مكافحة الذعر - نصائح نفسية للتعامل مع فيروس الكورونا
في خضم أزمة فيروس الكورونا المستجد، نشهد انتشار فيروس خطير آخر بشكل أسرع من كوفيد-19 حتى في جميع أنحاء العالم: الخوف. لذلك، نرغب اليوم في استعراض نصائح نفسية تساعد على مكافحة الذعر والهلع والتعامل مع الموقف بهدوء.
تشير الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) إلى أن مكافحة الذعر من الأمور بالغة الأهمية حاليًا. فالقلق بسبب الوباء المستجد أصبح “عدوى” خطيرة كالفيروس نفسه تقريبًا.
يظهر ذلك في اختفاء أقنعة الوجه والمطهرات من الأسواق، الخوف من أي شخص يعطس بالقرب منا، وتغيير العادات اليومية كليًا.
من الطبيعي والمنطقي أن نشعر بالخوف عند مواجهة أزمة عالمية كهذه. ولكن، يجب على الخوف أن يكون نظامًا منذرًا يساعدنا على الاستجابة بشكل منطقي للوضع، وليس من خلال الذعر أو السلوكيات اللاعقلانية.
ولتحقيق ذلك و مكافحة الذعر بفعالية للاستجابة بشكل سليم للأوضاع التي نواجهها الآن، يجب أخذ بعض النصائح النفسية الخاصة في الاعتبار.
ثلاث نصائح نفسية تساعد على مكافحة الذعر بسبب الكورونا
أولًا، يجب علينا ألا ننسى أن أنظمتنا الصحية العالمية مجهزة جيدًا وأننا تعاملنا مع العديد من الأمراض والأوبئة الأخرى الأخطر لعقود طويلة مثل السارس، على سبيل المثال.
ويؤكد الخبراء كباروخ فيشهوف، عضو الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) وخبير علوم إدراك المخاطر والسلوك البشري، على أن هذه المواقف تتطلب منا كبشر إخراج أفضل ما لدينا.
فيقول: “في الأومات، يجب على البشر دعم بعضهم البعض، وإظهار الشجاعة والثبات. إذا أصبنا بالذعر، نحرم أنفسنا من فرصة التعامل مع الموقف بشكل مناسب وفعال.”
وحتى نستطيع مكافحة الذعر بفعالية، يمكننا الاستعانة بالنصائح الثلاث التالية.
ننصحك بقراءة:
1- نظم درجة تعرضك للمعلومات
يوجد بعض الصور والكلمات التي تملأنا بخوف بدائي لا يمكننا تجنبه. يشمل ذلك صور الأطباء في ملابسهم الواقية، الأفراد الذين يرتدون أقنعة الوجه، وكلمات كـ”وباء”، “عدوى” و”فيروس”.
إذا أضفنا إلى كل كل المعلومات فرط المعلومات التي تتلقاها يوميًا، تحول هذا الخوف إلى ذعر لاعقلاني في لحظة ما سيكون حتميًا.
ففي خلال هذه الأزمة، نسمع أخبارًا جديدة في كل ثانية، ونعرف أنه في اللحظة التي بتشغيل التلفاز، أولى الكلمات التي سنسمعها هي “فيروس الكورونا”.
- لذلك، يجب عليك تنظيم درجة تعرضك للأخبار المتعلقة بهذا الموضوع. تحتاج إلى عيش حياتك بشكل طبيعي قدر الإمكان، ولا تسمح بمستجدات الفيروس أن تدور حولك طوال اليوم.
- يجب عليك أيضًا تجنب المعلومات السامة والخاطئة حول الموضوع. لذلك، من المهم أن تبحث عن مصادر رسمية وموثوقة، ولا تتابع غيرها.
- بجانب ذلك، إذا شعرت بالقلق الشديد، خصص بعض الوقت لممارسة أنشطة تثير اهتمامك وتساعد على استرجاع هدوئك.
2- الأخبار المضللة هي أسوأ الفيروسات
من النصائح النفسية المهمة في هذه الأزمات هي أخذ المعلومات الخاطئة، الخرافات، والأخبار المضللة في الاعتبار، فلا يوجد فيروس أكثر ضررًا منها.
فهذه الأخبار والمعلومات تؤدي دائمًا تقريبًا إلى الهلع الفوري. وبضغطة واحدة، نستطيع مشاركتها، فتنتشر أسرع من أخطر فيروس.
نسمع بشكل مستمر عن نظريات المؤامرة التي تؤكد أن نسبة الوفيات أعلى كثيرًا من النسب الرسمية، أو أن الفيروس قد تم نشره عن عمد عن طريق الولايات المتحدة أو روسيا لزعزعة استقرار الاقتصاد. والقائمة تطول.
- تذكر أن نحو 40% من الأخبار التي تتلقاها تعتبر مزيفة.
- المعلومات الصحيحة هي اللقاح الحقيقي في هذه المواقف، فتابع المؤسسات الحكومية والمؤسسات العالمية المعنية كمنظمة الصحة العالمية.
3- كن يقظًا، ولكن حافظ على هدوئك
عند مواجهة مواقف الأزمات، أفضل ما يمكنك القيام به هومحاولة الحفاظ على هدوئك. ففي مواجهة الخوف والقلق، من المهم أن تبقى يقظًا، وليس مروعًا. ولكن ماذا يعني ذلك؟
يعني ذلك أنك تستطيع التعامل مع هذه المواقف المخيفة بشكل جيد إذا استطعت الحفاظ على هدوئك الداخلي. ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالتطورات.
- الأمر يتعلق بمتابعة معلومات المصادر الموثوقة كما ذكرنا، دون الشعور بهلع لاعقلاني قد يؤدي إلى سلوكيات ضارة.
- إحدى النصائح النفسية الأهم في مواجهة فيروس الكورونا هي الاستمرار في عيش حياتك بشكل طبيعي قدر الإمكان. ولذلك، الروتين هو أفضل حلفائك.
- في نفس الوقت، يجب عليك متابعة آخر التطورات ونصائح الخبراء في وقت محدد من اليوم.
أخيرًا، تذكر أننا نستطيع حل أي أزمة بدون الحاجة إلى الهلع والذعر، وعن طريق العمل معًا بشكل متعاون ومتناسق.
نحن في مواجهة فيروس جديد، ولذلك تحتاج المنظمات الصحية والسلطات إلى بعض الوقت حتى تستطيع تحليل سلوكه.
كل ما تحتاج إليه هوالاستمرار في روتينك اليومي قدر الإمكان، اتباع الإجراءات الوقائية السليمة، والاتزام بإرشدات السلطات الرسمية.