الإنهاك العاطفي – اكتشف معنا الأعراض وكيفية التعامل معه
الإنهاك العاطفي خلال الأزمة الحالية من الحقائق النفسية التي يمر بها عدد كبير من الناس. يمكننا تفسير الأمر بأنه تشبّع مشاعر وأفكار يؤدي إلى نوع من الإجهاد الجسدي والنفسي. هذه التجربة طاغية ويمكن أن تزداد حدتها يومًا بعد يوم إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل معها.
كارل يونغ، عالم النفس الشهير، كان يقول أن عقل الإنسان لا يتأرجح بين الصواب والخطأ، ولكن بين الإدراك وعدم الإدراك، السيطرة وعدم السيطرة. وهو أمر صحيح، خاصةً في مواجهة الأزمات.
وفي مواجهة هذه المواقف، من الطبيعي تمامًا أن تمتلئ أفكارك بالخوف. الخوف مفهوم، ولكنه عادةً ما يحجب الواقع ويجعلك تفقد الأمل.
إذا أضفنا إلى ذلك تدفق المعلومات والأرقام المستمر وانعدام اليقين، يصبح لدينا تربة خصبة حيث تبدأ مستويات القلق في الزيادة بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتتحكم في حياة الإنسان.
ننصحك بقراءة:
مصادر الإنهاك العاطفي
يمكن للإنهاك العاطفي أن يظهر خلال هذه الفترة من مصدرين مختلفين.
المصدر الأول والأكثر حدة هو التجارب الصدمية، كفقدان أحد أفراد العائلة للمرض مثلًا. فمزيج المشاعر، المعاناة، وصعوبة تعزية النفس بسبب الظروف الحالية تزيد من شدة الحالة.
مصدر الإنهاك العاطفي الثاني يشمل تراكم العديد من العوامل التي قد تبدو غير مؤثرة للوهلة الأولى.
يشمل ذلك التوتر اليومي، المخاوف الصغيرة التي تتراكم، والأيام المتكررة الشبيهة التي تشوش الإنسان.
كيف أعرف إذا كنت مصابًا بالإنهاك العاطفي؟
- تستجيب بشكل غير متوازن لمواقف عادية. مثلًا، الشعور بالهلع بسبب عدم العثور على مفتاح المنزل عند فشل محاولة البحث الأولى.
- صعوبة التركيز حتى على المهام اليومية البسيطة.
- تجد صعوبة في التحدث بشكل عادي مع أفراد العائلة أو الأصدقاء. تشعر وكأنك تعيش في عالم مختلف، وتشعر بالغضب لأنهم لا يفهمونك.
- المشاعر الحادة قريبة دائمًا من السطح. فترغب في البكاء بسبب أمور بسيطة، تغضب بسبب لا شيء، واللامبالاة موجودة دائمًا وتجعلك لا تستطيع الاستمتاع بأي نشاط.
- تشعر بإجهاد جسدي مستمر.
كيف أستطيع التعامل مع الإنهاك العاطفي؟
الإنهاك العاطفي ينبهك إلى أن مشاعرك ترغب في جذب انتباهك والتحدث إليك. إذن، لا يجب أن يكون الهدف هو إبطال هذه المشاعر عن طريق التجاهل والإنكار.
المشاعر تساعدك على فهم نفسك وفهم العالم من حولك. فيجب عليك تقبلها وإدراجها في حياتك، ولكن بشكل سليم.
تقبل كل إحساس تشعر به
لا تستسلم، لا تعاقب نفسك، ولا تسمح للأمر بإرباكك. ما تحتاج إلى القيام به هو فصل وتحديد كل إحساس تشعر به.
فاسأل نفسك أولًا عما تشعر به حقًا. هل تشعر بالحزن، الخوف، الإحباط، أم ربما النوستالجيا؟
قم بوصف اترك مساحة لكل إحساس تشعر به. لا تنتقد نفسك بسبب ما تشعر به. هذه المشاعر تحتاج منك إلى تخصيص بعض الوقت لمراعاتها والقيام بذلك بتعاطف مع نفسك.
كن واعيًا لاستنتاجاتك الانفعالية
أحد الأسباب التي تفسر ظهور الإنهاك العاطفي خلال أوقات الأزمات هو الاستنتاجات الانفعالية التي يستعملها الإنسان عادةً في مواجهة كل شيء يسمعه، يفكر فيه ويشاهده.
على سبيل المثال، عند قراءة أو سماع إحصائيات العدوى والوفيات بسبب الوباء الحالي، تستنتج وتقنع نفسك أن الأمر سيسوء، وأنه لا مجال للهرب، وأن الألم والكرب والمعاناة ستزيد. أنت بذلك تعالج جميع المعلومات من منظور انفعالي سلبي، وهو أمر تحتاج للسيطرة عليه.
ثانيًا، إذا كنت تكرر عبارات مثل “لا أستطيع تحمل هذا القلق بعد الآن،” فأنت تسمح للجانب العاطفي من مخك بالسيطرة عليك.
يجب عليك تخفيض قدرات هذا الفلتر الانفعالي. لا تسمح للأفكار والعبارات التي تسيطر على إدراكك للموقف ولنفسك بالسيطرة.
اقرأ أيضًا:
حان وقت استعادة الهدوء
لا يوجد أحد محصن ضد الإنهاك العاطفي خلال أوقات الأزمات. لذلك، لن يضرك أبدًا اتخاذ بعض الخطوات البسيطة للتغلب عليه.
- نظم تعرضك للمعلومات والأخبار والإحصائيات،إلخ.
- سجل أفكارك ومشاعرك في دفتر يومي حتى تستطيع التواصل مع عالمك الداخلي.
- استعد هدوءك عن طريق التركيز على الأنشطة الممتعة بالنسبة لك، والتي تساعد على تسهيل تدفق المشاعر الإيجابية فيك.
- تحدث مع من حولك ممن تثق فيهم وفي قدرتهم على الاستماع.
- لا تتجاهل أي فكرة أو إحساس يظهر بداخلك، واعتبرها جميعًا رسائل.
ختامًا، في مواجهة المواقف المعقدة، لا يجب عليك أبدًا توقع الأسوأ ومحاولة الاستعداد له. هذه المعادلة لن تنجح إلا في زيادة قلقك وإجهادك.
المكون الوحيد الذي يجب أن يغذي أفكارك دائمًا هو الأمل.