سمات وأنواع ووظائف الدهنيات في الجسم

تلعب الدهنيات أو مركبات الليبيدات دورًا مهمًا في أجسادنا. فهي ليست مخازن للطاقة فحسب، بل إنها تشارك في نقل بعض أنواع العناصر الغذائية المهمة. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عنها.

وظائف مركبات الليبيدات مهمة جدًا لأنها تؤثر على الصحة العامة. فهي ليست عناصر أساسية تعمل كمخازن للطاقة للجسم فقط، ولكنها تتدخل في العديد من العمليات الداخلية الضرورية الأخرى، كنقل العناصر الغذائية وتنظيم درجة حرارة الجسم وغيرها.

هذه العناصر متنوعة وتنشأ من مصادر مختلفة. وهي تُعرف بدورها المهم فيما يتعلق بتغذية الكائنات الحية. وذلك لأنها مفتاح أساسي لعملية امتصاص الفيتامينات ولعملية الأيض.

إذن، ما هي مركبات الليبيدات بالضبط؟ قد تكون سمعت عنها في سياق مواضيع الصحة والتغذية وترغب في فهم المزيد عنها. واليوم، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته.

وظائف مركبات الليبيدات

الليبيدات مجموعة من الجزيئات الحيوية التي تتدخل في عدد من العمليات الداخلية للجسم. على وجه التخصيص، تعتبر الليبيدات جزءًا من أغشية الخلايا وقاعدة لإنتاج الهرمونات. وقبل كل شيء، هي مسؤولة عن تخزين الطاقة.

هذه المركبات تتكوّن من الكربون والهيدروجين، وتحتوي على الكبريت والنيتروجين والفسفور بكميات أقل. سمتها الرئيسية هي أنها قابلة للذوبان في الماء وتمثل أحد مخازن الطاقة الأساسية للجسم.

يتم استعمال مصطلح “دهون” عادةً للإشارة إلى هذه المركبات، ولكن لا تعتبر جميع الليبيدات دهون، ولكن جميع الدهون تعتبر ليبيدات لأنها تصنيف فرعي من هذه المركبات. يعني ذلك أن هناك أنواع مختلفة من الليبيدات، ويتم تصنيفها حسب الخصائص الفيزيائية والوظائف.

أنواع مركبات الليبيدات

مصطلح “ليبيد” يجمع أنواع مختلفة من المركبات التي تمتلك وظائف حيوية مشابهة، ولكن مختلفة. لذلك من المهم فهم التصنيفات المختلفة عند الحديث عن هذه العناصر. ما هي أنواع الليبيدات الموجودة؟

الدهون الفسفورية

تتكوّن من سلاسل من الأحماض الدهنية والفوسفات والجلسرين. وهي تشكل هياكل كارهة للماء، أي أنها تصد الماء. أهم وظائفها هي تكوين أغشية الخلايا.

بالإضافة إلى ذلك، فهي تقوم بوظائف مهمة أخرى، كهضم أنواع الدهون الأخرى في الأمعاء الدقيقة. والجسم قادر على إنتاج جميع الدهون الفسفورية التي يحتاج إليها داخليًا.

الكوليسترول

هذا جزيء أساسي للجسم. على عكس ما يعتقده الكثيرون، فالكوليسترول لا يعتبر سيئًا دائمًا، وهو جزء من أغشية الخلايا. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعد طليعة للعديد من العناصر، كبعض الفيتامينات والهرمونات.

لذلك، كي يعمل الجسم بشكل طبيعي، يحتاج إلى كمية معينة من الكوليسترول. ولكن، زيادة الكوليسترول بشكل مفرط قد يؤدي إلى تراكمه في الأوعية الدموية. هذا الأمر يعد مشكلة لأنه عامل خطر لظهور الأزمات القلبية والمشكلات الإقفارية عندما تصاب الأوعية بالانسداد.

الليبيدات السكرية

هذه دهون تحتوي على جزيئات سكر في تكوينها. أهم وظائفها تتعلق بالجهاز المناعي. فهي تستقر خارج أغشية الخلايا، وتساعد على استقرارها، وتعمل كمؤشرات للجهاز المناعي.

الدهون الثلاثية

تتكون من الدهون والكحول. الدهون الثلاثية هي الجزيئات التي تتحول إليها السكريات أو الطاقة الزائدة في الجسم.

كما هو الحال مع الكوليسترول، زيادة الدهون الثلاثية بشكل مفرط يؤدي إلى تراكمها في الأوعية الدموية وباقي الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية عديدة.

الستيرويدات

هذه جزيئات تتكوّن من الكوليسترول وبعض الهرمونات، والتستوستيرون والإستروجين أمثلة عليها. بالإضافة إلى ذلك، فهي تحتاج إلى الكوليسترول حتى يتم استقلابها في الجسم. هذه الستيرويدات تقوم بوظائف تنظيمية ومنشطة مختلفة في الجسم.

وظائف مركبات الليبيدات في الجسم

وفقًا لنوعها، تقوم مركبات الليبيدات بالعديد من الوظائف المختلفة المهمة في الجسم. ووفقًا لتقرير منشور في Molecular Biology of the Cell، يمكن للوظائف إما أن تكون هيكلية أو تتعلق بإرسال الإشارات. سنقوم باستعراض بعضها في القسم التالي.

تخزين الطاقة

الوظيفة الرئيسية لليبيدات هي العمل كمخازن للطاقة للجسم. جرام واحد من الدهون يستطيع توفير 9 سعرات حرارية للجسم.

عندما يتناول الإنسان كميات كبيرة من السكريات، تتحول هذه إلى دهون في الجسم. ويتم استعمال هذه الدهون كمصدر للطاقة في حالة نقص المصادر الأخرى، كالكربوهيدرات، على سبيل المثال.

تشكيل الهياكل

بعض الليبيدات تكوّن هياكل مهمة داخل الجسم. أغشية الخلايا هي أهم الأمثلة على هذه الهياكل، وهي مكونة من نوع معين من الليبيدات. إذن، هذه العناصر أساسية لتشكيل وحماية الخلايا.

التواصل الخلوي

تتواصل الخلايا مع بعضها البعض من خلال عناصر مختلفة تعمل كمؤشرات، كالفيتامينات والهرمونات والليبيدات السكرية. وظيفة هذه العناصر هي تنظيم عمليات الإفرازات المختلفة وأيضًا تنظيم استجابات الجسم.

النقل

يوجد ليبيدات تعمل كناقلات لعناصر أخرى في الجسم، العناصر الغذائية. وبشكل عام، تتم هذه العملية بالتعاون مع أحماض الصفراء والبروتينات الشحمية.

التنظيم الحراري

مخازن الدهون التي تتراكم تحت سطح الجلد وحول الأعضاء تعمل كعامل وقاية من البرد. فالدهون تحبس الحرارة، وبذلك تحافظ على الجسم دافئًا.

خاتمة

بشكل عام، هذه المركبات العضوية ضرورية للحياة، وهي موجودة بأنواع ووظائف مختلفة ومعقدة. وإلى حد ما، تعتبر أيضًا أساسية لعمل جسم الإنسان بشكل طبيعي. إلا أن بعضها قد يكون ضارًا إذا زادت مستوياته عن حدود معينة.

للحفاظ على المستويات الطبيعية لهذه العناصر، يجب اتباع عادات غذائية صحية وشاملة. ومن المهم أيضًا الخضوع للفحص الطبي العام بشكل دوري لاكتشاف أي مشكلة صحية تتعلق بمستويات هذه المركبات مبكرًا.