فقد الذاكرة - أنواع المرض المختلفة وسماتها

النساوة أو فقد الذاكرة مرض يظهر للعديد من المسببات المختلفة، من استعمال عقاقير معينة إلى الصدمات، من إصابات الرأس إلى تعاطي المخدرات. في مقالة اليوم، نستعرض أنواع فقد الذاكرة الأكثر شيوعًا.
فقد الذاكرة - أنواع المرض المختلفة وسماتها

آخر تحديث: 17 ديسمبر, 2020

يوجد أنواع وتصنيفات عديدة لمتلازمة فقد الذاكرة . هذا الاضطراب يتسم بفقدان الإنسان لذاكرته جزئيًا أو كليًا.

هناك طريقتان لتصنيف أنواع فقد الذاكرة المختلفة. الأولى تشير إلى تسلسل النساوة، أي نوع المعلومات التي لا يستطيع المريض تذكرها. والثانية تفرق بين الأنواع المختلفة حسب السبب أو المرض الكامن الذي أدى للنساوة.

بشكل عام، يمكن لأصل متلازمة فقد الذاكرة أن يكون عضويًا أو وظيفيًا. وأكثر المحفزات شيوعًا هي الصدمات الدماغية واستعمال بعض أنواع العقاقير، على سبيل المثال.

أنواع فقد الذاكرة وفقًا للتسلسل

بشكل عام، يمكننا هنا التفريق بين نوعين من فقد الذاكرة: التراجعي والتقدمي. تجدر الإشارة إلى أن المريض قد يعاني من كلا النوعين في نفس الوقت. يعني ذلك أنهما اضطرابين متامِمين.

في نفس الوقت، هذا التصنيف لا يهتم بالمسبب، بل بالأعراض. ويقدم موقع Memory Health Check التعريف المناسب لكلا المصطلحين.

فقد الذاكرة التقدمي

في هذه الحالة، لا ينقل المخ أي أحداث جديدة إلى الذاكرة طويلة الأمد للمريض. يعني ذلك أن المريض لا يتذكر إلا ما حدث قبل بدء الاضطراب.

هذا النوع من النساوة ويشمل فقدان هائل للاستقلال في الحياة اليومية، فالقدرة على تشكيل ذكريات وتجارب جديدة تؤدي إلى اضطرابات من الناحية العاطفية والنفسية.

في نفس الوقت، فهذا النوع ينطوي على مخاطر صحية في صورة التعرض للحوادث. على سبيل المثال، قد ينسى المريض أنه أشعل نار الموقد بعدما قام بذلك لتوه.

فقد الذاكرة التراجعي

هنا، ننظر إلى الجانب الآخر للعملة، لأن المريض في هذه الحالة لا يتذكر أي شيء حدث قبل بدء الاضطراب.

وفقًا لجامعة فالنسيا الدولية، من الممكن نسيان جميع المعلومات التي تم جمعها خلال الحياة قبل التعرض لصدمة دماغية أو حدث محفز ما.

أنواع فقد الذاكرة وفقًا للمسبب

أنواع فقد الذاكرة وفقًا للمسبب

على الجانب الآخر، تشير Cleveland Clinic إلى أننا نستطيع تصنيف أنواع النساوة وفقًا للسبب أو المرض الكامن المسبب للحالة. لنلق نظرة على كل منها بالتفصيل.

فقد الذاكرة التالي للصدمة

وفقًا للدراسات العصبية، إصابات الدماغ الرضية (TBI) تعتبر أحد أكثر المسببات شيوعًا للعجز والوفاة في جميع أنحاء العالم. فالبيانات تُظهر أن حالات دخول المستشفى بسبب هذه الغصابات في الولايات المتحدة فقط تصل إلى 2.5 مليون، وهو ما يساوي 16% من جميع حالات الاستشفاء بسبب السقطات أو الضربات.

يظهر هذا النوع من النساوة نتيجة للغصابات التي تؤدي إلى تلف دماغي، ولكنها لا تخترق الجمجمة. هذا الاضطراب يظهر عادةً مصحوبًا بفقدان الوعي وحتى الغيبوبة. ولحسن الحظ، فقدان الذاكرة يكون مؤقت في معظم الحالات.

فقد الذاكرة الشامل العابر (TGA)

وفقًا لمايو كلينك، هذا العرض مؤقت، ويمكن إرجاعه للاضطرابات العصبية الأكثر شيوعًا، كالصرع أو السكتة الدماغية. تصيب هذه الحالة بين 3 إلى 10 أشخاص من كل 100 ألف شخص.

