثلما يفعل الأخرون. بالإضافة إلى ذلك، قامت بعض الدول بزيادة القيود المفروضة عليهن بسبب إجراءات السلامة، والتي يتم اتخاذها دائمًا في الحالات المتعلقة بالحمل.

من المهم أن تكون النساء الحوامل قادرات على التواصل بسهولة مع أطباء أمراض النساء عن بعد.

بهذه الطريقة، سيتجنبن الذهاب إلى المراكز الصحية حيث يمكن إصابتهن بالعدوى.

على الرغم من أنه لا يوجد تأكيد على الانتقال الرأسي للفيروس، لا تزال  المرأة الحامل معرضة للإصابة بكوفيد-19، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في مضاعفات خلال الولادة.

لهذا السبب، فإن الوقاية مهمة لهن، خاصة إذا كان لديهن تاريخ طبي مع أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Chen, Yan, et al. “Infants Born to Mothers With a New Coronavirus (COVID-19).” Frontiers in Pediatrics 8 (2020): 104.
  • Zesati, Jesús Roberto Villagrana, et al. “Prevención de la transmisión perinatal del virus de la inmunodeficiencia humana•.” Ginecol Obstet Mex 80.1 (2012): 36-40.
  • Segovia-Meza, Gualberto, and I. G. O. R. SEGOVIA-TROCONES. “Nuevo coronavirus evidencias para su control en gestantes y niños.” Revista Médica Panacea 9.1 (2020): 67-70.
  • Navarro, Gimeno, and Jose Manuel Martín Morales. “MANEJO DEL RIESGO DE CONTAGIO POR CORONAVIRUS EN MADRES Y RECIÉN NACIDOS.” (2020).

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.