"افعلها في المنزل": الاتجاه الجديد في زمن الوباء

صنع الخبز، الحياكة، الخياطة، البستنة... يعيد الحجر الصحي متعة أداء المهام يدويًا، وهو أمر مفيد للغاية للدماغ، لأنه يقلل من القلق والتوتر. اكتشف اتجاه "افعلها في المنزل" في هذا المقال.
"افعلها في المنزل": الاتجاه الجديد في زمن الوباء

آخر تحديث: 21 مايو, 2020

لم يغير الحجر الصحي عاداتنا الحياتية فقط. بطريقة ما، لقد أجبرنا أيضًا على تطوير براعتنا واكتشاف المهارات الخاملة. يميز هذا الاتجاه الجديد “افعلها في المنزل” هذه الحقبة الوبائية، حيث أصبح الطهي، التصنيع، البناء، وحتى تصفيف الشعر من الأنشطة الإبداعية الشائعة.

هل يعني هذا أننا سنتوقف عن الذهاب إلى المخبز كل يوم، ونستغنى عن مصففي الشعر إلى الأبد عندما تعود الأمور إلى طبيعتها؟ الجواب بالطبع هو لا.

عندما نعود إلى إيقاع الحياة الطبيعية مع  كل التزاماتنا، سنواجه العديد من التغيرات، لا يوجد أي شك في ذلك.

ومع ذلك، لن نتوقف عن الاستفادة من الخدمات الأساسية التي يقدمها المحترفون في كل قطاع.

ومع ذلك، في الأوقات الصعبة، تظهر الحلول الرائعة دائمًا عندما نواجه نقصًا غير متوقع.

لقد رأينا ذلك، على سبيل المثال، في حركة حي رائعة حيث قام الرجال والنساء معًا متضامنين بصنع الأقنعة الواقية.

الآن، يقوم بصنعها بعض الأشخاص في المنزل لكي يحصلوا على أشكال حسب طلب أطفالهم وأذواقهم. وقد تعلم الكثيرون الخياطة، الطهي، وحتى زرع النباتات.

لا نقوم بذلك في معظم الأحيان بدافع الضرورة أو بسبب نقص في بعض المنتجات.

ولكن الأمر عادة ما يكون مجرد طريقة لملء وقت فراغنا، إطلاق العنان لخيالنا، وجعل أيامنا أكثر احتمالًا في أيام الحجر الصحي.

افعلها في المنزل: متعة أكثر من احتياج

خلال هذه الأسابيع القليلة الماضية، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الأشخاص الذين يقومون بتحميل نتائج الوقت الذي يقضونه في المطبخ.

لقد رأينا جميع أنواع الخبز. لقد فاجأونا بوصفات لا تصدق لحلويات مغرية – بعضها أكثر نجاحًا من البعض الآخر.

في الآونة الأخيرة، كان الاتجاه لأكلة النوكي. وإذا تبقى أمامنا المزيد من الأيام في الحجر الصحي، فمن المؤكد أن نرى أنواع أخرى من الطعام والحلويات تشكل اتجاهًا جديدًا.

في هذا النوع من المبادرات، هناك تأثير معدي. فيوقظ ما نراه على الانستجرام فضولنا ورغبتنا في تقليد الأنشطة.

وهذا يعني، على سبيل المثال، أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت المنتجات التي يتم شراؤها بشكل شائع في محلات السوبر ماركت هى الطحين والخميرة.

يظل هذا السلوك يثير الفضول من وجهة النظر النفسية، فإذا اتجه الكثيرون إلى المطبخ، فذلك ليس بدافع الضرورة، ولكن بدافع المتعة وملء وقت الفراغ.

العمل اليدوي له تأثير علاجي في التقليل من الاكتئاب

يواجه الجميع هذا الوقت من الحجر الصحي بطريقته مختلفة.

من المقبول أن تختار حياة أكثر راحة والقيام بأقل قدر ممكن من الأعمال . كما هو مناسب أيضًا القيام بأنشطة بدون توقف، واحد تلو الآخر.

تتمتع حركة افعلها في المنزل بميزة من المهم التأكيد عليها. إن القيام بمهام يدوية وإبداعية مفيد لصحة الدماغ، كما يقلل من الاكتئاب.

الدكتورة  كيلي لامبرت عالمة أعصاب في جامعة ريتشموند في الولايات المتحدة، ألفت كتاب “القضاء على الاكتئاب: نهج عملي لعلماء الأعصاب لتفعيل قوة الشفاء العقلي”.

وتشير في كتابها إلى أن الطهي، الخياطة، الحياكة اليدوية، التصميم، التلوين، الرسم، والزراعة، والأنشطة الشبيهة تركز انتباهنا على الحاضر.

إنها تنظم المشاعر، تقلل الاكتئاب، وحتى تزيد من مرونة العقل. يمكننا أن نقول بكل تأكيد أن هذه المهام مثالية في هذه الأوقات الحالية.

افعلها في المنزل، واكتشف أنه يمكنك أيضًا تحقيق الاكتفاء الذاتي

بدأ بعض الأشخاص مشروع الزراعة الخاص بهم في شرفتهم أو في حديقة صغيرة.

زراعة البذور، مراقبتها تنمو، واكتشاف كيف تنبت الخضراوات وتسمح للناس باكتشاف أنه يمكنهم أن يأكلوا ما يزرعونه.

إن صنع الخبز، قص شعرك، الخياطة، أو حتى البدء في دورة عبر شبكة الإنترنت تساعد الأشخاص على رؤية أنه بإمكانهم، بطريقة بسيطة، تحقيق الكثير بدون مغادرة المنزل.

صحيح أنه يمكننا أن نكون مكتفين ذاتيًا فيما يتعلق ببعض المنتجات والخدمات المحدودة للغاية، ولكنها بداية.

ربما هذا الوقت من الحجر الصحي سوف يبرز شيئين في كل واحد منا.

الأول هو تقدير كل هؤلاء الأشخاص الذين يضمنون قوتنا كل يوم (موظفي السوبر ماركت والمزارعين، إلخ.) أكثر مما اعتدنا عليه.

والثاني هو أن نكتشف، بفضل هذا الاتجاه “افعلها في المنزل”، أن كل واحد منا قادر على أشياء كثيرة. وفوق كل ذلك، نحن نستمتع فعلًا بذلك.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.


  • Heuninckx, S., Wenderoth, L., & Swinnen, S. (2008). Systems Neuroplasticity in the Aging Brain: Recruiting Additional Neural Resources for Successful Motor Performance in Elderly Persons. Journal of Neuroscience, 28 (1) 91-99; DOI: https://doi.org/10.1523/JNEUROSCI.3300-07.2008
  • Kays, Jill L., et al. (2012). The Dynamic Brain: Neuroplasticity and Mental Health. The Journal of Nuropsychiatry and Clinical Neurosciences. https://doi.org/10.1176/appi.neuropsych.12050109
  • Lambert, Kelly (2010) Lifting Depression: A Neuroscientist’s Hands-On Approach to Activating Your Brain’s Healing Power. Basic Books.

هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.