الاعتداء النفسي - 6 تأثيرات خطيرة للعنف النفسي تحتاج إلى معرفتها

أن تعتقد بأنك المذنب وأنك من تسبب في الاعتداء الذي تم عليك هو أمر غير معقول. لا يمتلك أحد الحق في الإساءة إليك، وذلك يشمل الإساءة النفسية الخطيرة للغاية.
الاعتداء النفسي - 6 تأثيرات خطيرة للعنف النفسي تحتاج إلى معرفتها

آخر تحديث: 05 يناير, 2019

يمكن ملاحظة آثار الاعتداء البدني بسهولة. ففي النهاية، لا يمكن لأحد إخفاء ذراع مكسورة أو شفاه متورمة. ولكن الأمر يختلف مع الاعتداء النفسي ، التلاعب، الإساءة، والعنف اللفظي.

فنحن لا نستطيع رؤية تأثيرات هذه الأشكال من الاعتداء. وتكون عواقبها معقدة للغاية إلى درجة عدم قدرة الضحية حتى على طلب المساعدة.

كيف يمكن شرح الأمر؟ كيف يمكن أن تتوقع منهم تصديقك حينما يكون ما يؤلمك يتعلق بهويتك ورؤيتك لذاتك وأعماق روحك؟

 الأمر ليس سهلًا على الإطلاق. فلا يوجد حتى في مجتمعاتنا أنظمة ملائمة تساعد الضحية، سواء كانت امرأة أو رجلًا، على التبليغ عن هذه الوقائع.

وغالبًا لا يجرؤ الضحايا على الإفصاح لأنهم يشعرون بالخوف من العواقب المحتملة، خاصةً من احتمالية عدم تصديق من حولهم لهم.

تأثيرات الاعتداء النفسي مدمرة، وسبب ذلك هو أنه يُمارَس من أقرب الناس إليك، من أفراد تثق فيهم وتحبهم.

لنلق نظرة على تأثيرات الاعتداء النفسي على عقلك ومشاعرك في هذه المقالة.

تأثيرات الاعتداء النفسي

1- الشعور بالذنب والخزي

الشعور بالذنب والخزي

أسوأ وأفجع ما يمكنك القيام به هو أن تبدأ في إلقاء اللوم على نفسك بسبب كل ما وقع لك. وهو أمر شائع جدًا يتعلق بكيفية رؤية التلاعب النفسي من الخارج.

على سبيل المثال، يعتقد البعض أن الضحايا ضعفاء، وأنهم هم من يسمحون للمعتدي بالإساءة إليهم والتحكم فيهم.

احذر من التفكير بتلك الطريقة. فأنت في هذه المواقف تكون في خضم فوضى عاطفية معقدة ليس من السهل الخروج منها.

من الطبيعي أحيانًا أن تشعر بالخزي عندما تفكر في كيف أنك سمحت لنفسك باحتمال هذا العنف النفسي.

وفي بعض الأحيان الأخرى، قد تشعر بعدم القدرة على التعامل مع الوضع، وقد تشعر بالوحدة والانعزال وأنك غير قادر على القيام بشيء حيال الأمر.

ولكن من المهم أن تتذكر دائمًا أنه لم يكن خطأك، وأن هناك دائمًا طريق لمواجهة هذا الاعتداء وإنقاذ نفسك منه.

2- فقدان الذاكرة أو الشعور بعدم واقعية الأحداث

عندما تواجه مستويات عالية من القلق، الضغط العصبي، والمعاناة المستمرة، ينخفض عادةً حجم بعض أجزاء المخ المرتبطة بالذاكرة كالحصين.

ولذلك يصاب الفرد بهفوات الذاكرة، لا يستطيع التركيز، ولا يستطيع اتخاذ القرارات بذهن صاف.

على الجانب الآخر، الشعور بأن ما يحدث غير واقعي أو غير حقيقي يعتبر من التجارب الشائعة جدًا في هذه الحالات.

يُعد ذلك آلية دفاعية يقوم فيها مخك بخلق مسافة بينك وبين الواقع حتى تستطيع التعامل معه، ولذلك تفكر أن “هذا الأمر لا يحدث لي.”

3- الاختلال العاطفي وتقلب المزاج

في بعض الأوقات، تشعر بأمل وتؤمن بأن الأوضاع ستتغير وأنك ستشعر بالسعادة قريبًا، وتنتظر استعادة التوازن.

ولكن الأمر لا يستغرق الكثير من الوقت حتى تعود إلى دوامة الإحباط، الغضب، الحنق، مع الشعور بالخوف وانعدام الأمل.

من الشائع في هذه المواقف أن تمر بحالة من المشاعر المختلطة والمتناقضدة. وتشعر بأنك لا تمتلك القدرة على السيطرة على حياتك.

4- الاعتداء النفسي والألم البدني المتكرر

الاعتداء النفسي والألم البدني المتكرر

لا يتم الإساءة إلى ضحايا الاعتداء النفسي بدنيًا، ولكن المعاناة التي يتعرضون لها ستظهر في صورة أعراض على أجسادهم عاجلًا أو آجلًا.

فهذه المعاناة النفسية تظهر في أعراض بدنية كالإجهاد، الأرق، الصداع، ألم المفاصل والعضلات، مشكلات الهضم، والعدوى المتكررة بسبب ضعف الجهاز المناعي.

وذلك يعتبر من تأثيرات الاعتداء النفسي الأكثر شيوعًا.

5- الإحساس بعدم وجود “وسيلة للهروب”

الشعور بالضعف والعجز من الأعراض الشائعة أيضًا. فالشخص الذي يتم الاعتداء عليه بهذا الشكل يشعر بأنه عاجز عن القيام بأي شيء مفيد في هذه الحالة.

وأحيانًا يقنع نفسه بأن لا يوجد ما يستطيع قوله أو فعله في سبيل تجنب أو مواجهة أو إيقاف هذا الاعتداء.

ولذلك يجب علينا جميعًا أن نتذكر دائمًا ضرورة التعامل مع أي شخص يُظهر علامات التعرض للاعتداء النفسي بدفء ورقة.

فلا تقل أشياء كالآتي: “ماذا تعني؟ هل أنت متأكد من أنها تقوم بذلك فعلًا، أم أنك تحب المبالغة والدراما؟”

لن يؤدي هذا النوع من الردود إلا إلى دفع الضحية عميقًا في دوامة الإحباط، وتعزيز شعوره بالوحدة والانعزال.

6- الأفكار الانتحارية

الأفكار الانتحارية

عندما يبدأ الشخص المُعتدى عليه في إقناع نفسه بأنه لا يوجد وسيلة للهروب، قد تبدأ الأفكار الانتحارية في الظهور. في بادئ الأمر، تكون أفكار غير واضحة، مجرد رغبة عابرة.

ولكن في بعض الأحيان، تأتي اللحظة المصيرية التي يصبح فيها ذلك في عين الضحية هو الحل الوحيد للتخلص من المعاناة.

ولذلك يجب على الأفراد المحيطين بالضحية الانتباه جيدًا إلى أي علامات، كلمات، سلوكيات، وحتى إلى لغة الجسد، والتي قد تشير إلى هذه الرغبة.

كن واعيًا بهذه الحقائق وحاول تقديم المساعدة لمن يحتاج إليها، فالاعتداء النفسي أخطر مما قد تتخيله.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.