عدوى المسالك البولية - كيف تعمل المضادات الحيوية على مكافحتها

المضادات الحيوية تُستعمل لعلاج عدوى المسالك البولية لأن العوامل المسببة لهذه الحالة غالبًا ما تكون البكتيريا. في هذه المقالة، نستعرض بعض الخيارات العلاجية المتاحة.
عدوى المسالك البولية - كيف تعمل المضادات الحيوية على مكافحتها

آخر تحديث: 13 أكتوبر, 2020

من الشائع أن يصف الأطباء المضادات الحيوية في حالات عدوى المسالك البولية لأن هذا النوع من الأدوية قادر على علاج الحالة. فبعد الاستشارة الطبية والتشخيص الذي يؤكد وجود البكتيريا، يقوم الطبيب بوصف مضادات حيوية يجب على المريض استعمالها لبضعة أيام. وفي معظم الأوقات، يكون البروتوكول العلاجي صحيحًا وفعالًا.

عدوى المسالك البولية تعد من أكثر أنواع العدوى شيوعًا في جميع أنحاء العالم. والمضادات الحيوية كانت وما زالت الوسيلة الأكثر فعالية للسيطرة على هذه الحالة وتجنب المضاعفات.

 عدوى المسالك البولية

 عدوى المسالك البولية

هذه الحالة شائعة جدًا، خاصةً بين النساء. فيقدر بأن 20% من النساء سيعانين من عدوى المسالك البولية التي تتطلب استعمال المضادات الحيوية مرة واحدة على الأقل في حياتهن.

وبرغم أنها أقل شيوعًا بين الرجال، إلا أن التهاب البروستات المزمن من مضاعفات عدم علاج الحالة عند ظهورها. فالكثير من الرجال المصابين بالحالة لا ينتبهون كثيرًا إلى الأعراض. يؤدي ذلك إلى هجرة البكتيريا المستعمرة إلى البروستات واستقرارها فيها، مما يتسبب في التهاب مزمن.

بشكل عام، تظهر الإحصائيات أن عدوى المسالك البولية السفلية هي الأكثر شيوعًا. يشمل ذلك المثانة والإحليل، في حين تشمل المسالك العليا الكليتين والحالبين.

بالإضافة إلى ذلك، التقدم في السن من عوامل الخطر المحتملة. فالنساء في سن انقطاع الطمث والرجال كبار السن معرضون أكثر لهذا النوع من العدوى.

كيف تعمل المضادات الحيوية في هذه الحالة

كما ذكرنا، البكتيريا هي الكائنات المجهرية الأكثر تسببًا في عدوى المسالك البولية. أي أنها تتسبب في حالات أكثر من الفيروسات والفطريات.

من بين أنواع البكتيريا، الإشريكية القولونية تتسبب في نحو 80% من التهاب المثانة والتهاب الإحليل. هذه البكتيريا عادةً ما تعيش في الجهاز الهضمي، أو في آخر جزء من الأمعاء على وجه التخصيص. والمريض هو من يعدي نفسه.

في حالة النساء، ترتبط الحالة بامتلاكهن إحليلًا أقصر واقتراب الجهاز الهضمي من البولي. يسهل ذلك مرور الإشريكية القولونية بين الشرج وفتحة الإحليل، حيث تصعد البكتيريا وتدخل الجهاز البولي.

بصورة أقل، يمكن لبعض الكائنات المجهرية الأخرى أن تتسبب في العدوى البولية، ومنها يمكننا أن نذكر الآتي:

  • المتقلبة الرائعة
  • الكلبسيلة الرئوية
  • معوية البراز

جميع هذه البكتيريا حساس لنوع من أنواع المضادات الحيوية. لذلك قد يحتاج المريض للخضوع لاختبار حساسية المضادات الحيوية قبل بدء العلاج. يقيس هذا الاختبار حساسية مسببات الأمراض للعقاقير لوصف نوع المضاد الحيوي المناسب لقتل الكائنات المجهرية.

أكثر المضادات الحيوية شيوعًا لحالات عدوى المسالك البولية

بعد اكتشاف الطبيب للعامل المسبب للمرض والتأكد من المضاد الحيوي المناسب للعدوى عن طريق اختبار حساسية المضادات الحيوية، يبدأ بروتوكول العلاج. لا يوجد عقار مثالي لجميع الحالات، بل يجب تكييف العلاج حسب كل حالة.

في هذا الصدد، من المهم أخذ عوامل معينة في الاعتبار، كسن المريض، الأمراض المحتملة، الحساسية، نوع الاضطراب في الجهاز البولي.

في القسم التالي، نستعرض أكثر المضادات الحيوية استعمالًا في هذه الحالة.

البنسلينات ومشتقاتها

المضادات الحيوية لحالة عدوى المسالك البولية

لأنها أقدم المجموعات المستخدمة في مكافحة البكتيريا، تطورت البنسلينات بشكل كبير. الأموكسيسيلين والأمبيسيلين ينتميان إلى هذه العائلة وهما فعالان ضد العديد من الكائنات المجهرية. يوجد أيضًا السيفالوسبورينات، كالسيفاليكسين، السيفالوتين والسيفترياكسون.

معظم بكتيريا الإشريكية القولونية وبكتيريا المتقلبة حساسة لهذه المضادات الحيوية. وهي خيار رائع للنساء الحوامل، فالدراسات لم تسجل أي تأثير لها على الأجنة. لذلك هي مناسبة خلال فترة الحمل.

