امتصاص الجلوكوز - كيف يقوم الجسم بهذه العملية؟

يستطيع أيض الإنسان حرق الدهون والبروتين كمصادر للطاقة، ولكن بفعالية أقل. ولذلك، يعد الجلوكوز مصدر الطاقة المفضل للخلايا. تابع القراءة لاكتشاف المزيد عن الموضوع.
امتصاص الجلوكوز - كيف يقوم الجسم بهذه العملية؟
Anna Vilarrasa

مكتوب ومدقق من قبل أخصائية تغذية Anna Vilarrasa.

آخر تحديث: 23 أغسطس, 2022

برغم أن مادة الجلوكوز مهمة جدًا للسماح للجسم بالقيام بوظائفه بشكل طبيعي، إلا أنه يحتاج إليه بكميات معتدلة. عند ارتفاع مستويات الجلوكوز بشكل مفرط أو خارج عن السيطرة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية خطيرة. الجلوكوز من السكريات الأحادية، وهو يحتوي على 6 ذرات كربون. هو شكل من أشكال السكر وهو أحد المركبات العضوية الأكثر وفرة على الأرض. إذن كيف يقوم الجسم بعملية امتصاص الجلوكوز ؟

إحدى وظائف الجلوكوز الأساسية في جسم الإنسان هي أنه يعمل كمصدر للطاقة لجميع خلايا الجسم. العديد من أعضائنا تحتاج إلى السكريات، بما في ذلك المخ والأنسجة الأخرى. وبجانب الشحوم، الجلوكوز أحد مصادر الطاقة الأساسية.

الجلوكوز والسكر مادتان مختلفتان

لا يجب الخلط بين هذين المركبين. السكر (السكروز) من المركبات الكيميائية التي تتكون من جزيئات جلوكوز وفركتوز.

وبرغم أنه بعد تحليل السكر في الجسم، سيحصل الجسم على الجلوكوز، إلا أن السكر ليس أساسيًا في النظام الغذائي. ما يحتاجه الجسم ليعمل بشكل طبيعي هو الجلوكوز. وكما سنوضح في القسم التالي، يمكن الحصول على الجلوكوز من مصادر أخرى عديدة.

المصادر الأساسية للجلوكوز

ملعقة سكر

عملية امتصاص الجلوكوز الطبيعية تحدث من خلال تناول الكربوهيدرات. أكثر مصادر الكربوهيدرات شيوعًا هي الخبز، الباستا، الأرز، الخضروات، الفواكه ومنتجات الألبان.

جميع أنواع الكربوهيدرات توفر الجلوكوز للجسم عند تحليلها. الاستثناء الوحيد هو الألياف. وذلك لأن الجسم لا يمتلك الإنزيمات المناسبة لتكسيرها، فتمر سليمة عبر السبيل الهضمي حتى تصل إلى القولون. وهناك، البكتيريا المعوية هي المسؤولة عن هضمها.

ولكن، تجدر الإشارة هنا إلى أن للجسم سبل أخرى يستطيع من خلالها الحصول على الطاقة في غياب الكربوهيدرات. فيمكن لبعض العمليات الاستقلابية أن تنشط وتستعمل الدهون والبروتين كمصادر للجلوكوز.

كيف يقوم الجسم بعملية امتصاص الجلوكوز؟

عندما يتم تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات، يبدأ الجسم في هضمها. من الفم إلى الأمعاء الدقيقة، وبفضل الإنزيمات والعصارات الهضمية وحركات الجهاز الهضمي، يقوم الجسم بتحليل أو تكسير الكربوهيدرات المعقدة للحصول على الجلوكوز.

تمر جزيئات الجلوكوز عبر الأمعاء الدقيقة. ولكن، من هناك، لا يمكن لخلايا الجسم استعمالها بعد.

عندما تصل إلى الأمعاء الدقيقة، تمر إلى الدم. في هذه المرحلة، يأتي دور البنكرياس والإنسولين. عندما يكتشف المخ وجود الجلوكوز في الدم، يرسل إشارة إلى إلى الغدد الصماء لإفراز الإنسولين. في المواقف العادية، يقوم البنكرياس بإفراز الإنسولين الضروري بشكل تلقائي طوال الوقت.