لذلك، يعتبرها الخبراء نادرة جدًا. وبرغم أن العلماء لا يزالون لا يعلمون السبب المحفز للحالة، فإنهم يشكون في علاقة تربطها بوجود الصداع النصفي أو الأمراض ذات الطبيعة الوعائية.

فقد ذاكرة الدماغ البيني

كما هو واضح من الاسم، ما يميز هذا النوع من النساوة هو ظهور آفات في الدماغ البيني. وظيفة هذا الجزء هي ربط الجهاز العصبي بنظام الغدد الصماء، بالإضافة إلى التحكم في إفرازات غدد معينة.

مثال على هذا النوع من الاضطراب هو متلازمة كورساكوف. في هذه الحالة، ما يؤدي إلى النساوة وفقد الملكات العقلية هو نقص في امتصاص الفيتامينات (B1 على وجه التخصيص) بسبب تلف معدي معين.

فقد ذاكرة الطفولة

نساوة الطفولة من الحالات الشائعة بين جميع البشر، فهي تشير إلى عدم القدرة البالغين على تذكر أو 3 إلى 4 سنوات من هذه المرحلة.

تشير الأبحاث إلى أن حدود هذا النسيات متغيرة وأنها تتأثر بعوامل شخصية واجتماعية متعددة.

فقد ذاكرة ناتج عن ألزهايمر

برغم أننا لا نزال لا نعلم مسببات مرض ألزهايمر (يشكل بعض الخبراء في الاضطرابات الأيضية كسبب)، تشير جمعيات طبية إلى أن النسيان أحد الأعراض الأولى لهذا المرض.

هذه الحالة تؤدي إلى فقدان المريض القدرة على تذكر الأحداث الفورية والقدرة على الاحتفاظ بالذاكرة قصيرة الأمد.

فقد ذاكرة ناتج عن استعمال العقاقير

وفقًا لمستشفى سان دييغو، بعض العقاقير كالفلونيترازيبام يمكن أن تؤدي إلى النساوة التقدمية. وهذا يجعل تذكر المريض لأي شيء يحدث أثناء استعماله للعقار مستحيلًا.

مع الأسف، يُعرف عقار الفلونيترازيبام باسم دواء الاغتصاب. وذلك لأنه هو المادة التي يستعملها المغتصبون لتخدير النساء حتى لا يتذكرن ما حدث ولا يستطعن تحديد وجه المغتصب.

فقد الذاكرة نفسي المنشأ

في هذه الحالة، نتعامل مع نسيان يعد آلية دفاعية غير واعية. المرضى الذين يعانون من هذه الحالة يعيقون معلومات شخصية معينة تنطوي على أحداث صدمية في حياتهم.

وفقًا لموقع MSD، يمكن لهذه الثغرات في الذاكرة أن تمتد من بضعة دقائق إلى عقود كاملة من الحياة. يمكن للتنويم المغناطيسي واستعمال بعض العقاقير مساعدة هؤلاء المرضى على تذكر تلك الأحداث الصدمية.

خطل الذاكرة أو النساوة الكاذبة

وفقًا لموقع Medical Dictionary، هذه الحالة تعد تغيرًا في الذاكرة ينطوي على تشويه لبعض الذكريات. فيتم استبدال مواقف حقيقية بحقائق مزيفة، ثم لا يمكن بعد ذلك تذكر ما حدث بالفعل.

يظهر هذا الاضطراب بشكل متكرر لدى المصابين فإدمان الكحوليات المزمن أو متلازمات المخ العضوية.

متى يجب استشارة طبيب؟

بعد التعرض لارتجاج في المخ يؤدي إلى فقدان الوعي، حتى ولو لبضع ثوانٍ، يجب زيارة طبيب طوارئ في الحال. فبعض إصابات المخ لا تظهر نفسها بشكل فوري.

في نفس الوقت، تجدر الإشارة إلى أن فقدان الذاكرة قصيرة الأمد أمر شائع. فنحن نعيش في بيئة تتسم بوتيرة سريعة جدًا، وأحيانًا يمكن لاضطرابات القلق أن تجعلنا نشعر بالتشوش أو الانفصال عن الواقع. لذلك، لا يوجد داعٍ للقلق إذا لم تتذكر موقف ما بشكل مثالي.

ولكن عندما ينسى الإنسان تفاصيل أساسية لحياته اليومية، يشعر بالتشوش داخل منزله أو لا يكون قادرًا على تحديد موقعه في مساحة مادية ما، من الضروري استشارة طبيب في أسرع وقت ممكن.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.