إرضاء الآخرين - إسعاد وإرضاء جميع الناس غاية لا تُدرك

من الطبيعي أن ترغب في إرضاء وكسب حب و ود الجميع، ولكن من الخطأ أن تتخلى عن قيمك ومعتقداتك من أجل ذلك.
إرضاء الآخرين - إسعاد وإرضاء جميع الناس غاية لا تُدرك

آخر تحديث: 29 أبريل, 2019

 أحد أهم أسباب المعاناة النفسية التي نعيشها، والتي لا داعي لوجودها، هو قلقنا من كوننا غير محبوبين من قبل جميع الناس، وسعينا الدؤوب خلف إرضاء الآخرين .

،قد تخبر نفسك الآن، وأنت تقرأ هذا الكلام، أن ذلك لا ينطبق عليك، وأنك لا تكترث لآراء الناس ولا تغير من نفسك أبدا لكي تتوافق وتتناسب تصرفاتك مع أذواق وأهواء الآخرين.

لا شك أننا جميعا فعلنا ذلك في يوم من الآيام، بطريقةٍ أو بأخرى، وربما لا نزال نفعل دون أن نشعر بذلك من أجل إرضاء الآخرين والحصول على تقبلهم.

الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي، وانخراطه في أي بيئة اجتماعية يحتم عليه أن يعيد برمجة سلوكه وتصرفاته من أجل الانسجام والتعايش مع الآخرين.

لكي نكون قادرين على الاتصال والتواصل مع من حولنا، فأحيانا نشعر بأننا بحاجة إلى كسب ود واحترام الآخرين.

الحل الأمثل يكمن في الدمج بين عاطفة القلب ورزانة العقل، فمن الأفضل استشارة عقولنا وقلوبنا قبل الإقدام على أي تصرف. وهذا ما يسمى بموازنة الذكاء العاطفي.

مما لا شك فيه هو أننا جميعا نحب إرضاء وإسعاد الآخرين، لنترك انطباعا جيدا لدى الجميع ونكسب ودهم.

وفي ذات الوقت، علينا أن نحذر من أن نقع ضحية هذه الأفكار، فنشعر بوجوب إرضاء الجميع وإلا فلن يتقبلنا أحد.

دعونا نتأمل هذا الموضوع معا.

الحاجة لإسعاد و إرضاء الآخرين لكي نكسب ودهم

الإنسان بحاجة لأن يكون محبوبا، وأي شخص يفكر بطريقة أخرى هو إنسان غير طبيعي ويعاني من مشاكل اجتماعية.

فلولا ذلك، لما زرع الله فينا مهارات الإغواء والإغراء لجذب واستعطاف الشريك المحتمل، على سبيل المثال.

إرضاء الآخرين

كما أنه في بعض الأحيان نكون مضطرين لإظهار أفضل ما لدينا لكي ننال قَبول الآخرين و نكسب إعجابهم.

ومثال واضح على ذلك، في مقابلة العمل، فالانطباع الذي ستتركه عند مسؤولي التوظيف هو ما سيحدد مستقبلك.

إننا في أغلب الأحيان نميل  إلى حب الأشخاص المشابهين لنا في تصرفاتنا ونمط تفكيرنا، ما يدفعنا إلى التعلق بهم وتكوين علاقات صداقة قوية معهم مبنية على الانسجام والتوافق

كما لا يمكننا إنكار حقيقة أننا في بعض الأحيان نبتعد عن عائلتنا قليلا في سبيل الحفاظ على علاقاتنا مع من نحب، ولكن ابتعادنا عن عائلتنا لا يعني التخلي عنهم بشكل كامل.

ما نقصده هو صنع نوع من التوازن في التعامل مع الناس، لنستطيع التعايش معهم وكسبهم جميعا.

فمن المهم أيضا أن نعمل لأجل الآخرين، فلو كان كل فرد منغلق على نفسه ويعمل فقط لأجل مصلحة ذاته، واضعا الحدود بينه وبين الآخرين، فذلك سيهدد أواصر المجتمع بالانهيار.

قد يكون السؤال الذي يدور في ذهنك الآن هو: أين تقع هذه الحدود بين هويتي وما يتطلبه المجتمع مني لكي أكون جزءا منه؟

ستجد في الأسفل الإجابة على هذه التساؤلات.

المنهج العاطفي لاكتشاف الذات

لكل فرد جوهره الخاص، وهذا الجوهر ليس إلا حقيبتك الشخصية التي تحتوي على قيمك، وعواطفك، ووعيك واحترامك لذاتك.

  • إن هذه الرحلة الشخصية التي من خلالها تكتشف ذاتك، هي عملية ستدوم طوال حياتك.
  • خلال فترة المراهقة، قد يكون من الضروري كسب الآخرين، وذلك لأنك انغرست في كيانٍ اجتماعي ستعيش فيه تجاربك الأولى في الحياة، لذا انت بحاجة للشعور بالاندماج في هذا المجتمع.
  • هذه المرحلة خطيرة، فيمكن أن تجعل الشخص يشعر أحيانا بانفصال خطير بين ما هو عليه أو ما يشعر أو يفكر فيه، وما يريده الآخرون منه.
  • المجتمع يتطلب منك أن تكون جذابا ومثاليا ومميزا ومستقلا، ولكن لا  تجعل السعي وراء ذلك يسلب منك جوهرك الأساسي.

كل شخص منا مرّ أو سيمر بهذه المراحل، ليجد في نهاية المطاف ذلك التوازن الداخلي

امرأة وعصفور

كن أنت

بعيدا عما يعتقده الكثير من الناس، أن تكن نفسك هو أمر ليس بالسهل.

  • يُتوقع منك أن تكون من الأطفال اللطيفين، والشركاء المحبين، والموظفين الفعالين.
  • خلال مغامرتك من أجل ذاتك، قد تواجه بعض الابتزازات التي يمكن أن تُخرج منك أشياء تتعارض مع قيمك وعاداتك.
  • “تتطلب المغامرة من اجل أن تمثل نفسك أن تمر ببعض التحديات الصغيرة، سواء أعجبك ذلك أم لا.

بعض الناس ليس لديهم “ذوق جيد” ليقدّروك

لن ينتهي العالم إذا واجهك أحدهم بجملة “لا ، أنا لا أحبك.”

في الواقع، ستكون هذه نقطة بداية جديدة بالنسبة لك نحو فرصٍ أخرى ربما تكون أفضل.

  • إذا كنت تكافح كل يوم فقط من أجل أن تصطاد حب الناس جميعا، فإنك بذلك تبتعد عن نفسك وعن رحلتك نحو التميز.
  • لا تكترث إذا لم يكن لدى شخص ما “الذوق الرفيع” لتقدير شخصيتك المرحة، أو ضحكتك الجميلة، أو شغفك بالحياة.

لا تكترث للكارهين، فهناك كثيرون يقدرونك ويحترمونك ويتعاطفون معك، وأنت على طبيعتك المفعمة بالحيوية والحياة.

فلا تتردد يوما في السعي وراء ذاتك، لا تتخلى عن شخصيتك من أجل إرضاء الآخرين.


"تمت مراجعة جميع المصادر المذكورة بعناية شديدة من قبل فريقنا لضمان جودتها وموثوقيتها وتحديثها وصحتها. تم اعتبار الببليوغرافيا لهذه المقالة موثوقة ودقيقة من الناحية الأكاديمية أو العلمية.



هذا النص مقدم لأغراض إعلامية فقط ولا يحل محل استشارة مع محترف. في حال وجود شكوك، استشر اختصاصيك.