أسباب، أعراض، وعلاج المتلازمة السرطاوية

تتمثل الخصائص الرئيسية للمتلازمة السرطاوية في الاحمرار، السخونة المفاجئة، تسرع القلب، والإسهال. ستشرح مقالة اليوم سبب حدوثها وكيف يعالجها مجال علم الأورام.

تشير المتلازمة السرطاوية إلى مجموعة من العلامات والأعراض التي تعد من مضاعفات الأورام السرطانية. وغالبًا ما تفرز مواد كيميائية مثل السيروتونين.

هذه ليست أكثر أنواع السرطان شيوعًا. في الواقع، هذه الأورام والمتلازمة السرطاوية شديدة العدوانية. أيضًا، يعاني الكثير من المرضى المصابين بها من ضيق في التنفس وحتى عدم انتظام دقات القلب.

ستصف مقالة اليوم كل ما تحتاج لمعرفته حول هذا الاضطراب وكيفية تعامل الأطباء معه.

ما هي المتلازمة السرطاوية؟

هذه المتلازمة هي في الأساس مجموعة من العلامات والأعراض التي تنتج عن تأثير بعض المواد التي يطلقها الورم. وفقًا لمقال نُشر في المجلة الطبية لكوستاريكا وأمريكا الوسطى، فإن معظم الأورام السرطاوية تتطور من الخلايا العصبية الصماء في الجهاز الهضمي.

في الواقع، تشير التقديرات إلى أن حوالي 50٪ من جميع سرطانات الأمعاء الدقيقة من هذا النوع. ومع ذلك، يمكن أن تظهر أيضًا في الرئة، البنكرياس، والكبد. الحقيقة هي أن المتلازمة السرطاوية تصيب حوالي 8٪ فقط من المصابين بهذه الأورام.

إنها في الواقع أكثر شيوعًا في أولئك الذين يعانون من انبثاث في الكبد. ويطلق الورم مواد مثل السيروتونين، الهيستامين، والبروستاجلاندين، وكل هذه يمكن أن تؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم وتؤدي إلى الأعراض المميزة.

أعراض المتلازمة السرطاوية

وفقًا لأخصائيي عيادة Mayo Clinic، فإن أحد أكثر الأعراض شيوعًا هو احمرار الجلد. عادة ما يصيب الوجه وأعلى الصدر. وذلك لأن العديد من المواد الكيميائية المذكورة تسبب توسع الأوعية.

يظهر الاحمرار فجأة ويستمر من دقائق إلى ساعات. يحدث في بعض الأحيان بسبب عوامل معينة تؤدي أيضًا إلى توسيع الأوعية، مثل التمارين الرياضية أو الكحول. هناك أيضًا انخفاض في ضغط الدم، دوخة، وإرهاق.

يعتبر الإسهال من الأعراض الشائعة الأخرى، خاصةً عندما يطلق الورم مادة السيروتونين. هذا لأنه يعمل على حركية الأمعاء. وبالتالي، يكون البراز مائيًا عادةً وقد يكون هناك تقلصات في البطن.

تظهر أيضًا المتلازمة السرطاوية مع عدم انتظام دقات القلب وضيق التنفس. إنها تشبه نوبة الهلع. قل عند بعض المرضى الدافع الجنسي، نفخات القلب، وزيادة أصوات التنفس.

المضاعفات المحتملة

يمكن أن تؤدي المتلازمة السرطاوية إلى مضاعفات عديدة. وفقًا لدراسة نُشرت في المجلة التشيلية لأمراض القلب، فإن أحد أكثرها صلة هو مرض القلب السرطاني. يحدث هذا بسبب تشكل لويحات من الأنسجة الليفية على صمامات القلب.

على وجه التحديد، فإن أكثر المناطق تضررًا هي صمامات القلب اليمنى (صمام ثلاثي الشرفات والرئة). في الواقع، يؤدي هذا إلى قصور القلب في وقت لاحق.

تعتبر الأزمات السرطاوية من المضاعفات الأخرى. يحدث هذا عندما تتفاقم المتلازمة بسبب محفز يزيد من حدة الأعراض. عند استخدام التخدير في الجراحة، على سبيل المثال. يمكن أن ينخفض ضغط الدم بشكل كبير ويؤدي إلى صدمة تهدد الحياة.

يعتبر الانسداد المعوي أيضًا من بين مضاعفات المتلازمة السرطاوية. ومع ذلك، فإنه يميل إلى أن يكون نتيجة للورم نفسه. يمكن أن تلتف حلقات الأمعاء عندما تصل إلى حجم كبير أو تنتشر إلى العقد.