الأمينوغليكوزيد

هذه العائلة، والتي يمثلها الجنتاميسين، تستطيع مكافحة البكتيريا سلبية الجرام. هذا يعني أنها لا توقف نمو البكتيريا، بل تقتل الكائنات الحية سلبية الجرام. لهذا السبب، يصفها الأطباء لبكتيريا المكورة المعوية.

ولكنها تنطوي على الكثير من التأثيرات الجانبية السلبية، وهو ما يقلل استعمالها. ولا يجب وصفها تحت أي ظرف للنساء الحوامل والرضع الذين لا يزالون في طور تطوير أنسجتهم بسبب احتمالية إعاقتها لعمليات التشكل الخلوي.

مجموعة الكوينولون

مع مرور الوقت واكتشاف عقاقير جديدة، اكتسبت بعض العقاقير الجديدة مكانة بين المضادات الحيوية وأصبحت من الخيارات المهمة لعدوى المسالك البولية. هذه هي حالة مجموعة الكوينولون، والتي احتلت مكان البنسلين والأموكسيسيلين.

لم يحدث ذلك دائمًا بسبب أدلة علمية معينة، ولكن على الأرجح بسبب سهولة استعمال هذه العقاقير، وذلك لأنها تتطلب تناول جرعات أقل في أيام أقل.

هذه المجموعة تشمل النوروفلوكساسين، السيبروفلاكساسين، البيفلوكساسين، والغاتيفلوكساسين. أول اثنان هما الأكثر وصفًا من هذه المجموعة لهذه الحالة.

ميزة هذه المجموعة تكمن في تركيزها العالي في الأنسجة. على سبيل المثال، في حالة الرجال، قدرتها على اختراق البروستات تجعلها أول خطوط العلاج لمنع الحالة من التحول إلى مزمنة.

تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول

مضاد حيوي

هذا المزيج الدوائي يعتبر مضادًا حيويًا. ولكن لا يمكن استعماله دائمًا بسبب قدرته المحدودة فيما يتعلق بالبكتيريا الأكثر ش يوعًا في عدوى المسالك البولية. مع ذلك، إذا أظهر اختبار حساسية المضادات الحيوية الحاجة إليه، فهو ليس خيارًا سيئًا.

لهذا العقار تأثير جيد على البروستات، ولذلك يعد ثاني الخطوط العلاجية بالنسبة للرجال بعد النورفلاكساسين. بالإضافة إلى ذلك، فتأثيراته السلبية القليلة تجعله مناسب وآمن للاستعمال لأي سن وحالة تقريبًا.

خاتمة

أيًا كان نوع العدوى، الاستخدام الآمن للمضادات الحيوية ضروري. إذا تم استعمال هذه الأدوية بعشوائية، تصبح سلالات البكتيريا أكثر مقاومة وتصعب عملية العلاج أكثر.

لذلك، من الضروري استشارة طبيب متخصص والخضوع لاختبار حساسية المضادات الحيوية إذا سمحت الحالة بذلك. حتى يصبح اختيار المضاد الحيوي مبنيًا على أدلة تثبت فعاليته.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Orrego-Marin, Claudia Patricia, Claudia Patricia Henao-Mejia, and Jaiberth Antonio Cardona-Arias. “Prevalencia de infección urinaria, uropatógenos y perfil de susceptibilidad antimicrobiana.” Acta Médica Colombiana 39.4 (2014): 352-358.
  • Tandogdu, Zafer, and Florian ME Wagenlehner. “Global epidemiology of urinary tract infections.” Current opinion in infectious diseases 29.1 (2016): 73-79.
  • Medina, Martha, and Edgardo Castillo-Pino. “An introduction to the epidemiology and burden of urinary tract infections.” Therapeutic advances in urology 11 (2019): 1756287219832172.
  • Barker, Charlotte I., Eva Germovsek, and Mike Sharland. “What do I need to know about penicillin antibiotics?.” Archives of Disease in Childhood-Education and Practice 102.1 (2017): 44-50.
  • Hanif, Shamayela. “Frequency and pattern of urinary complaints among pregnant women.” Journal of the College of Physicians and Surgeons–pakistan: Jcpsp 16.8 (2006): 514-517.
  • Alinejad, Saeed, et al. “Nephrotoxic effect of gentamicin and amikacin in neonates with infection.” Nephro-Urology Monthly 10.2 (2018).
  • Tayebi, Zahra, et al. “Comparison of quinolone and β-lactam resistance among Escherichia coli strains isolated from urinary tract infections.” Infezioni in Medicina 24.4 (2016): 326-330.
  • Talan, David A., et al. “Extended-release ciprofloxacin (Cipro XR) for treatment of urinary tract infections.” International journal of antimicrobial agents 23 (2004): 54-66.
  • Stamatiou, Konstantinos, and Nikolaos Pierris. “Mounting resistance of uropathogens to antimicrobial agents: A retrospective study in patients with chronic bacterial prostatitis relapse.” Investigative and clinical urology 58.4 (2017): 271-280.
  • NEMIROVSKY, CORINA, et al. “Consenso Argentino Intersociedades de Infección Urinaria 2018-2019-Parte I.” MEDICINA (Buenos Aires) 80.3 (2020): 229-240.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.