فيروس نقص المناعة البشري - هل المصابون أكثر عرضة لمخاطر الكورونا؟
في حين أن العالم يواجه وباء فيروس الكورونا المستجد حاليًا، لا يجب علينا أن ننسى أن وباء متلازمة نقص المناعة المكتسبة لا يزال نشطًا. ففي الوقت الحالي، عدد مصابي فيروس نقص المناعة البشري وصل إلى نحو 40 مليون. وبالطبع، يتساءل المصابون عما إذا كانوا معرضين لخطر أكبر فيما يتعلق بالإصابة بكوفيد-19 وإذا كانوا ينتمون إلى الفئات المحتمل معاناتها من مضاعفات خطيرة بسبب الفيروس.
لا يوجد الكثير من المعلومات حول الموضوع إلى الآن. ولكن، في بداية شهر مارس، أُقيم مؤتمر الفيروسات الرجعية والانتهازية بشكل افتراضي.
وخلال هذا المؤتمر، تم استعراض التقرير الموثوق الوحيد عن موضوع فيروس نقص المناعة البشري وعدوى فيروس كورونا المستجد.
وتشير المعلومات المقدمة من قبل الخبراء أن مصابي نقص المناعة البشري غير معرضين بشكل خاص في مواجهة الوباء المستجد.
يعني ذلك أن احتمالية إصابتهم بالعدوى لا تختلف عن غير المصابين، وأنهم ليسوا من الفئات المعرضة لمضاعفات الكورونا الخطيرة.
مصابو فيروس نقص المناعة البشري
ما نستطيع أن نقوله الآن، ولالتزام الدقة، لا يوجد ما يكفي من الأدلة التي تُظهر ما إذا كان المصابون معرضين لمخاطر أعلى بالمقارنة بغير المصابين فيما يتعلق بفيروس كورونا. مع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الباحثين يصلون إلى نتائج جديدة باستمرار، ولذلك لا يوجد معلومات حاسمة، وذلك باستثناء التجارب التي جمعناها على أرض الواقع.
في حالة مصابي نقص المناعة البشري، لا يوجد إلا حالة واحيدة مسجلة أصيبت بفيروس كورونا، وكان ذلك في الصين.
لا يعني ذلك أنه لا يوجد حالات أخرى بطبيعة الحال. ولكن هذه هي الحالة الوحيدة التي استطاع العلماء متابعتها للخروج بمنشور علمي عن الموضوع.
الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة وفيروس كورونا هو رجل يبلغ من العمر 61 عامًا من مدينة ووهان.
بجانب ذلك، فهو مصاب أيضًا بداء السكري وهو مدخن مزمن. يعني ذلك أنه يستهلك بين 20 و30 سيجارة في اليوم.
في وقت دخوله إلى المستشفى بسبب إصابته بالكورونا، أكد الأطباء إصابته بنقص المناعة أيضًا، واكتشفوا أنه يعاني من تثبيط مناعي شديد. تم استخدام مزيج من عقار لوبينافير وريتونافير لمدة 12 يومًا لعلاج كوفيد-19، وذلك بجانب بعض الأدوية الأخرى للتعامل مع بعض الحالات الصحية الإضافية.
والمفاجأة كانت أن المريض تعافى وخرج من المستشفى. بعد ذلك، تم فرض الحجر الصحي في المنزل عليه لمدة أسبوعين.
وفي النهاية، أظهرت الفحوصات أنه أصبح خاليًا تمامًا من فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا:
الأطباء ينصحون بالحذر الشديد
لا يمكننا افتراض أي حقائق بسبب حالة واحدة. ولكن، بسبب عدم وجود تقارير تشير إلى ظهور مشكلات معينة تربط بين فيروس الكورونا وفيروس نقص المناعة، يبدو أنه لا يوجد خطر خاص فيما يتعلق باحتمالية الإصابة بالعدوى أو بظهور مضاعفات.
مع ذلك، يقدم الخبراء في المجال بعض التوصيات الخاصة. أهمها هي أن المصابين بنقص المناعة البشري يجب أن يتبعوا إرشادات العلاج المضاد للفيروسات الرجعية بحذافيرها إذا كانوا يستعملونه. ويؤكدون أيضًا على أن هذه العقارات مخصصة للمصابين بفيروس نقص المناعة ولا يجب مشاركتها مع أي شخص آخر أبدًا. بجانب ذلك، يُنصح المصابون باتباع نفس الإجراءات الوقائية المفروضة على الجميع. يشمل ذلك الحجر الصحي، العزل المنزلي، التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بشكل متكرر. وأخيرًا، يجب على كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة معينة أن يتوخوا الحذر الشديد وأن يحاولوا عدم مغادرة المنزل على الإطلاق.
خرافات وحقائق
لأنه لا توجد وقائع خاصة بين المصابين بفيروس نقص المناعة، بدأت بعض الإشاعات والمعلومات الخاطئة في الانتشار، والتي أدت إلى الكثير من التشوش. فقد ادعى بعض الناس إلى أن علاجات فيروس نقص المناعة المضادة للفيروسات الرجعية تجنب الشخص الإصابة بكوفيد-19. ولكن لا يوجد أي أدلة علمية تثبت صحة ذلك.
وأيضًا لا يوجد أي أدلة علمية تُظهر أن مستخدمي العقارات المثبطة لإنزيم البروتياز بانتظام يمتلكون مقاومة خاصة ضد فيروس كورونا.
بدء أو تغيير العلاج وفقًا لهذه الخرافات لن يمنع الإصابة بكورونا فحسب، ولكنه قد يؤدي إلى نتائج عكسية فيما يتعلق بإدارة فيروس نقص المناعة. وينصح العلماء بعدم استخدام جرعات أعلى من الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء المتخصصين. ويجب عدم تغيير خطة العلاج أبدًا إلا بتوجيهات الطبيب.
"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.
- Valdes, M. Á. S. (2020). Infección respiratoria aguda por 2019-nCoV: una amenaza evidente. Revista Habanera de Ciencias Médicas, 19(1), 1-5.
- Guo, Wei, et al. “A Survey for COVID-19 Among HIV/AIDS Patients in Two Districts of Wuhan, China.” AIDS Patients in Two Districts of Wuhan, China (3/4/2020) (2020).
- Remor, Eduardo. “Valoración de la adhesión al tratamiento antirretroviral en pacientes VIH+.” Psicothema 14.2 (2002): 262-267.
- Ayouba, Ahidjo, and Martine Peeters. “Reply to Zhang et al.” The Journal of Infectious Diseases (2020).
- Chakraborty, Sandeep, and Gautam Das. “Why re-purposing HIV drugs Lopinavir/ritonavir to inhibit the SARS-Cov2 protease probably wont work-but re-purposing Ribavirin might since it has a very similar binding site within the RNA-polymerase.” OSF Preprints. March 22 (2020).