الإصابات السطحية - لماذا وكيف تتشكل الكدمات؟

الكدمات من الإصابات الجلدية الشائعة جدًا. واليوم، نرغب في استعراض كيفية تكونها ومسبباتها.
الإصابات السطحية - لماذا وكيف تتشكل الكدمات؟

آخر تحديث: 26 يوليو, 2020

الكدمات تعد إحدى الإصابات السطحية الجلدية الأساسية. وبجانب الأعراض الجلدية الأخرى، تعد الكدمات عرض لأنواع عديدة من الأمراض والحالات الطبية.

يمكن القول أن الكدمات هي تجمع دموي يظهر تحت الطبقة السطحية للجلد أو تحت غشاء مخاطي.

وذلك لأنها لا تظهر مصحوبة بأي جروح أو شقوق في الطبقة السطحية. وهذا التجمع الدموي يظهر نتيجة تمزق الأوعية الدموية في المنطقة.

يُعرف خروج الدم من الأوعية الدموية بالتسرب أو الارتشاح. يعني ذلك أن الكدمات تظهر نتيجة ارتشاح تحت سطح الجلد السليم.

هذا الارتشاح قد يكون ناتجًا عن تمزق عضلي في المنطقة، الضربات، الصدمات أو عدوى معينة تدمر الأوعية الدموية من الداخل.

مسببات الكدمات

الإصابات السطحية

يوجد هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الكدمات.

النتيجة النهائية هي تمزق الأوعية الدموية وتسرب الدم إلى المساحة التحت جلدية. وأسباب ذلك قد تكون:

  • صدمة: كضربة تصيب الجلد دون أن تؤدي إلى تمزقه. ويحدث ذلك بسبب الأجسام غير الحادة. فيجب الأخذ في الاعتبار أن  هذا النوع من الإصابات السطحية يظهر فقط إذا لم يصاب الجلد بجروح.
  • الضغط على العضلات: هو أمر شائع جدًا بين الرياضيين. ومع الإجهاد الشديد، يمكن أن تظهر إصابات العضلات، مما قد يؤدي إلى الكدمات.
  • نقص فيتامين ك: هو عنصر أساسي في عملية التخثر. ونقصه في الجسم يسهّل تشكل الكدمات.
  • بعض أنواع العدوى: تؤدي إلى إضعاف الأوعية الدموية وتكسرها من الداخل، دون ظهور جروح جلدية. في بعض الأحيان تكون الكدمات أولى علامات الإصابة بالعدوى. وقد تظهر حتى قبل ظهور الحمى.
  • أمراض تجلط الدم: المصابون بها أكثر عرضة للإصابة بالكدمات. بجانب ذلك، اضطرابات التخثر يمكن أن تكون علامة ثانوية لحالات أخرى أكثر خطورة كالسرطان.
  • استعمال أدوية مضادة للتجلط: هذه الأدوية تؤدي إلى تشكل الكدمات تلقائيًا أو بسبب الصدمات الخفيفة التي لا تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية في الظروف الطبيعية.

كيف تتكون هذه الإصابات السطحية

الإصابات السطحية

كما ذكرنا، الكدمات هي تجمع دموي في المساحة التحت جلدية حيث يكون الجلد نفسه سليمًا غير مصاب بأي جروح. هذه عملية محدودة ذاتيًا، وبعد مرور فترة معينة، تتم إعادة امتصاص الدم المتسرب مجددًا.

خلال عملية إعادة الامتصاص، والتي قد تستغرق أسابيع، يتغير لون الجلد في المنطقة المصابة ليكشف عن مراحل عملية التعافي من الكدمة.

على سبيل المثال، لون الدم يكون أحمر عند وجوده داخل الأوعية الدموية. عند تسربه إلى المساحة التحت جلدية، تنشط الخلايا الدفاعية المعروفة بالخلايا البلعمية الكبيرة. يؤدي ذلك إلى فقدان هيموغلوبين الدم الأكسجين الذي يحمله، ويصبح لونه داكنًا.

يمكن رؤية اللون الأحمر الداكن للهيموغلوبين الخالي من الأكسجين كأرجواني من خارج الجسم. وهذا هو اللون التقليدي الذي يمكن التعرّف من خلاله على الكدمات.

من مرور الأيام، يتحول لون الهيموغلوبين مجددًا بسبب انحلاله، فيأتي الأخضر بعد الأرجواني، ويحدث ذلك بسبب تحول الهيموغلوبين إلى بيليفيردين.

بعد بضعة أيام، يتحول البيليفيردين إلى بيليروبين. في هذه المرحلة، يتحول لون الجلد من الأخضر إلى الأصفر. وذلك حتى تحول البيليروبين إلى هيموسيديرين، والذي يبدو لونه كبني باهت من الخارج.

آخر مراحل الكدمة هي الامتصاص الكامل لبواقي الدم المتسرب. تتدخل الخلايا البلعمية الكبيرة مرة أخرى وتأكل الهيموسيديرين المتبقي. فيعود الجلد أخيرًا إلى لونه الطبيعي.

تصنيف الكدمات

الكلمات كدمة، الرضة، الورم الدموي والحبرة تُستعمل عادةً بشكل متبادل، ولكنها لا تعني نفس الشيء. في علم الأمراض الجلدية، لكل منها صفات خاصة.

الورم الدموي رضة تؤدي إلى رفع الجلد. إذا لم يرتفع مستوى الجلد عن السطح في المنطقة المصابة، لا تُتعبر الإصابة ورمًا دمويًا.

يختلف تصنيف الحبرة حسب حجمها. فالحبرات يمكن أن تصل في حجمها إلى 2 ملليمتر. إذا تعدت هذا الحجم، تعتبر رضة.

بعيدًا عن كل ذلك، الرضوض عادةً ما تكون عابرة وترتبط بشكل أساسي بالصدمات.

لذلك، إذا ظهرت عليك أي كدمات لا تعرف مصرها، استشر طبيبًا متخصصًا للحصول على تشخيص دقيق.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.