يمكننا أن نقول أن الإنسولين هو المفتاح الذي يفتح باب الخلايا حتى يستطيع الجلوكوز الدخول. وبعد دخوله الخلايا، تستطيع استعماله كمصدر للطاقة.

اختلافات في عملية امتصاص الجلوكوز حسب المصدر

اختلافات في عملية امتصاص الجلوكوز حسب المصدر

برغم أن السكر والكربوهيدرات يوفران الطاقة للجسم، إلا أن عملية امتصاص الجلوكوز تتغير وفقًا لما يتم تناوله من طعام.

بعض الأطعمة غنية بالسكريات البسيطة: العسل، السكر الأبيض، المشروبات الحلوة المركزة، المشروبات الغازية وعصائر الفواكه. لأنه يتم هضم هذه الأطعمة سريعًا، يصل الجلوكوز بشكل أسرع إلى الدم، فيؤدي إلى زيادة مفاجئة في جلوكوز الدم. استجابة لذلك، يفرز البنكرياس إنسولين أكثر، ويصبح الإنسولين أكثر وفرة في الدم.

من عواقب هذه الاستجابة أنه، بعد عمل الإنسولين، يحدث انخفاض سريع في جلوكوز الدم، مما يؤدي إلى حالة نقص السكر بالدم. يمكن لذلك أن يزيد من الشعور بالجوع، ويتسبب في الدوار، الصداع والرؤية المزدوجة أو غير الواضحة.

على الجانب الآخر، عندما يتم تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات المعقدة، كالحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف، يمتص الجسم الجلوكوز بشكل مختلف. ففي هذه الحالة، تكون العملية بطيئة وتدريجية.

نتيجة لذلك، تكون مستويات الإنسولين المفرزة مستقرة. جلوكوز الدم يصبح ثابتًا ويبقى متاحًا لفترة أطول، ويمكن تجنب التصاعد المفاجئ في سكر الدم ونقص الطاقة الذي ينتج عن ذلك.

العواقب الصحية للسكريات البسيطة

أوضحنا بالفعل أن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة يؤدي إلى تصاعد مفاجئ وكبير في الإنسولين وفي جلوكوز الدم.

بصورة مستمرة، يزيد ذلك من خطر الإصابة بأمراض كالسمنة، أمراض القلب والأوعية الدموية، ارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة الأيض.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد في هذه الحالة خطر يتعلق بعدم عمل البنكرياس بشكل طبيعي، أو أن الخلايا ستطور مقاومة للإنسولين. إذا حدث ذلك، سيستمر جلوكوز الدم في الحفاظ على اسرتفاعه بشكل مستمر – وهو ما نسميه داء السكري.

خاتمة

كما رأينا، الامتصاص السريع يمكن أن يؤدي إلى تصاعد مفاجئ للجلوكوز، ثم هبوط مفاجئ أيضًا. وعلى المدى الطويل، يمكن لذلك أن يؤدي إلى مشكلات ترتبط بمقاومة الإنسولين وداء سكري النوع الثاني.

أفضل وسيلة لتجنب ذلك هي تناول الأطعمة الطازجة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة: الخضروات والفواكه، الحبوب الكاملة، الخضروات الجذرية، ومنتجات الألبان.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Beilby J. (review). Definition of Metabolic Syndrome: Report of the National Heart, Lung, and Blood Institute/American Heart Association Conference on Scientific Issues Related to Definition. The Clinical Biochemist Reviews. 2004. 109:433-8.
  • Berg, JM et al. Biochemistry. New York. WH Freeman 2002. Section 30.2.
  • Delli Bovi AP, et al. Obesity and Obesity Related Diseases, Sugar Consumption and Bad Oral Health: A Fatal Epidemic Mixtures. Transnational Medecine. Enero 2017. 16:11-16.
  • Lennerz BS, et al. Effects of dietary glycemic index on brain regions related to reward and craving in men. The American Journal of Clinical Nutrition. Setiembre 2013; 98(3):641-7.
  • Lustig RH, et al. The toxic truth about sugar. Nature. Febrero 2012. 482;27-29.
  • Vasanti S, et al. Sugar-Sweetened Beverages and Risk of Metabolic Syndrome and Type 2 Diabetes. Diabetes Care. Noviembre 2010. 33(11):2477-2483.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.