ما الذي يسبب المتلازمة السرطاوية؟

العلامات والأعراض التي تميز المتلازمة السرطاوية على هذا النحو مشتقة من المواد الكيميائية التي ينتجها الورم. سبق أن ذكرناها أعلاه، هم السيروتونين، الهيستامين، البروستاجلاندين.

إن تفسير سبب عدم حدوث المتلازمة السرطاوية في جميع الأورام هو أن الكبد عادة ما يحيد هذه العوامل الكيميائية قبل أن تنتج مفعولها. ومع ذلك، يتضرر العضو عند أولئك الذين لديهم العديد من انبثاث الكبد.

عوامل الخطر لانبثاث الكبد

من الواضح أن عامل الخطر الرئيسي للمتلازمة السرطاوية هو وجود ورم سرطاوي. في الوقت نفسه، يمكن لظروف معينة أن تزيد من احتمالية الإصابة بهذا النوع من السرطان.

المؤشر الرئيسي هو وجود تاريخ عائلي من نفس نوع الورم. أيضًا في حالة وجود حالات أورام الغدد الصماء المتعددة من النوع الأول أو الورم الليفي العصبي من النوع الأول في الأسرة.

نظرًا لأن الأورام السرطاوية تتطور عادةً في الجهاز الهضمي، فمن المهم ذكر الأمراض التي تعزز ظهورها. ومن بينها فقر الدم الخبيث أو التهاب المعدة الضموري.

التشخيص

عادة ما يتم تشخيص المتلازمة السرطاوية من خلال الأعراض. يحتاج المريض إلى شرح كافة التفاصيل للطبيب المعالج. أيضًا، ربما يعرف بالفعل وجود ورم أساسي.

ومع ذلك، فإن المتلازمة السرطاوية هي أول مظهر من مظاهر السرطان في بعض الحالات. لذلك، من المهم إجراء سلسلة من الاختبارات التكميلية لتأكيدها. اختبارات الدم والبول مفيدة. هذا لأنها تجعل من الممكن معرفة ما إذا كانت أي مادة أعلى من تركيزها المعتاد.

يقوم التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب بتحليل وجود الورم وموقعه. هناك أنواع أخرى، مثل تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني- والتصوير المقطي المحسوب  لكشف السرطان، والتي تساعد في تحديد موقع الانبثاث.

علاج المتلازمة السرطاوية

لمعالجة المتلازمة السرطاوية، من الضروري علاج أي سرطان باطني. تشرح دراسة نشرت في مجلة أمراض الغدد الصماء والتغذية أنواع العلاجات المتاحة حاليًا. وهي تختلف باختلاف خصائص الورم، والأهم من ذلك، وجود الانبثاث.

الجراحة هي أحد الخيارات لمحاولة إزالة جزء من الورم أو إزالته بالكامل. أيضًا، غالبًا ما يستخدمون العقاقير البيولوجية، مثل إنترفيرون-ألفا. هذا لأنها تحفز جهاز المناعة الذي يتحدى السرطان.

يمكنهم أيضًا استخدام الانصمام الشرياني الكبدي إذا كانت هناك نقائل في الكبد. وبهذه الطريقة، يقطعون تدفق الدم الرئيسي إلى العضو ولم يعد الورم قادرًا على النمو. قد يكون العلاج الكيميائي مفيدًا أيضًا مثل الاستئصال الراديوي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الأدوية التي يمكن للمرء استخدامها لتخفيف أعراض المتلازمة السرطاوية على هذا النحو. على سبيل المثال، يعتبر أوكتريوتيد ولانريوتيد نظائر لمادة مهمة للجهاز الهضمي تسمى السوماتوستاتين. في الواقع، يمكن أن تقلل من الإسهال والاحمرار.

المتلازمة السرطاوية مشتقة من الورم

من المهم إعادة التأكيد على أن المتلازمة السرطاوية ناتجة عن تأثير المواد الناتجة عن الورم السرطاني. تتطور هذه الأورام في الجهاز الهضمي في معظم الحالات. ومع ذلك، يمكن أن تظهر أيضًا في الرئة أو تنتقل إلى الكبد.

من الضروري أن تكون قادرًا على التعرف على أعراض هذه المتلازمة، مثل السخونة المفاجئة، ضيق التنفس، وعدم انتظام دقات القلب. أخيرًا، من الضروري دائمًا استبعاد الأعراض التي لها علاقة بالأورام عند ظهورها.

يرجى التحدث مع طبيبكم إذا كانت لديكم أية أسئلة.